شِي يَكتبُ تاريخَاً جديداً في قلوب البشر (العدد 81)
خاص نشرة الصين بعيون عربية ـ الأكاديمي مروان سوداح*
تنهمك الصين حزباً ودولة وشعباً في تحضيرات كُبرى وواسعة وعميقة تَسبق انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني، أهمها وعلى رأسها دراسة خطاب الأمين العام للجنة المركزية للحزب، الرّفِيق الألمَعِيُ الذكيُّ المتوقِّدُ والصَّادقُ الفِراسة “شي جين بينغ”، وتصنيف البنود الرئيسة فيه بحسب الأولوية، وصولاً الى إقرارها بهدف تفعيل العمل لتطبيقها فالوصول إلى مجتمع أرقى وأكثر ازدهاراً وعصرنة تقنياً وحضارياً.
خطاب الرفيق الرئيس جاء ضمن حلقة نقاشية رفيعة المستوى ومنضبطة، وضعت النقاط على الحروف في عَملانية متابعة نجاحات الحزب، على صُعد القيادة السياسية والعقائدية والمجتمعية والمعنوية للدولة والشعب، للتحضير الأنجع للمؤتمر الوطني للحزب، الذي يُعتبر واقعاً الأكبر والأضخم والأهم والأنفذ في عالم اليوم.
عندما أقول الأنفذ إنما أعني، أن قرارات هذا المؤتمر لن تؤثر على الداخل الصيني بمُجملهِ فحسب، بل وعلى العالم أجمع أيضاً، وستطال شتى العمليات الاقتصادية والسياسية وتوجّهات قادة الدول والأحزاب السياسية على اختلافها وتنوّعها وعقائِدها وسياساتها وكذا مهمة تحويل العالم اقتصادياً، والأخيرة هي عَملانية مِفصلية و “رئيسة” للصين تمتد على مساحة الكون، وستطال كل شخص وشعب ودولة ومنطقة مهما صَغرت وتضاءلت أو كَبرت وتوسّعت، وتصب في صالح ومصالح كل الأمم والقوميات بدون استثناء..
ولذلك أرى، أن خطاب الرفيق الرئيس “شي” أكد قيادة الأيديولوجيا والنظريات للحزب ودورها الأفعل في إنجاح المؤتمر الوطني الـ 19 للحزب، والذي سيُعقد في وقت لاحق من هذا العام بحسب المُعلن صينياً.
كشيوعي سابق في الاردن ومتابع للصين وصديق وحليف لها عن كثب منذ نصف قرن، أثق بأن خطاب الرفيق الأمين العام “شي” هو المؤشّر على الخطوات والمرحلة القادمة للصين داخلياً وخارجياً.. فهو النص الذي يُوضَع من جانب الحزب ككل، كحصيلة لنشاط طويل سَبق الإعلان عنه، وهو يَطال جميع خلايا هذا الحزب وقواعده وقياداته الدُّنيا والوسيطة والعليا، التي تتفق على نهج مُحدّد وتوجّه جماعي لقيادته وفي قيادة الدولة، و”رسم خريطة التنمية في المستقبل”، كما تنوّه وثيقة الخطاب نفسها وعلى الملأ وبدون أي وجل.
وفي توصيف الحزب ووسائل الإعلام الصينية للمؤتمر وصياغاتهم السياسية له بأنه “نداء تعبئة واقعي”، أدرك بأنه يُشير إلى:
1/ أن التوصيف الحربي للمؤتمر يَكشف عن وعي صيني عميق للأخطار العديدة التي تُحيط بالدولة والتي تعيها الصين جيداً والتي ليس أولها ولا آخرها، إحاطة الحدود الصينية بثلاث غواصات نووية أمريكية.
2/ الأهمية المفصلية للمؤتمر والآمال المُعلّقة عليه، بخاصة لجهة اجتياز الحَقبة الحالية التي أكدت فرّادة الصين اقتصادياً، والسعي لإنتقالها إلى عَملانية التحوّل إلى قوة بحرية تتمتع بمنافذ مفتوحة، بعدما كانت لفترة طويلة قوة برية وداخلية، سيّما بعد نجاح الصين في توسّعها العسكري التقني بحرياً، والتي تُعتبر قفزة لا مثيل لها للصين منذ تأسيسها القديم.
