مبادرة الحزام والطريق.. للصين والعالم كله
موقع الصين بعيون عربية ـ
صالح عيدروس علي*:
عُقد في مدينة دونهوانغ الصينية مؤخراً، منتدى التعاون الاعلامي حول الحزام والطريق ، تحت شعار’’مصير مشترك افاق جديدة للتعاون’’. وقد لعب هذا المنتدى دوراً محورياً في التعريف بالمبادرة الصينية الأهم عالمياً، والتي تشق طريقها اليوم بثقة الى شتى دول المعمورة، ولفت انتباه العربي من جديد إليها وضرورة التعاون مع الصين لتجسير طريقها لبلداننا في أسيا وافريقيا.
للتعريف بضخامة المنتدى، يكفي الاشارة الى مشاركة ضخمة في أعماله، فقد بلغ عدد المشاركين أكثر من 265 صحفيآ وإعلأميآ ينتمون الى وسائل إعلام صينية وأجنبية من أكثر من 126منظمة وطنية ودولية، بحثوا خلال اجتماعاتهم مهام التعاون الاعلامي حول مبادرة الحزام والطريق، التي سبق وأطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ قبل أكثر من أربع سنوات.
عُقد المُنتدى برعاية صحيفة الشعب اليومية الناطقة بإسم الحزب الشيوعي الصيني وحكومة مقاطعة قانسو، وشكّل ذلك نجاحاً كبيراً لهذه المقاطعة في عملية تأكيد نفع طريق الحرير للعالم أجمع، لا سيّما وان المدينة ومنطقتها القومية ذات الصبغة الاسلامية، كانت النقطة التي انطلق منها طريق الحرير الصيني القديم الى العالم العربي وبقية أنحاء العالم القديم.
وكان لافتا في مبادرة المنتدى، التصريح الذي أطلقه في افتتاح المنتدى، نائب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني تشانج بينج، والذي جاء فيه “أن منتدى التعاون الاعلامي على طول الحزام والطريق منصة كبيرة، توفر فرصة مهمة لتعزيز التعاون والتفاهم المتبادل بين الوسائل الاعلامية والسياسية والمؤسسات التجارية والأكاديميين. آملا أن تستفيد وسائل الاعلام المعنية من هذا المنبر”، وبدورنا نؤكد أهمية المنتدى وضرورة شموله عدد أكبر من الإعلاميين والكتّاب وكتّاب الرأي العرب ومن اليمن أيضاً..
وفي الكلمات الاخرى، أعرب رئيس صحيفة الشعب اليومية يانغ تشن وو، عن رأيه بأن صحيفة الشعب كانت شرعت منذ عام 2014 في عقد منتدى “التعاون الإعلامي على طول الحزام والطريق”، آملا فى تعزيز التعاون ما بين وسائل الاعلام الدولية، وبناء “طريق سريع ” للمعلومات، وتوسيع ” دائرة الاصدقاء” للتعاون الشامل. كما أشار يانغ تشن وو الى ضرورة تعزيز تبادل الاخبار، الأبحاث السياسية، تكامل المعلومات، الاتصالات التجارية، وهو ما يمكن ان يجذب العالم العربي بقوة أكبر نحو الصين وبضمنه وطننا اليمن، ونتطلع الى صحيفة الشعب لتأخذ هذا الأمر العربي واليمني بعين الاعتبار الجاد والتنفيذ الفعلي..
