الحمد الله: تربطنا مع الصين علاقات تاريخية مميزة وهي اليوم حليفنا في التنمية وتدويل قضيتنا
شارك رئيس الوزراء رامي الحمد الله، مساء اليوم الأربعاء، في حفل الذكرى الثامنة والستين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، في رام الله، بحضور السفير الصيني تشن شينغ تشونغ، وعدد من الوزراء والسفراء والقناصل والشخصيات الرسمية والاعتبارية.
وقال رئيس الوزراء في كلمته: “إنه لمن دواعي اعتزازي أن أحيي وإياكم الذكرى الثامنة والستين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية من على أرض فلسطين التي لطالما ربطتها مع الصين علاقات تاريخية استراتيجية ووطيدة، باسم أبناء شعبي ونيابة عن الرئيس محمود عباس، أهنئكم بيومكم الوطني، وأنقل لكم محبة وتقدير وامتنان الشعب الفلسطيني لمواقفكم الراسخة المساندة لشعبنا والمناصرة لتطلعاته نحو الحرية والاستقلال وإقامة الدولة، حيث كانت الصين ولا تزال، كما قال الرئيس، “نعم الصديق لشعبنا ونعم السند لقضيتنا الوطنية”.
وأضاف، “لقد ارتبطت فلسطين والصين عبر التاريخ، بأواصر وعلاقات مميزة وعميقة. فقد كانت الصين أول دولة غير عربية تسارع إلى الاعتراف الكامل بمنظمة التحرير الفلسطينية ومنحت مكتبها في بكين حصانة دبلوماسية، كما واعترفت بدولة فلسطين بعد إعلان الاستقلال عام 1988، ورفعت مستوى تمثيلها وأعطتها كافة الامتيازات والحصانات الدبلوماسية. وهي اليوم حليفنا وشريكنا في عملية المأسسة والتنمية وتدويل قضيتنا، فهي تصوت لصالح بلادنا في المحافل الدولية وتشارك معنا في تطوير مؤسسات دولتنا وتدريب كوادرها واستنهاض اقتصادنا”.
وتابع رئيس الوزراء: “ونحن اليوم، إنما نبني على كل هذه المواقف التاريخية ونطور ونوسع أوجه التعاون الثنائي من خلال توقيع مجموعة متنامية من الاتفاقيات وتبادل الزيارات الدبلوماسية رفيعة المستوى، والتي توجت هذا العام، بزيارة هامة ومثمرة للرئيس محمود عباس إلى الصين”.
واردف: “نلتقي في وقت يتسع فيه عملنا الحكومي ويتسارع، لتعظيم الموارد الذاتية واستنهاض القطاعات ومواجهة التحديات الكبرى التي تعصف بنا. فإسرائيل تمعن في استيطانها وفي مصادرة الأرض والموارد، وتقطع أوصال بلادنا بالحواجز والجدران، وتواصل حصارها الخانق على قطاع غزة وتغلق منافذه. ولهذا، فإننا نعزز الطاقات ونسخر الإمكانيات، لتكريس بنية حكومية فاعلة مستجيبة قادرة على تقديم الخدمات وتعزيز الصمود”.
واستطرد رئيس الوزراء: “لقد آن الأوان لبلورة موقف دولي حازم، يلزم إسرائيل باستحقاقات العملية السياسية وينهي احتلالها على أرضنا ومواردنا، ويمكننا من تجسيد دولتنا المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، ونحن نعول على الدور المتنامي والمحوري الذي تلعبه الصين في المنطقة، وفي دعم مسيرة التنمية والسلام في العالم، بما يتناسب مع حجمها السياسي والاقتصادي وحضورها المؤثر، وعلاقاتها المتوازنة مع القوى والأطراف الدولية كافة، ونرحب بالمبادرات والمقترحات الصينية لحل القضية الفلسطينية ودفع عملية السلام، خاصة مبادرة فخامة الرئيس الصيني”.
واختتم الحمد الله كلمته: “نشكر الصين، رئيسا وحكومة وشعبا، على دعمها الثابت والراسخ لمسيرة شعبنا نحو التنمية الذاتية والمأسسة، ونثمن عاليا حراكها الرسمي والشعبي المناصر لحقوق شعبنا العادلة، وإذ نحتفل العام القادم بمرور ثلاثين عاما على اعتراف الصين بدولة فلسطين، فنحن ملتزمون بالنهوض بهذه العلاقات والدفع بها إلى مختلف القطاعات والمجالات، ونتطلع إلى زيادة استثمارات الصين في فلسطين، ودعمها للصناعة والطاقة المتجددة، وإلى تعزيز سبل التعاون في التجارة والثقافة والتعليم وغيرها، ونأمل منكم، ومن كافة الدول الصديقة والشقيقة والجهات المانحة، العمل معنا لتمكين الحكومة من إعادة الحياة والإعمار إلى قطاع غزة ونجدة أبناء شعبنا فيه والتخفيف من معاناتهم المتفاقمة عبر سنوات الانقسام والحصار”.