3/ وصف الرفيق الرئيس “شي” المؤتمر بـ “نقطة بداية تاريخية جديدة، وأن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية دخلت مرحلة تنمية جديدة”، و”أن تنمية الصين تمر بنقطة بداية تاريخية جديدة، والاشتراكية ذات الخصائص الصينية دخلت مرحلة تنمية جديدة”، إنما يَعني تدشين المؤتمر لمرحلة عليا من التطور، قد تكون ذات ملامح الاشتراكية المتطورة أو المزدهرة المُعْصْرَنة بألوان صينية لا تشبه أية اشتراكيات أخرى، وتحوّلها الى ندٍ سلمي وحقيقي للغرب برمّته، الذي يبقى يتحيّن الفرص لإنهاك الصين، وسحب البساط الاقتصادي من تحت أرجلها الصَّلدة.
4/ تُجمع الصحافة الصينية والرئيس العزيز “شي”، على أن الاهداف العليا هي “إستكمال بناء مجتمع مزدهر باعتدال بحلول 2020، والسعي نحو “النصر العظيم” للاشتراكية ذات الخصائص الصينية”، وكذا “تحقيق حُلم “الإحياء العظيم” للأمة الصينية والخصائص الصينية التي وسّعت الطريق نحو العَصرنة أمام الدول النامية”.. وبأن الوقت قد أزف “لنشر الحكمة الصينية في ترجمة الحلول الصينية للمشكلات التي تواجه البشرية”.
وفي خضم كل تلك التغييرات الأوسع التي سيشهدها المجتمع الصيني بقيادة الحزب الشيوعي الشيجينبينغي، حذّر الأمين العام العزيز والنابه “شي” حزبه وشعبه من “طغيان الرضا والتفاؤل الأعمى”، فهو يرى – كعامل سابق لسنوات طويلة في أوساط الجماهير الريفية وبخبراته الطويلة التي راكمها – أن الحزب يستمر يَسلك سبيلاً طويلاً لكي يحقق أهدافه. ويزيد الأمين على ذلك ضرورة تأكيد الحزب قيادةً وقواعد على دور العامل الإرشادي للنظرية/ وتعزيز الثقة النظرية/ وتلازم النظرية بالتطبيقات والتطبيقات بالاستراتيجية، وبالتركيز الاستراتيجي على المهام الآنية والمستقبلية. وفي خضم كل تلك التغييرات الأوسع التي سيشهدها المجتمع الصيني بقيادة الحزب الشيوعي الشيجينبينغي، حذّر الأمين العام العزيز والنابه “شي” حزبه وشعبه من “طغيان الرضا والتفاؤل الأعمى”، فهو يرى – كعامل سابق لسنوات طويلة في أوساط الجماهير الريفية وبخبراته الطويلة التي راكمها – أن الحزب يستمر يَسلك سبيلاً طويلاً لكي يحقق أهدافه.
ويزيد الأمين على ذلك ضرورة تأكيد الحزب قيادةً وقواعد على دور العامل الإرشادي للنظرية/ وتعزيز الثقة النظرية/ وتلازم النظرية بالتطبيقات والتطبيقات بالاستراتيجية، وبالتركيز الاستراتيجي على المهام الآنية والمستقبلية؛ فالنظرية تلعب دوراً لا غنى عنه في تكتيل المجتمع الصيني والحزب والقوات المسلحة والأجهزة العميقة للدولة، وبدونها لا يمكن إنجاز قفزات حاسمة ولا ضمان تطبيقات الأهداف والانتقال من “الاستراتيجي المحلي” الى “الأوسع المحلي والعالمي”، فمساندة “العامِل” – العَملانية الشعبية الصينية في دعم مقررات الحزب وبرنامجه وتطلعاته. لذا، لم ينسَ الحزب التقدّم للشعب الصيني بالشكر والثناء لمضاعفته النباهة السياسية والفكرية والعَملانية في المجتمع الصيني ووحدته والتفافه حول الحزب كالسِّوار حول المِعصم، وتأكيد تطبيقات الحَوكمة والرشادة وأساسية القوانين في التطورات التاريخية المُقبلة، والوصول الى مرحلة تفعيل الإبداعية والذكاء الفكري والسياسي والنباهة في سياقاتها ومتطلباتها.
