كَلمَات عَن أُسامة مُختار.. الإعلامي المُحب للصّين
موقع الصين بعيون عربية ـ
الأكاديمي مَروَان سُودَاح:*
يُعتبر الصديق الكبير والخبير الإذاعي السوداني في القسم العربي لإذاعة الصين الدوليةCRI ، أسامة مختار، واحداً من أهم وأبرز وأكثر الكوادر الأجنبية تميّزاً في هذا القسم الإذاعي منذ تأسيسه في عام 1957م.
لا أوردُ هذا الحقيقة هنا جُزافاً أو عاطفة لعلاقتي التحالفية والإعلامية والإنسانية الطيبة مع هذا الصديق العزيز، بل هي الحقيقة، فلقد ظللتُ أُتابع مَسيرة َالقسم العربي في هذه الإذاعة الصينية الصديقة والعريقة والمِثال، منذ صباي الباكر في ستينيات القرن الماضي، وأنا على عِلمِ بكل ما يُقدم فيها من برامج متنوعة مِن طرف خبراء عرب عملوا في أروقتها منذ وقت طويل.
ولكني للحقيقة والتاريخ ولتسجيل ذلك في التاريخ المشترك للصين والعرب، لم ألمس هذه الشحنات والدفقات من العطاء والتفاني والإخلاص في حُبِ المهنة الإعلامية للصين، ومحبة الصين نفسها والإخلاص لتجربتِها الإنسانية وكل ما يتعلقُ بشأنِها كما لمستُ ذلك من لدن أسامة… كيف لا(؟)، وهو قد أبدى مهنيةً عاليةً ورفيعة لِمَا يمتلكُه من خبرات واسعة يَشهد له كل من يِعرفه وأهل بلاده، بحكم طبيعة عمله السابق كمذيع متميز في الإذاعة السودانية، قبل أن ينتقلَ إلى إذاعة الصين الدولية .. وكيف لا أيضاً(؟)، وهو الدارسُ المتخصص في الإعلام والصحافة واللغة العربية، وقد ظل يعملُ على بناء جسور من الصداقة بين إذاعته السودانية السابقة والاذاعة الصينية الحالية، بل وصحب في إحدى المرات وفداً عالي المستوى، قبل أعوام، يتكوّن من رئيسة القسم العربي للاذاعة الصينية، والمدير السابق لإدارة غرب آسيا وأفريقيا لزيارة وطنه السودان، حيث التقى الوفدُ خلالها وزير الإعلام السوداني وإدارات وزارته من إذاعة وتلفزيون وهيئات ومؤسسات إعلامية أخرى، بغرض التذاكر وإعمال الفكر والإبداع في كثير من المشاريع بين الإذاعتين، بعضُها رأى النور، والآخر ما زال قيد التنفيذ، وقد أشاد الوفد الصيني بتجربة الإعلامي أسامة مختار الرائدة والمميزة، في مجال التعاون بين الإذاعتين.
وقد ذكر لي أسامة في آخر زيارة نفذتّها أنا الى جمهورية الصين الشعبية الحليفة، أنه انجزَ ما يفوقُ الألفَ عمل ما بين تقرير خبري وبرامج ولقاءات متنوعة، وسهرات إذاعية للإذاعة السودانية في إطار التبادل البرامجي بين الإذاعتين، كلُها تُعرِّف بالصين وثقافتها وتاريخها وحاضرها، وتعكس حجم التبادلات الرسمية والشعبية ما بين الصين والسودان اللتين تربطهما علاقات حميمة وشراكة استراتيجية، هذا فضلاً عن عشرات البرامج والحوارات التي قدّمها اسامة في القسم العربي لإذاعة الصين الدولية CRI، إلى جانب عمله اليومي في تحرير وتنقيح وتصحيح الأخبار وقراءتها يومياً عبر إذاعة الصين الدولية CRI بصوته الرخيم المتفرّد، الذي يُعدّ حسب تصنيف الأصوات علمياً بـِ “القوي المؤّثر”، وشارك في عددٍ من المؤتمرات الدولية والتغطيات الإعلامية لعددٍ من المناسبات الصينية الكُبرى.
