عيد الفطر في الصين ..

موقع الصين بعيون عربية ـ
أ.م. أحمد نصّـار:
يطل عيد الفطر هذا العام على المسلمين في الصين سواء الصينيين منهم أو المسلمين الأجانب المقيمين في الصين بأجواء من التآلف والبهجة والسلام، حيث يحتفل المسلمون في الصين بعيد الفطر في أجواء من الاستقرار والأمان الذي تنعم به الصين، وفي الوقت الذي تخطو به الصين قيادة وشعباً خطى ثابتة حثيثة نحو التنمية الاقتصادية والمجتمعية للنهوض بكل فئات الشعب الصيني.
ولا يعد عدد المسلمين في الصين الذي يصل الى أكثر من 20 مليون مسلم هو السبب الوحيد الذي يدفع الحكومة الصينية لإعطاء إجازة تصل إلى أربع أيام للمسلمين في مناطق تركزهم في شمال الصين فحسب، إلّا أن احترام القيادة الصينية للأديان والمناسبات الدينية هو ما يدفعها كذلك إلى اعتبار عيد الفطر مناسبة سعيدة يتبادل فيها الصينيون من غير المسلمين التهاني مع أبناء وطنهم والأجانب المسلمين التهاني والتبريكات، بل وتقدم تذاكر دخول مجانية للمسلمين والمواطنين المحليين في بعض الأماكن السياحية ذات الكثافة المسلمة.
ومن العادات المتعارف عليها في هذه المناسبة السعيدة أداء صلاة العيد في المساجد، والاستماع الى خطبة عيد الفطر باللغة الصينية والعربية من إمام صيني، وأداء الزكاة والصدقات، ثم تبادل الزيارات وطهي الأطعمة المميزة كالفطائر واللحم والأرز والحلويات، كما يرتدي المسلمون الصينيون الثياب الجديدة احتفالاً بقدوم العيد.
يعتبر عيد الفطر في الصين شأنه شأن رأس السنة الصينية بالنسبة للمسلمين والصينيين على حدٍ سواء، فالمسلم الصيني يستغل هذه المناسبة للعودة الى مسقط رأسه وقضاء العيد مع أهله وأصحابه، ويلاحظ ازدحام وسائل النقل قبل العيد بأيام، خاصة في الرحلات التي تقل العديد من المسلمين إلى مناطق سكناهم في شمال الصين مثل إقليم “نينغشيا”، حيث تعتبر أيام عيد الفطر فرصة للمسلمين من جميع الجنسيات للتعارف والتقارب وتبادل التهاني في أجواء من السلام والمودة والرحمة والتي هي أساس رسالة المناسبات الدينية الإسلامية.
ومن المناطق التي يمكن مشاهدة فيها أجواء عيد الفطر في العاصمة الصينية بكين هو شارع “نيوجيه”، والذي يقطنه أكبر جالية إسلامية في العاصمة الصينية، ويؤدي المسلمون هناك صلاة العيد في المسجد المحلي بأعداد كبيرة، وترفع اللافتات التي تحتوي على عبارات التهاني والتبريكات بقدوم العيد باللغتين العربية والصينية.
ونحن إذ نقضي هذه المناسبة الدينية السعيدة في جنبات جمهورية الصين الشعبية، فإننا نتقدم بالمعايدة والتهنئة إلى جميع المسلمين في الصين، وإلى الشعب الصيني الشقيق وقيادته الحكيمة، آملين دوام السلام والود والتآلف على هذه الأرض الطيبة.

*الاستاذ الدكتور أحمد نصار: كاتب ومستثمر ومتخصص بشؤون الصين مع فلسطين و “اسرائيل” وصاحب أطروحة علمية في هذا المجال، وعضو ناشط في الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين في قطاع غزة – فلسطين.