في تلبية المصالح اليومية للبسطاء
في كل التاريخ وفي جميع نقلات الشعوب، يتطلع الناس إلى تلبية حاجاتهم ومتطلباتهم، وهم يَقيسون مَنفعة الدولة وفلسفتها بما تقدّمه إليهم من إضافات اقتصادية وتسهيلات حياتية واستقرار نفسي وأمان في شتى المناحي، ومن ذلك الطبابة والتعليم والرواتب المجزية التي تمكّنهم اجتياز المصاعب والأخطار على اختلافها. لذلك، نقرأ في مهام المرحلة الصينية المقبلة للمؤتمر الوطني تحليلات صائبة عن ضرورات الارتقاء بحياة المواطنين، ضمن عملية العصرنة الجارية لشمول كل المجتمع بها، وبضمنها المناطق الغربية والقصيّة للصين، وتلك الشرائط الحدودية الطويلة في كل الاتجاهات.
واتصالاً بذلك، أشار الرفيق “شي” في خطابه إلى ضرورة تسريع وتعميق “التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والالتزام بالإصلاح الهيكلي لجانب العرض”.. وهو ما يعني إيلاء أهمية قصوى واولى لإمداد الصينيين بكل ما يحتاجونه حياتياً، وجعل السوق الصينية الأول والاساسي لتصريف المنتجات الصينية، ومنعاً لأية تأثيرات قد يمارسها الغرب على الصيني لعرقلة التقدم الصيني ومن ذلك ما يسمى بالعقوبات، التي تتوسع واشنطن بفرضها على روسيا حالياً، وقد تنتقل لتشمل الصين، الى جانب الحصار العسكري الأمريكي المتوقع للصين مستقبلا، بعد فشل التدخلات العسكرية الامريكية في أجواء ومياه الصين، وتصدي الصين لها بالقوة الفورية الرادعة، ومن خلال تجهيز قواتها العسكرية بالأسلحة الروسية الضاربة، من جوية وصاروخية وإلكترونية، قَصماً لأية عملية “إعتداء كوبوي” من جانب “العم سام”، إذ أن الرفيق الرئيس “شي” قد أوضح أنه “يتعيّن” بذل الجهود لمنع حدوث المخاطر الكبيرة، ولزوم التخفيف من أثرها، وكذا مسألة التخفيف من حدة الفقر والقضاء على الفقر “نفسه”، ومنع التلوث البيئي والسيطرة عليه، وذلك من أجل “تنمية اقتصادية واجتماعية.. مستدامة و.. صحية”.
إن ما تقدّم وغيره الكثير، يَكشف عن أن الرفيق الأمين العام والرئيس “شي” شرع بكتابة تاريخ جديد أبيض للبشرية جمعاء، هو الأنصع ببياضه، ويتواصل وحزبه القائد مع تطلّعات البشرية وآمالها في مجتمع “أكثر عدالة” و”عدالة جماعية” ليُشارك في يومياته جميع البشر بقواهم الذاتية وليُطبّق الشعارين الإنسانيين الخالدين: “الكل بحسب مَقدرته وحاجته”، و “الفرد للجميع والجميع للفرد”، قد اقتربت تطبيقاتهما برضى غالبية الألسن.. فأبناء آدم مُتعبون من تواصل الحروب الامبريالية ووحشية المَجمع الصناعي – العسكري الأمريكي، الذي يريد إطباق فكّيه الدمويتين على العالم. والواضح في عصرنا، أن الانسانية ملّت الاستعمار الانجلو – سكسوني البشع والمتعدد الأوجه، وتشجب بغضب الطُّغم المالية والأُوليغارشيا اللصوصية الدولية التدميرية ومؤسساتها السرية، التي تسعى، بحقارة لم يَسبق لها مَثيل في التاريخ المكتوب، إلى تجريد الشعوب من آخر أركانها وأحلامها وتمنياتها بالاستقرار والسعادة، وإن أفضى ذلك بها إلى شن حروب هيدروجينية وكيميائية وبيئية قد تُفني الحَجر والبشر، وتؤدي بها لا محالة للاستقرار في جهنم أبدية!
*رئيس الإتحاد الدولي للصَّحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصّين.
*المَقال خاص بالنشرة الاسبوعية لموقع الصين بعيون عربية.