موقع متخصص بالشؤون الصينية

العلاقة بين #بكين و #مانيلا نموذج ملهم لحل النزاعات (العدد 79)

0

 

صحيفة تشاينا دايلي الصينية ـ
افتتاحية الصحيفة
27– 7- 2017
تعريب خاص بـ “نشرة الصين بعيون عربية”

 

ليس هناك ما يمثل القول الدبلوماسي الصيني “الوئام يعود بالنفع على الطرفين” أفضل تمثيل ربما من العلاقات الصينية الفلبينية.
قبل عام واحد فقط، عندما كان بينينو أكينو الثالث رئيساً للفلبين، كانت بكين ومانيلا عالقتين في مواجهة في أعقاب التحكيم الذي رفعته الفلبين بشكل أحادي بشأن قضية بحر الصين الجنوبي.
من الذي كان بوسعه أن يتوقع في ذلك الوقت هذا “الانعكاس الشامل” في العلاقات بين البلدين والذي أشاد به وزير الخارجية الصيني الزائر وانغ يى فى مانيلا يوم الثلاثاء؟
وكما لاحظ وانغ، لقد تمت استعادة التبادلات في “شتى المجالات على نحو شامل” خلال أكثر من ستة أشهر بقليل.
والعلاقة ليست خطابية فحسب. فانطلاقاً من محادثات وانغ مع الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي، فضلاً عن نظيره وزير الخارجية الفلبيني ألان بيتر كايتانو، يبدو أن بكين ومانيلا قد تبدآن بإجراء محادثات جدية حول اتفاق العام 1986 الذي عُقد آنذاك بين الزعيم الصيني دنغ شياو بينغ ونائب الرئيس الفلبيني سلفادور لوريل لكي تستغل الدولتين معاً موارد بحر الصين الجنوبي.
وإذا ما اُتخذت هذه الخطوة أخيراً، فإنها لن تكون تطبيقا للاقتراح البالغ من العمر 31 عاماً فحسب، بل ستكون أيضا نموذجاً ملهماً لكافة البلدان حول كيفية حل نزاعاتها في بحر الصين الجنوبي.
وكما قال وانغ، إن التعاون ووضع الخلافات جانباً هو خيار أفضل بكثير من اتخاذ إجراءات أحادية والدخول في مواجهة مدمرة.
وفي تناقض حاد مع عهد أكينو الثالث والموقف المتوتر الذي أدى إلى تجميد العلاقات التجارية، إن براغماتية دوتيرتي الدبلوماسية ترسي أساساً صلباً للعلاقات البناءة، الأمر الذي سينتج مكافآت ملموسة بالتأكيد.
يشير وزير الخارجية الصيني الآن إلى مانيلا باعتبارها “شريكاً هاماً لا غنى عنه ” لبناء طريق الحرير البحري للقرن ال 21، مصرحاً أن مبادرة الحزام والطريق ستكون معلماً لتعاونهما المقبل. وقد تشكل مساهمات المبادرة الكبيرة في مجال الترابط دفعة هائلة للاقتصاد الفلبيني شديد الحاجة إلى البنى التحتية.
متعهداً بأن تكون الصين “الشريك الأكثر اخلاصا واستمرارية” للفلبين في تنميتها الوطنية، وعد وانغ أيضاً بدعم صيني قوي للأخيرة في شؤونها الداخلية والدولية بما في ذلك حملتها ضد المخدرات والارهاب.
وقد أثبت التغيير الدراماتيكي في العلاقات الصينية الفلبينية صحة الاعتقاد الصيني بأن الدول المتنازعة بشأن بحر الصين الجنوبي قادرة تماماً على حل خلافاتها بنفسها. ومع ذلك، إن محاولات أطراف ثالثة التدخل لتعكير صفو الأجواء لم تتوقف. وقد لا يكون واقعياً أن نتوقع من تلك البلدان إثبات تضامنها في مواجهة التدخلات الخارجية القوية ورفضها.
بيد أن علاقة مانيلا ببكين ستساعد حتما في إدارة النزاعات المائية الأخرى التي لم تحل.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.