27 عاما من عمل قوات حفظ السلام الصينية بالخارج : نشأت من أجل تحقيق السلام
صحيفة الشعب الصينية:
أصبحت الصين بعد مضي 27 عاما من بدء المشاركة في عمليات حفظ السلام الدولية أكثر دولة في دول الأعضاء الخمس بالأمم المتحدة ارسالا لقوات لحفظ السلام الى الخارج. وقال مسؤول بمكتب شؤون حفظ السلام بوزارة الدفاع الوطني الصيني:”نشطت بعثات قوات حفظ السلام الصينية في شتى مناطق العمل، ما أبرز حب الصين للسلام ومسؤوليتها، وساهم بقوة ايجابية في تحقيق السلام العالمي.”
قوات حفظ السلام الصينية .. تحقيق قفزات تاريخية في تنفيذ المهام
ظهر لأول مرة في ملخص بيان عمل حفظ السلام للأمم المتحدة خبر عن الجيش الصيني في ابريل عام 1990 ، ووصول خمسة مراقبين عسكريين من جيش الشعب الصيني إلى دمشق. وأصبح هذا البيان شاهدا تاريخيا لمشاركة الصين في عمليات حفظ السلام الدولية. وحتى اليوم، أرسل الجيش الصيني أكثر من 35 ألف عسكري لحفظ السلام وشارك في 24 عملية للأمم المتحدة لحفظ السلام وتوصف قوات حفظ السلام الصينية من قبل المجتمع الدولي ب”عامل رئيسي وقوة بالغة الأهمية في عمليات حفظ السلام”.
وشهدت قضية حفظ السلام الصينية خلال السنوات ال27 الماضية تطورا عميقا وحققت قفزات تاريخية في عمليات تنفيذ المهام: من حيث توسع المناطق الجغرافية التي عملت بها قوات حفظ السلام الصينية، انتقلت الاخيرة من منطقة الشرق الأوسط إلى عدة مناطق في قارتي آسيا وافريقيا. ومن حيث نوع القوات المرسلة، فقد توسعت من وحدة جنود الهندسة الى وحدات المشاة والهندسة، النقل،الطبية، الأمن، الطب والحراسة والقوات الجوية وغيرها. أما من حيث حجم وعدد القوات المرسلة، توسع نطاق الوحدة من 5 مراقبين عسكريين لاول مرة الى إلى 2409 عسكريين لحفظ السلام في الوقت الحالي، لتحتل المرتبة الاولى بين الدول الخمس للأمم المتحدة من حيث عدد قواتها. ومن حيث مستوى المراقبين العسكريين المبتعثين، من ضباط الاركان إلى مدير قائد القوات وغيرها من وظائف عليا، ومن حيث قيمة التمويل لحفظ السلام فتحتل الصين حاليا المرتبة الثانية في العالم. أما من ناحية آلية التدريب، قد أنشأ الجيش الصيني في وقت مبكر نظام تدريب ثلاثي الأبعاد. ومن حيث مستوى التبادلات، فيوفر مركز قوات حفظ السلام الصيني التابع لوزارة الدفاع الوطني الصينية منصة هامة لتدريب قوات حفظ السلام والقيام بالتبادلات الدولية، كما ذهب بعض ضباط صينيون الى الخارج لالقاء المحاضرات للقوات الأجنبية تحت إطار الأمم المتحدة.
وفي سبتمبر 2015، أعلنت الصين في قمة حفظ السلام بمقر الأمم المتحدة عن اجراءات لدعم مهام حفظ السلام الاممية وارسال المزيد من وحدة الهندسة والنقل والعاملين في المجال الطبي في عملية حفظ السلام ومساعدة في تدريب الفي جندي من قوات حفظ السلام والمساعدة في تنفيذ 10 مشاريع إزالة الألغام في السنوات الخمس المقبلة. وخلال السنوات الخمسة القادمة، ستقدم الصين مساعدات عسكرية بقيمة 100 مليون دولار لدعم إنشاء قوة الجيش النظامي للاستجابة الفورية على الازمة وإنشاء جيش دائم في إفريقيا. كما انضم أول فريق صينى للمروحيات إلى قوات حفظ السلام المشتركة لحفظ السلام في أفريقيا. وسيخصص جزءا من اموال صندوق الصين- الأمم المتحدة للسلام والتنمية لدعم عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة.
وقال وانغ فان نائب عميد المعهد الدبلوماسي الصيني :”تتخذ الصين هذه الاجراءات المهمة بهدف الحفاظ على السلام والامن الدوليين وتحمل مسؤولية دولية أكبر، وهي تجسد عزم الصين للحفاظ على السلام العالمي ودعمها الثابت لعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام”.
الشجاعة وعدم الخوف .. ميزة عالية تضمن إتمام المهام كدولة كبيرة مسؤولة
الحروب والصراعات، الجوع والفقر، الحرارة والامراض… مخاطر وتحديات تواجهها قوات حفظ السلام في كل المناطق التي ينفذون فيها مهامهم. ولكن مواجهة قوات حفظ السلام الصينية هذه المخاطر والتحديات بقوة وشجاعة ، يفسر معنى الجيش القوي من دولة كبيرة. وبغض النظر عن المنطقة الجغرافية وظروفها، ظلت قوات حفظ السلام الصينية تنهي مهمة حفظ السلام بكل كفاءة ومهنة مما يظهر نمطا فريدا ومميزا للجيش الصيني على ساحة حفظ السلام الدولية.
نالت قوات حفظ السلام الصينية إشارة واسعة النطاق منذ مشاركتها في علميات حفظ السلام للأمم المتحدة لمدة 27 عاما. وجاء في التقرير الذي أصدره معهد ستوكهولم العالمي لأبحاث السلام مؤخرا، أن قوات حفظ السلام الصينية التابعة للأمم المتحدة اكثر كفاءة ومهنية وشجاعة، والفريق الأفضل تدريبا والاكثر انضباطا.
“أنا أثق في قوات حفظ السلام الصينية”. قال جون بيير لاكروا، الأمين العام المساعد المكلف بعمليات حفظ السلام :” نثق في استمرار قوات حفظ السلام الصينية في تقديم كل ما لديها من كفاءة ومهنية وشجاعة لمواصلة مساهماتها البارزة في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام.”