الصين أصبحت مستثمرا رئيسيا في منطقة الشرق الأوسط
صحيفة الشعب الصينية:
أظهر تقرير مناخ الاستثمار في الدول العربية لعام 2017 الصادر مؤخرا عن المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات التي يقع مقرها في الكويت، أن الصين أصبحت مستثمرا رئيسيا في منطقة الشرق الأوسط في عام 2016، وبلغ إجمالي حجم الاستثمارات المباشرة 29.5 مليار دولار أمريكي، ما مثل 31.9% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة. ويرى المحللون أن الشركات الصينية تلعب دورا هاما في الاستثمار في البنية التحتية في الشرق الأوسط، كما تجلب مبادرة “الحزام والطريق” التي طرحتها الصين فرصة نادرة لتحقيق التنمية في بلدان الشرق الأوسط.
“ليس من المستغرب أن تصبح الصين مستثمرا رئيسيا في منطقة الشرق الأوسط”
“تشهد التعاون الاقتصادي بين الصين والدول العربية ارتفاعا مطردا في السنوات الأخيرة، لذلك، ليس من المستغرب أن تصبح الصين مستثمرا رئيسيا في منطقة الشرق الأوسط”، قال الباحث الرئيسي في المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية بمصر، إبراهيم الغيطاني خلال مقابلة أجراها معه الصحفي من صحيفة الشعب اليومية، وأضاف أن التعاون الاقتصادي على المدى الطويل بين الصين والدول العربية تعلب دورا هاما في استقرار العلاقات الثنائية. في السنوات الأخيرة، لا يقتصر التعاون الثنائي على مجال النفط والغاز فقط، بل تلعب استثمارات الشركات الصينية في البنية التحتية دورا هاما.
وتظهر الاحصاءات ان الشركات الصينية تستثمر منذ عشر سنوات في الاتصالات الالكترونية وتجارة التجزئة وغيرها من العديد من القطاعات في الشرق الأوسط، وارتفع حجم التجارة بين الجانبين من 20 مليار دولار إلى 230 مليار دولار، ومن المتوقع أن يتجاوز حجم التجارة 500 مليار دولار بحلول عام 2020.
وفي هذا السياق، قال الغيطاني إن البيانات أكدت بشكل كامل الإنجازات التي تحققها الصين في سوق الشرق الأوسط. وأضاف أن مناخ الاستثمار في بعض الدول العربية التي تأثرت بالأزمة المالية الدولية والاضطراب السياسي يشهد في الوقت الحالي انتعاشا متسارعا، ولذلك لا يمكن الاستغناء عن دور الاستثمارات الصينية.
خبرات الصين في انشاء “المدن الصناعية” تحصل على إشادة واسعة في الشرق الأوسط
أحرز التعاون الاقتصادي بين الصين والدول العربية ثمارا وافرا في السنوات الأخيرة. وبعد البناء لنحو عشر سنوات ودوافع حكومتي الصين ومصر، جذبت منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري الصيني المصري حوالي مليار دولار من الاستثمارات و70 شركة للاستقرار فيها. وتم في إبريل من هذا العام، وضع حجر الأساس للمدينة الصناعية الصينية العمانية، ودخلت فيها الدفعة الأولى من 10 شركات. كما شاركت شركة صينية في بناء مشروع “مدينة محمد السادس التكنولوجية” بطنجة، ويشمل التعاون بين الجانبين الطيران والسيارات والتجارة الالكترونية والبيئة ونقل السكك الحديدية وغيرها من العديد من الصناعات، الأمر الذي يسهم في تعزيز التصنيع والتحديث في مدينة طنجة وحتى المغرب بكاملها. وتلقي “المدن الصناعية” التي تبنيها الصين ترحيبا حارا في الشرق الأوسط، فتسعي الآن بعض البلدان بنشاط للتعاون مع الصين في بناء “المدن الصناعية”.
أما في القطاع المالي، فقد وقعت الصين على اتفاق لتبادل العملات مع قطر، كما افتتح بالدوحة مركز مقاصة للعملة الصينية(رنمينبي)، وتم تأسيس صندوق الاستثمار بقيمة 10 مليارات دولار بتمويل 50% كل من قطر والصين. ويلعب مركز المقاصة للعملة الصينية بالدوحة دورا فعالا في التبادل المصرفي والمالي والاستثماري بين الدولتين، كما يلعب دورا هاما في تلبية طلب العملاء في الشرق الأوسط وأفريقيا من العملة الصينية(رنمينبي).
ويعتقد خبراء مصريون أن الاستثمارات الصينية في الدول العربية حققت تقدما كبيرا في السنوات الأخيرة، كما توفر مبادرة “الحزام والطريق” الصينية فرصة نادرة للتنمية الاقتصادية في دول الشرق الأوسط. وقال الغيطاني ، “تحرز المشاريع الوطنية تقدما مستمرا بدفع حكومتي الدولتين، كما يمكن للشركات المتوسطة والصغيرة الاستفادة من بناء مبادرة “الحزام والطريق”، وتقدم الصين من خلال المبادرة التكنولوجيا المتقدمة لدول الشرق الأوسط، ما يساعدها على تحقيق التنمية الصناعية السريعة”.
ويصر الغيطاني على أن تنفيذ مبادرة “الحزام والطريق” في منطقة الشرق الأوسط يفضي إلى الانتعاش والتنمية الاقتصادية في المنطقة، في حين أن التنمية الاقتصادية هي الضمانة الأساسية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة في نهاية المطاف.