#شنغهاي الأمل والعمل (العدد 72)
خاص نشرة الصين بعيون عربية ـ الأكاديمي مروان سوداح*
في أسباب وعوامل الجذب الذي يُميّز (منظمة شنغهاي للتعاون) هو إسمها، الذي يتحدّث عن جوهرها وطبيعتها، بالإضافة الى مبادئها التي تتلخص في علاقات الندّية التي تجمع المؤسـسين والأعضاء فيها، ومساواتهم الكاملة في الحقوق والواجبات، وفي اتخاذ القرارات ووضع خطط الاستثمارات والتعاون المتعدّد الجوانب وغير ذلك الكثير.
وقد أهّلت هذه العوامل والأسباب وغيرها منظمة شنغهاي لاكتساب مِصداقية دولية واحترام شامل، فغدت بأعمالها وآمالها الكِبار توفّر بَصِيص أملٍ في إيجاد منظمة دولية مُحترمة ومُتناغمة ومُنسجمة مغايرة لـ “الأمم المتحدة”، لتتمكّن من التعيبر عن أماني شعوب آسيا وغيرها، وترى في أولوياتها أحّقيتها بنشر السلام والعدالة السياسية، سيّما بعد تفّشي الإرهاب المُمنهج الذي يتطلّب مُعَالجات أكثر حزماً كما وللأزمات والقضايا الاخرى للبشرية، وفي سبيل تغيير الواقع الاسترقاقي الشيطاني الدولي الحالي، المَبني على الإرث المِتروبولي الاستعماري وربيبه الأوليغارشي، الذي يتطلع إلى تحقيق وظيفية جهنمية للشعوب، تتمثل بتأكيد متواليات الاقتتال لديها إغناءً للمجمعات الصناعية ـ العسكرية، فتسييد مناهج الإملاء الوحشي والإتباع العائدة لقرون الإقطاع الهَمجي.
لماذا تأسّست هذه المنظمة العتيدة في آسيا وليس في غيرها من القارات؟ أعتقد أن الجواب في غاية البساطة، وهو أن القارّة الآسيوية هي الأقدم والأكثر تركيزاً للسكان عبر التاريخ البشري، وبخاصة في الصين، وبالتالي هي القارة الأكثر قوّة بشرية وإقتصادية وكمّاً للاختراعات والاكتشافات والإنتاجية الثقافية والإنسانية. وإلى جانب ذلك، برزت آسيا ليس كمولّد حصري للحروب والنزاعات الدموية في التاريخ فحسب، بل برز وجهها الآخر الأهم الدّاعي إلى احترام هِبة الحياة المقدسة وضرورة صيانتها، لكون القارة هي “مركز القارات والعالم” وأحداثه الإيجابية الساطعة منذ فجر التاريخ، ففيها وُلدت الثقافات ووُضِعَت مَداميك حضارة عالمية موَحَّدة على قواعد صلدة وراسخة. وليس أخيراً، أن في آسيا بالذات بدأت تتشكّل الملامح الأولى والوجه الجديد للعالم، وهو الذي تمثله اليوم منظمة شنغهاي للتعاون.
وفي هذا السياق المَبدئي والإنساني، لاحظنا بخاصة، تركيز القسم العربي لإذاعة الصين الدوليةCRI، على المَبادئ المفتاحية للصين والتي أُدرجت في لوائح ووثائق المنظمة، والتي أكّدها فخامة رئيس جمهورية الصّين الشعبية، شي جين بينغ، فور وصوله إلى أستانا يوم 7 يونيو/حزيران، للقيام بزيارة دولة إلى كازاخستان وحضور الاجتماع الـ17 لمجلس رؤساء الدول الأعضاء فى منظمة شنغهاي، وكذلك المُشاركة في حفل افتتاح معرض إكسبو-2017 في العاصمة الكازاخية.
ومن هذه المبادئ الشيجينبينغية التي تأكّدت في صُلب عمل المنظمة ومبادئها وأنشطتها: “التشاركية فيما بين الأعضاء لتبادلات عَميقة”/ و”التحدّث بصوت واحدٍ بخصوص القضايا الإقليمية والدولية”/ و”العمل بتنسيق وثيق”/ و”تعميق الثقة المتبادلة”/ و”زيادة الدعم المتبادل لبناء مجتمع المصير المشترك”، الذي يتّسم بالمساواة والدعم المتبادل والتضامن، ومشاركة الأفراح والأتراح”.
ويتوقف المُتَابِع تحديداً على المبادئ التي أوصلت منظمة شنغهاي لتحقيق التعاون الشامل، ونيل نجاحات متجدّدة في مجالاتها، إذ أكّدت قدرتها على العمل الحقيقي لحلّ مختلف المُشكلات والإشكالات التي تواجه الاعضاء، وعلى وجه الخصوص، أولوية قضايا الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين، ونال اقتراح الرئيس “شي” التأييد بخاصة حِيال مكافحة قوى الشر الثلاث (الإرهاب والانفصالية والتطرف)، والتي تظل مهمة طويلة وشاقة تتداخل فيها مسائل تعزيز قدرات الدول الأعضاء على التنسيق والتنفيذ في الفضاء الأمني، ولزوم تعزيز البِناء المؤسسي الاقليمي لمكافحة الإرهاب الدولي، والقضاء بشكل حازم على تصنيع المخدرات والإتّجار بها ووقف توظيفها لتحقيق مرامي العنف بمختلف صوره.
*رئيس الإتحاد الدولي للصَّحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصّين.
*المَقال خاص بالنشرة الاسبوعية لموقع الصين بعيون عربية.