الصين تستطيع تخريب أمريكا
نشرت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” مقالا لمعلقها العسكري فلاديمير إيفانوف عن الملياردير الصيني الهارب، الذي أكد أن الولايات المتحدة تعج بجواسيس من الصين.
كتب إيفانوف:
قبل أيام أدلى الملياردير الصيني جو وانغ، الذي فر قبل سنتين من بلاده إلى الولايات المتحدة، لموقع “Free beacon” الإخباري الإلكتروني لأول مرة بتصريحات، يشير فيها إلى أن أكثر من 25 ألفا من العاملين في أجهزة الاستخبارات الصينية، ينشطون في الولايات المتحدة على مدار الساعة من أجل الحصول على معلومات مختلفة.
ويؤكد وانغ أن التوسع الصيني بدأ يتخذ أبعادا جديدة، وخاصة في الولايات المتحدة، حيث يعمل العديد من عملاء أجهزة الاستخبارات الصينية. فإضافة إلى الـ 25 ألفا، جندت الصين أكثر من 18 ألف مواطن أمريكي للعمل لمصلحتها، وبذلك لم يبق هناك قطاع حكومي أو خاص من دون عملاء للصين.
ولا تجد الصحافة الأمريكية ما يدعو إلى عدم تصديق كلمات الملياردير الآبق، وخاصة في ضوء علاقاته الوثيقة بعدد من المسؤولين في الصين.
الملياردير جو وانغ
أما وانغ، فيضيف أن نشاط الاستخبارات الصينية في الولايات المتحدة ازداد بعد تسلم شين جين بينغ السلطة عام 2012 بعد أن كان عدد عملاء الصين قبل ذلك خلال 50 سنة يتراوح بين 10 و20 ألف عميل، كانوا يتجسسون بشكل خاص على النظام الدفاعي للولايات المتحدة، ودراسة الأوضاع فيها. ولكن الأمور تغيرت بعد عام 2012، حين أصبحت الاستخبارات الصينية جاهزة وقادرة على “تدمير الولايات المتحدة”، لأن المتعاونين معها في أمريكا ليسوا مهاجرين من الصين يتعاطفون مع بلدهم السابق فقط، بل يوجد بينهم أمريكيون جشعون أيضا مستعدون لبيع وطنهم مقابل المال.
وتجدر الإشارة إلى أن الصين كانت حتى عام 2012 لا تنفق أكثر من 600 مليون دولار سنويا على أجهزة الاستخبارات، ولكنها بعد هذا التاريخ زادت النفقات بصورة ملحوظة على شبكتها في الولايات المتحدة، حيث تم إيفاد 5 آلاف شخص خلال خمس سنوات “كطلاب أو رجال أعمال أو لاجئين”. وإضافة إلى هذا، تم إعداد ما بين 15-18 ألف عميل في داخل الولايات المتحدة نفسها، من مختلف البلدان والأعراق. وبحسب قوله تتراوح ميزانية أجهزة الاستخبارات الصينية حاليا بين 3-4 مليارات دولار.
ويشير الملياردير الهارب إلى أن أجهزة مكافحة التجسس الأمريكية تنقصها المهنية في مواجهة الاستخبارات الصينية، لأنها لا تعرف التفاصيل اللازمة عن هذه الأجهزة، ولا تعرف المنظمات الصينية المسؤولة عن إرسالهم. وأضاف أن الخطر الأكبر على الولايات المتحدة يكمن في أن “المنظومة الاستخبارية الصينية قد توغلت في وزارة الدفاع”.
وقد أعرب الملياردير وانغ عن أمله في أن يجبر التهديد الذي يلوح في الأفق القيادة الأمريكية على الاستيقاظ من سباتها، وأعرب عن اعتقاده بأن “البشرية ستواجه مشكلات جدية، وأن موقف النخبة الحاكمة في أمريكا يشبه الانتحار”.
هذا، وبحسب جو وانغ، فإن هدف الاستخبارات الصينية هو الحصول على التكنولوجيا العسكرية، عبر شراء مسؤولين رفيعي المستوى وتجنيد رجال أعمال وسياسيين يمكنهم مساعدة الصين في توقيع صفقات أفضل.