مبدأ ” بلد واحد، ونظامين” يخدم الهدف (العدد 75)
صحيفة غلوبال تايمز الصينية
افتتاحية الصحيفة
29-6-2017
تعريب خاص لنشرة الصين بعيون عربية
وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ وهو أيضاً الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، إلى هونغ كونغ للاحتفال بالذكرى العشرين لعودة هونغ كونغ إلى الصين. كما تفقد المنطقة الإدارية الخاصة. وقد جذب هذا الحدث انتباه العالم إلى المدينة وإلى مبدأ “بلد واحد ونظامين”.
وكان مبدأ “بلد واحد ونظامين” قد أُنشئ خصيصا لعودة هونغ كونغ، ولا يوجد مرجع في العالم لمثل هذا النظام المُطبق. وسرد الحقائق ضروري لتقييم تطبيقه مدة 20 عاما.
لقد اعترفت الغالبية في البر الرئيسي الصيني وهونغ كونغ بالتطبيق السلس لمبدأ “بلد واحد ونظامين”. ولا توجد دعوات حقيقية من قبل أي من الجانبين للتخلي عنه أو اعتماد ترتيب سياسي آخر. وهذا يشهد على حيوية “بلد واحد ونظامين”.
وبرغم فوائده التي لا تُحصى في الحياة اليومية، إلا أنه أسهل على الناس ملاحظة مشاكل عديدة. فبسبب طابعه الفريد، يمكن استخدام “بلد واحد ونظامين” ككبش فداء من قبل الرأي العام تُعلق عليه مشاكل هونغ كونغ.
يتشكل الرأي العام الغربي بشكل أيديولوجي يجعله يستخدم دائما أسلوباً ساخراً في التعليق على شؤون هونغ كونغ. وهو يرغب في أن تشوّش بعض الأحداث على الذكرى السنوية لعملية التسليم. ولذلك فإن الأحداث ـ حتى التافهة منها ـ ستخضع للتمحيص.
لقد عزفت القوى الراديكالية في هونغ كونغ والإعلام الغربي اللحن القديم حول قمع الديمقراطية والحريات في هونغ كونغ وفقدان المدينة قيمها الأساسية. هذا الرأي يعكس صراعاً في السياسة والإيديولوجيا. ولا علاقة لذلك بما إذا كانت هونغ كونغ تفقد فرادتها.
لا تزال هونغ كونغ اليوم مختلفة بشكل كبير عن مدن البر الرئيسي. وقد ساعدت النظم الاجتماعية المختلفة في تشكيل مدينة مختلفة. ومن الأهمية بمكان ما، أن كلاً من سكان البر الرئيسي وهونع كونغ مستعدان للحفاظ على هذا الاختلاف.
لقد لعبت هونغ كونغ دوراً فاعلاً في انفتاح البر الرئيسي وحداثته وفي تكييف البر الرئيسي مع تغيرات النمط الاقتصادي العالمي والحفاظ على الإزدهار. وفيما تخضع كل وحدة إدارية صينية لضغوط من الأسواق المحلية والعالمية، فإن المساعدات الحكومية المركزية لا تشكل عاملاً حاسماً في مستقبل هونغ كونغ. إن آفاق المدينة تعتمد على مواطنيها.
ومع ذلك، تروّج حفنة من الناس في هونغ كونغ لأفكار سياسية راديكالية، وهذا قد أزعج أجندة المدينة واستدعى قدراً كبيراً من اهتمام الرأي العام. لكن هذه المشاكل لم تؤثر على الإطار العام لـ “بلد واحد ونظامين”. وينبغي للمجتمع في هونغ كونغ معالجة المشاكل دون أي تأجيل.
لقد شهدت هونغ كونغ والبر الرئيسي علاقات أوثق وتغييرات أكثر تواتراً على صعيد الموظفين وتدفقاً مالياً وتجارياً موسعاً منذ العام 1997.
وقد استفادت غالبية الناس من هذه العملية، ولم تؤد الاحتكاكات إلى تأثير شامل. وهذا الوضع ذو أهمية حيوية لقضية إعادة توحيد الصين العظمى.
يدرك نظام هونغ كونغ أنه ستكون هناك دائما أصوات معارضة لمبدأ “بلد واحد ونظامين”، ولن يتوقف الرأي العـام الغربـي عـن اختـلاق العـلـل فيـه.
ولكن ذلك لن يؤثر على التقييم التاريخي لـ “بلد واحد ونظامين”. لا يزال هذا النهج يعمل بسلاسة. وجميع مشاكل هونغ كونغ تحت السيطرة. لقد شهدت الحكومة المركزية سلطة معززة، كما حافظ مجتمع هونغ كونغ على تنوعه وازدهاره، تماما كما وعد النظام. وهذا ما سيسجله التاريخ.