الصين تعلن الانفتاح على الجهود لحل القضية الكورية
أكدت الصين اليوم الثلاثاء، أنها منفتحة على كافة الجهود التى يمكن أن تساعد على حل القضية النووية لشبه الجزيرة الكورية سلميا عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية.
صرح بذلك المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ، معربا عن اعتقاده بأن المحادثات السداسية، التى تم تعليقها فى عام 2009، مازال بالامكان استخدامها كمنصة فعالة لمعالجة القضية.
وقال فى تصريح رسمى أن البيان المشترك، الذى كان تم التوصل اليه فى التاسع عشر من شهر سبتمبر عام 2005 فى إطار المحادثات السداسية، والذى حمل وقتها وللمرة الأولى تعهدا من بيونج يانج بالتخلى عن جميع أسلحتها وبرامجها النووية فضلا عن تعهد من الولايات المتحدة بعدم الاعتداء على كوريا الشمالية أو محاولة غزوها، كان ومايزال أهم تقدم تم تحقيقه فى معالجة القضية النووية لشبه الجزيرة الكورية من خلال المفاوضات.
وأضاف أنه يتعين على الأطراف المعنية أن تتعلم من خبرات الماضى التى ساهمت فى التوصل الى ذلك البيان الذى ظهر فيه بوضوح أن الأمن هو جوهر القضية النووية لشبه الجزيرة الكورية وأن مفتاح حل القضية يكمن فى يد كل من الولايات المتحدة وكوريا الشمالية وفى احتواء مخاوف كافة الأطراف بطريقة متوازنة.
وأعرب المتحدث عن اعتقاده بأنه يمكن ايجاد مخرج للازمة الكورية اذا ما استطاعت الاطراف المعنية العودة الى هذا التوافق، والالتزام بروح البيان المشترك، والبحث عن سبل لمعالجة المخاوف المنطقية للأطراف المعنية.
جدير بالذكر أن القضية النووية الكورية كانت محل نقاش خلال المحادثة الهاتفية التى تمت أمس بين الرئيس الصينى شى جين بينغ ونظيره الامريكى دونالد ترامب والتى تعتبر الاولى بين القيادتين منذ قيام كوريا الشمالية بإجراء تجربتها النووية الأخيرة بإطلاق صاروخ باليستى متوسط المدى فى وقت مبكر من يوم الجمعة الماضية والذى سقط على بعد 2000 كم من جزيرة هوكايدو اليابانية.
وكانت وزارة الخارجية الصينية حذرت فى تعليق لها على تلك التجربة الصاروخية من أن الوضع فى شبه الجزيرة الكورية “معقد وحساس للغاية”، مؤكدة أن الصين تعارض انتهاك كوريا الشمالية لقرارات مجلس الأمن الدولى ذات الصلة باستخدام تكنولوجيا الصواريخ البالستية.
وحثت جميع الاطراف المعنية على ممارسة ضبط النفس وعدم اتخاذ اى خطوات من شأنها تصعيد التوتر.
وتكرر الصين دوما دعوتها إلى الأطراف المعنية بالقضية الكورية لتبنى مقترحاتها الخاصة بحل الازمة بشبه الجزيرة الكورية وخاصة مبادرة “التعليق مقابل التعليق” ونهج “المسار المزدوج”، مؤكدة أنه يجب تحقيق نزع السلاح النووى بشبه الجزيرة الكورية من خلال السبل الدبلوماسية وبطريقة سلمية لأن ذلك يصب فى مصلحة الجميع.
ومبادرة “التعليق مقابل التعليق” تدعو الصين من خلالها الى ان تقوم بيونج يانج بتعليق برنامجها النووى والصاروخى الباليستى فى مقابل تعليق واشنطن وسول لمناوراتهما المشتركة وهو الاقتراح الذى تعتقد بكين انه يمكن ان يمهد الطريق لاستئناف المحادثات السداسية المتوقفة منذ سنوات لحل الازمة النووية الكورية سلميا.
اما نهج “المسار المزدوج” فإن الصين تدعو من خلاله إلى نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية مع إنشاء آلية للسلام يمكن من خلالها اعادة السلام والاستقرار الدائمين إلى المنطقة.