فمنذ وجوده في القسم وعلى سبيل المِثال وليس الحصر، قام بتغطية فعاليات (إكسبو شنغهاي – الذكرى الستين لتأسيس الصين/، المنتديات الصينية العربية والأفريقية… الخ، وكان أول أجنبي ينقل حدثاً على الهواء من القسم العربي لافتتاح “إكسبو شنغهاي”، إضافة إلى بث مباشر من منطقة شينجيانغ الغربية الصينية مع الإذاعة السودانية، حتى أن زميله المصري السابق الأستاذ أحمد أبو زيد، والذي أرى أنه كان المُنافس الوحيد لأسامة قبل أن يتقاعد أبو زيد على المَعاش، قال له: [بختك يا إبني يا أسامة، أنت طالع فيها، وخطفت كل الأضواء]. وقد كان أسامة يُمازحه دائما بمنادته [ياعم أحمد]!
ليس هذا فحسب، بل أن سمعة أسامة في الشأن الصيني يتحدثون عنها في عددٍ من الإذاعات العربية، وفي تصريحات المختصين إليها، وهي الإذاعات التي تطلب أحياناً آراء الخبراء العرب المُقيمين في الصين، وكان من بينها إذاعة الجزائر الدولية/ صوت العرب/ تونس/ والسعودية/، إذ يتحدث أسامة من خلالها ولغيرها من وسائل الإعلام، في عددٍ من المناسبات، مُدافِعاً ومؤازِراً ومعرّفاً بالصين وسياستها وثقافتها وتراثها وعلاقاتها العربية.
إلى جانب ذلك كله، يُعتبر أسامة مُقدّماً رئيساً لبرامج وثائقية للتلفزيون الصيني المركزي، ولجملةٍ من التلفزيونات العربية، كما أنه متخصّص في تقديم الترويج والإعلانات بطريقة مهنية رفيعة، وهذه مِيزة يفتقدها الكثيرُ من المذيعين. وشاهدتُه فيما مضى يُقدّم رؤية تحليليةً عميقةً للمشهد العربي الآني عندما كانت تستضيفه قناة cctv الفضائية الصينية الناطقة بالعربية، كما عمِل أسامة على تدريب عددٍ من الطلاب المتدربين، وموظفي المؤسسات الإعلامية الصينيين والعرب، وساهمَ في نشر الثقافة الصينية من خلال عمله كمدقق لغوي لعددٍ من المسلسلات الصينية المدبلجة باللغة العربية، تم بثها في على أثير بعض الفضائيات العربية. إلى جانب كتاباتِه المتلاحقة في عدد من الصحف، ومن بينها موقعنا الإخباري الالكتروني الشهير [الصين بعيون عربية] وهو الموقع الأهم والوحيد من نوعه الذي يعكس نشاط حُلفاء الصين العرب، وينطق الموقع بإسم الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، ومديره العام الاخ محمود ريا، وأسامة بذلك يكون قد حقق مفهومَ “الإعلامي الشامل”.
وانداحتْ دوائرُ نشاط أسامة فظَلَ هو المساعدُ لكل باحث في الشأن الصيني أو السوداني والعربي. ولحبّه الجم للقيادة الصينية والمجتمع الصيني، ولتميزه اللغوي، اُختير أسامة عضواً للجنة التحكيم في مسابقة الخطابة المنظمة مِن قِبل جامعة اللغات في العاصمة الصينية بيجين للأعوام 2013ـ 2014م-2016م.
وفي التكريم والاعتراف بجهده وتميّزه، نالَ أسامة عدداً من الشهادات والجوائز التقديرية إبّان عمله الإذاعي، إذ حصل قبل انخراطه بعمله في الصين، على جائزة الاذاعــي المــتميز ضمـن حصـاد العام للإذاعة السودانية في عـام 2008، كما وحصل على عددٍ آخر من الشهادات التقديرية والإشادات.
