إلى المريخ: فضاء بخدمة الإنسان (العدد 80)
نشرة الصين بعيون عربية ـ محمود ريا
إلى المريخ.. ليس حلماً أو وهماً، وإنما هو مشروع تعمل عليه الصين، وسيكون واقعاً محققاً في العقد المقبل، وذلك ضمن خطة شاملة تعمل عليها القيادة الصينية، تهدف لاستكشاف الفضاء، ووضعه في خدمة بني الإنسان في كل مكان.
إلى المريخ، تعني صواريخ قادرة على إيصال المركبات الفضائية إلى الكوكب الأحمر، وتعني قواعد أرضية تحاكي القواعد التي سيتم إنشاؤها على ذلك الكوكب البعيد، وتعني إنشاء منظومة فضائية كاملة، تنشئها الصين، بقرار صيني، وإرادة صينية، وطاقات صينية، ومن أجل كل العالم.
إلى المريخ، مشروع بدأت مفرداته بالظهور، ومكوناته أخذت تتحقق، والسير فيه جادّ وحثيث، والنتائج ستظهر عام 2022، وربما قبل ذلك!
وقبل ذلك أيضاً، لم يعد القمر بعيداً، بل هو على مشارف مركبة تنشر مسباراً على أرضه، بعد ما سبقه من خطوات في هذا المجال، فيما الرحلة المأهولة إلى “التابع الأجرد” باتت قاب قوسين أو أدنى.
ومن قال إن القمر تابع أجرد؟ هذا ما تؤكده الناسا الأميركية، فهل تؤكد الرحلات الصينية هذه الحقيقة، أم ستكشف عن حقائق جديدة طمستها المؤسسة الأميركية، وحاولت إخفاءها عن البشر، على مدى العقود الماضية؟
الصين تحمل مشعل الانطلاق نحو استكشاف الفضاء واستغلال خيراته وإيضاح المبهم من أحواله، وفي هذا خطوة كبرى نحو الأمام، خطوة حقيقية تخطوها البشرية كلها، وليس دولة واحدة، تحاول احتكار الحقائق ومصادرة المعلومات وحرمان البشر من السير معاً نحو آفاق الكون الرحيب.
ولن تمر سنوات حتى تتغير نظرة العالم إلى الفضاء وأسراره، وإلى الكون وما يحمله من ألغاز، لأن الجهد الذي تبذله الصين خالٍ من الأنانية، مفعم بالحماس، مفتوح لكل الناس للاستفادة منه، والأهم من كل ذلك، هو جهد سلمي تماماً، لا يهدف إلى عسكرة الفضاء، وفرض الهيمنة على الأرض من خلاله.
ومن أجل كل ذلك، تصبح “الخطوة الصغيرة” التي تقوم بها الصين قفزة هائلة للبشرية كلها، بلا تمييز، وبلا استئثار، وبلا استغلال.
فإلى المريخ إذاً، ولننتظر الكثير من الأخبار السارة التي ستصلنا من النظام الشمسي.. عبر بكين.