يجب النظر إلى قاعدة #جيبوتي بعين موضوعية (العدد 77)
صحيفة غلوبال تايمز/ الصينية ـ
افتتاحية الصحيفة
13– 7- 2017
تعريب خاص بـ “نشرة الصين بعيون عربية”
أُنشئت قاعدة دعم جيش التحرير الشعبي الصيني في جيبوتي في 11 تموز. وهذه هي القاعدة الصينية الأولى في الخارج مما جعلها تجتذب اهتماماً واسعاً من المجتمع الدولي.
ومن الجدير بالذكر أن قاعدة جيبوتي التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني هي قاعدة دعم، ولا توصف بأنها قاعدة عسكرية.
وهذه أول قاعدة للجيش الشعبي الصيني في الخارج حيث ستتمركز القوات بدلا من تقديمها الدعم اللوجستي التجاري. وبإمكان هذه القاعدة مساعدة بحرية جيش التحرير الشعبي الصيني في بعثاته في الخارج، وبالتالي هذا يعني الكثير.
غير أن هذه القاعدة تختلف عن القواعد العسكرية الخارجية للبلدان الكبيرة الأخرى. فعلى سبيل المثال، عادة ما تكلف القواعد العسكرية الأمريكية في الخارج بالحفاظ على وجود عسكري ودور ردعي عسكري للمنطقة، والمساعدة في تدعيم الهيمنة الأمريكية حول العالم. وقد نشرت الولايات المتحدة 4 آلاف جندي في جيبوتى وطائرات دورية من طراز بي – 3 سي وطائرات مقاتلة من طراز أف – 16 هناك. وبالتالي تشكل القاعدة الأميركية مركزاً عسكرياً للولايات المتحدة لممارسة نفوذها على أفريقيا.
وقد أُنشئت قاعدة جيبوتي التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني أساسا نتيجة صعوبات الإمداد التي تواجهها السفن الصينية التي تشارك في مهام حفظ السلام في خليج عدن. وحتى الآن، قامت بحرية جيش التحرير الشعبي الصيني في إفريقيا بمهام تشمل مكافحة القرصنة ومرافقة البعثات وإجلاء مواطنيها. وستكون المهام مشابهة لفترة طويلة. ولذلك، إن المهمة الرئيسية لقاعدة جيبوتي هي تقديم الدعم اللوجستي لسفن مرافقة البعثات.
تتكهن بعض وسائل الإعلام الاجنبية بأن القاعدة ستتحول الى موقع عسكري صيني لتنفيذ ألعاب قوى كبرى في المحيط الهندي. يذكر أن الولايات المتحدة وفرنسا واليابان لديها أيضاً قواعد في جيبوتي. ومع ذلك، لقد أثارت القاعدة الصينية نقاشاً واسعاً، قد يكون ناجماً عن التطور الصيني الأخير. فهذه الأيام كل ما تقوم به الصين يخضع لتفسيرات مبالغ فيها. وتحتاج الصين لأن تركز فقط على شؤونها الخاصة، وألا تتشوش بفعل الآراء الخارجية.
إن بناء الصين قوة بحرية قوية سيكون مشروعاً طويل الأجل. فالصين لا تفكر بالدخول في منافسة للقوى الكبرى في محيط بعيد. هناك أمور عاجلة يتعين على الصين القيام بها مثل حماية سيادتها على تايوان والحفاظ على مصالحها الوطنية في بحر الصين الجنوبي. وهذه المطالب الواقعية هي التي تحدد اتجاه ومجالات المخاوف الصينية الاستراتيجية.
تتركز القاعدة العسكرية الأمريكية في دييغو غارسيا على المحيط الهندي وتمارس تأثيراً ردعياً لمنطقة أوسع. إن امتلاك هذا النوع من القواعد الخارجية يفوق قدرة الصين لهذا الجيل. ينبغي على الغرب عدم تخمين الأمور بهذه الطريقة.
تتطور الصين بشكل جيد. لكن الصين تدرك أنها تحمل أكثر مهام التنمية والحكم إرهاقاً في العالم. إن الهدف الأساسي من تطوير الصين قوتها العسكرية هو ضمان أمنها القومي لا قيادة العالم. وإذا ما تمكنت الدول الأخرى من رؤية التفاعل الصيني مع العالم الخارجي ضمن هذا الإطار فان التواصل بينها وبين الصين سيكون أكثر فاعلية.