كما نال أسامة جائزة أفضل إذاعي أجنبي بمركز شمال آسيا وأفريقيا بإذاعة الصين الدولية عام 2011م، كذلك اختارته إذاعته السودانية كأفضل مراسل عالمي لها عام 2010م حيث يعمل مراسلاً إخبارياً وبرامجياً لها من موقعه الحالي في بيجين.
ونال أسامة جائزة أفضل برنامج موجّه للخارج من أكاديمية إذاعة الصين الدوليةCRI في عام 2013م. وهذه بعض الجوائز على سبيل المِثال وليس الحصر.
صديقنا أسامة يتحدث دائماً باعجاب عن “مبادرة طريق الحرير” الجديدة ، “الحزام والطريق”، التي سبق وأعلنها فخامة الرئيس (شي جين بينغ)، وتستهويه الافكار الكونفوشيه، وسياسة النفس الطويل لِـ (ماوتسي تونغ)، وأفكار المُصلح دينغ شياو بينغ. ومُعجب أيضاً بالتجربة الصينية عموماً، ومُتحمّس لها، ويرى أنها تستحق أن تكون قدوة وتدرّس خاصة في الدول النامية كبلاده، وهو بصدد إصدار كتاب عن تجربته في الصين. إلى ذلك فهو مهتم بالأدب وكاتب للشعر والقصة القصيرة. إن شخصاً مهماً على مِثال الأخ أسامة، جدير بالأصدقاء الصينيين أن يهتموا به وأن يعطوه ما يستحق من حبٍ واحترام.
كل هذا وأسامة يعمل في صمتٍ وهدوء يحسد عليه، فهو لا يحب ولا يهوى حتى الإشارة لمِثل هذه الأعمال، وكعادة مَن عرفتُهم في مسيرة حياتي من الشخصيات السودانية شديدة الأدب والحساسية، فهو يَمتص ما يعتريه من مكايدات من بعض الجنسيات العربية في الصين وفي العالم العربي التي ربما يدفعها التنافس الإعلامي والشخصي للوشاية به أحياناً، أو تعكير صفو حياته في الصين، لكنه يتغاضى عن ذلك بكثير من الصّبر الجميل وممارسة أدب التغاضي عن الصَّغائر، فهو يمتلك روحاً حلوة وسلوكاً مَرناً ونفساً خالية من الأحقاد والمشاحنات.. لذا، نتمنى للأخ أسامة حياة إعلامية عملية سعيدة ومليئة بالعطاء والإبداع، ومزيداً من بذله الجهود لتعميق تحالفنا مع الصين قيادة وحزباً ودولة ومؤسساتٍ وشعباً.
ومن الضروري لهذا كله ولغيره الكثير مما لا تتسع إليه المقالة هنا، الإشارة إلى حدث تأسيـس منتدى إتحادي خاص لمحبي الإعلامي والخبير الإذاعي أُسامة مُختار في العاصمة الاردنية عمّان، وذلك بمناسبة العيد الـ59 لتأسيس القسم العربي لإذاعة الصين الدولية CRI، والذكرى الـ75 لتأسيس مؤسسة الإذاعة الصينية CRI .
وقد رأى هذا المنتدى النور بمبادرة مُتفرّدة وغير مسبوقة من هيئة (المجلس القيادي التنفيذي والفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين).
والجدير بذكره، أن تأسيس هذا المنتدى الاتحادي في كانون الأول/ ديسمبر من العام المنصرم 2016م، يأتي للاهتمام بفكر ومقالات ونتاجات الإعلامي أسامة مختار في الاردن والعالم العربي، وتشجيع تأسيس منتديات مماثلة له في البلدان العربية على قاعدة فروع الاتحاد الدولي، ولدراسة فكر وتوجهات الصديق الصحفي السوداني أُسامة مختار، ورؤيته لقضايا الصداقة والتحالف مع جمهورية الصين الشعبية، ومسيرته الإعلامية الناجحة والمُثمرة في هذا الاتجاه، كما في داخل الصين وكذلك في البلدان الصديقة لها، العربية وغير العربية.
*رئيس الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، ورئيس منتديات القسم العربي للاذاعة الصينيةCRI ومجلتها الفصلية – “مرافئ الصداقة” – الاردن.