فلتركز #هونغ_كونغ على تعزيز الإقتصاد (العدد 75)
صحيفة غلوبال تايمز الصينية
افتتاحية الصحيفة
2-7-2017
تعريب خاص لنشرة الصين بعيون عربية
برزت مميزات هونغ كونغ بشكل كبير في الأول من شهر تموز، فيما نُظمت احتفالات كبرى بالذكرى ال20 لعودتها إلى الصين. وفيما كانت هناك أيضا مظاهرات نظمتها أحزاب المعارضة، فإن حجم الحدثين كان مختلفا إلى حد كبير. وقد واصلت وسائل الإعلام الغربية صب الماء البارد على مبدأ “بلد واحد ونظامان”، ولو بتأثير محدود.
وفي خطابه للاحتفال بالمناسبة، أتى الرئيس شي جين بينغ على ذكر “خطً أحمر”، وقال إن “أي محاولة لتهديد سيادة وأمن الصين، وتحدي سلطة الحكومة المركزية وسلطة القانون الأساسي لمنطقة هونغ كونغ أو استخدام هونغ كونغ للقيام بأنشطة تسلل وتخريب ضد البر الرئيسي هو فعل يتجاوز هذا الخط الأحمر، وغير مسموح به على الإطلاق “.
في الواقع، وبعد ما شهدناه خلال السنوات المضطربة الأخيرة، لقد تخلى المزيد من الناس في هونغ كونغ عن آرائهم الخاطئة التي تروج لها قوى المعارضة الراديكالية بأنه ليس للـ “الحرية والديمقراطية أساس”. وقد حاول عدد قليل من الناس الطعن في القانون الأساسي وسلطة الحكومة المركزية، لكنهم لم ينجحوا. ولم تدرك حركة «أوكيوباي سنترال» هدفها، فيما خلا عرقلة الحياة الطبيعية في المدينة، فيما تم تجريد عدد قليل من النواب من أهليتهم بعد جدل حول إدلائهم القسم.
يجب أن تستند الدرجة العالية من الحكم الذاتي في هونغ كونغ إلى أساس سياسي قوي، لا يمكن للناس تجاوزه. والمجتمع في هونغ كونغ يدرك هذا المبدأ. وتحتاج قوى المعارضة في هونغ كونغ إلى ممارسة نشاطاتها على أساس القانون. ولكن هذه القوات تقوم بتحركات استفزازية لجذب الانتباه، داعية إلى استقلال هونغ كونغ. أنهم يثيرون متاعب سياسية للمدينة.
إن التنمية قضية أساسية بالنسبة لهونغ كونغ بعد عودتها، والمدينة لن تجني شيئا من إيجاد أجندات سياسية مثيرة. ومع تغيير النمط الاقتصادي العالمي، تواجه جميع البلدان والمناطق والصناعات تقريبا التحديات، وهونغ كونغ ليست استثناءً.
لقد حققت هونغ كونغ مزيداً من التطور في السنوات العشرين الماضية، فيما قفز ناتجها المحلي الإجمالي للفرد من 27000 $ إلى 45000 $. ومع ذلك، إن التكيف مع الاقتصاد العالمي المتغير ليس مهمة سهلة بالنسبة لهونغ كونغ. وتحميل السياسة مسؤولية الفشل الإقتصادي سيهدد فقط تطور المدينة المستقبلي.
لقد عملت هونغ كونغ في الماضي كـ “وسيط” في السياسة والاقتصاد يربط البر الرئيسي الصيني بالغرب. ولكن مع الانفتاح الصيني، بات البر الرئيسي مرتبطا بالأسواق العالمية على نطاق واسع، وتقلص دور هونغ كونغ كجسر بين البلاد والعالم بشكل لا رجعة فيه.
ومع ذلك، لقد حافظت هونغ كونغ على تفردها. و يضمن مبدأ “بلد واحد ونظامان” أن تواصل المدينة لعب دور “الوسيط السياسي” بين البر الرئيسي والغرب. ومع تكاملها على نحو متزايد مع اقتصاد البر الرئيسي، ستنضج ظروف هونغ كونغ أكثر وتتعزز فرصها لتصبح مركزاً مالياً لآسيا والمحيط الهادئ. يجب أن تتخلص المدينة من الاضطرابات السياسية وتركز على تعزيز الحيوية الإقتصادية في أقرب وقت ممكن. فمشاكل ارتفاع أسعار العقارات والبطالة والقضايا المعيشية الأخرى شائعة وسط المدن المتقدمة. ومع دعم البر الرئيسي، سيكون لدى هونغ كونغ أفضلية في معالجة هذه المشاكل. يجب أن تسعى المدينة للاستفادة من إمكاناتها وألا تشتت بأجندات سياسية تروج لها قلة من الناس.
أمام هونغ كونغ مستقبل واعد. ويجب أن يتمتع الشباب بتفكير مستقل وأن يتجنبوا الانسياق وراء الرأي العام الغربي وعدد قليل جداً من المتطرفين.