وللتعريف بمنطقة قانسو، نوّه سكرتير لجنة الحزب في المقاطعة لين دو، أن قانسو ميناء تجاري وقناة إستراتيجية على طريق الحرير القديم، وتشارك قانسو في السنوات الأخيرة بنشاط في بناء ” الحزام والطريق” الجديد. لذلك، أرى شخصياً وككاتب رأي ومواطن يمني، أن العالم العربي معني تماماً بهذه المنطقة على وجه الخصوص، أكثر من أية منطقة أخرى في الصين، وذلك بغية رسم سياسات صديقة وتعاون مع الصين، تكون دائمة وباتصال متعدد الاهداف وعلى خط تعاوني كثير الألوان. وعلى العالم العربي ووسائل الإعلام فيه، التنبّه الى تعزيز التعاون الإعلامي والصحفي مع الصين، لأن الإعلام هو الراوي والقاصي لقصص وروايات وعنوان وماهية طريق الحرير، والدافع والمجسّر لطريق الحرير، وأما المروج المطروقة لطريق الحرير فهي قوة هامة للدفع نحو تعزيز “الحزام والطريق ..”.
جاء في وسائل الإعلام الصينية، أن أهمية منتدى التعاون الإعلامي حول الحزام والطريق تكمن بإختصار في التالي أهميةً:
اولاً- أنه امتداد لمبادرة الحزام والطريق التي أعلن عنها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام2013 ، وتتضمن إنفاق الصين مليارات الدولارات عن طريق استثمارات في البُنى التحتية على طول طريق الحرير الذي يتكون من فرعين رئيسيين وهما: ’’حزام طريق الحرير الاقتصادي البري وطريق الحرير البحري، كخطوة فاعلة من قبل الصين في سبيل حماية اقتصادها من أية ضربات اقتصادية يمكن ان توجة لها من قبل الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها أو أية دول اخرى من جيرانها او من الدول الاخرى التي لا ترغب في ظهور الصين كقوة اقتصادية كبرى تتبواء مركز الصدارة الاقتصادية في العالم.
ثانيآ- ان المنتدى الاعلامي جاء بعد النجاح الكبير لقمة منتدى الحزام والطريق الدولي الذي عقد في بكين للفترة 14-15 أيار / مايو الماضي وشارك في أعمالة 28 رئيس دولة وحكومة ،وهو اكبر وابرز اجتماع دولي حول المبادرة منذ اقترحها الر ئيس الصيني شي جين بينغ.
والجدير بالذكر، أنه خلال قمة منتدى الحزام والطريق الدولي، تم توقيع 68 اتفاقية تعاون ما بين الصين ودول عدة ومنظمات دولية لدفع مبادرة الحزام والطريق، كما تم صياغة قائمة من 270 نتيجة خلال اجتماع المائدة المستديرة لزعماء المنتدى ما يمهد الطريق للمضي قدمآ.
لقد لفت انتباهنا في اليمن وفي أوساط شعبنا اليمني وصحفيينا وكتّابنا، البيان الختامي لقمة هذا المنتدى، والذي نوّه الى “ان المشاركين يؤكدون التزامهم المشترك ببناء اقتصاد مفتوح وضمان حرية النشاط التجاري ومواجهة أي شكل من اشكال الحمائية في اطار مبادرة الحزام والطريق.. إضافة الى محاولة “الترويج لنظام تجاري شامل ومفتوح غير تمييزي وعادل مبني على القانون ،نظام تكون منظمة التجارة العالمية في قلبة”..
ماذا يهمنا كيمنيين وعرب من مبادرة المنتدى المذكور لصحيفة الشعب الصينية العريقة للتعريف بمبادرة الحزام والطريق؟
بودي ككاتب يمني، الإشارة الى أن صحيفة الشعب اليومية هي الجهة الراعية والمنظمة لمنتدى التعاون الاعلامي حول الحزام والطريق، وحسناً فعلت بتنظيم المنتدى الذي أمل الانضمام اليه العام القادم. وهذه الصحيفة هي الناطقة بإسم الحزب الشيوعي الصيني الحاكم منذ تأسيسة في العام 1921م ، لذا هي الصحيفة الاكثر انتشارآ وتوزيعآ وتأثيراً في الصين والعالم. لذلك أيضاً نعتبر ان الحزب هو الذي يَرعى المنتدى والصحيفة، أي بمعنى أخر ان الدولة الصينية ترعى المنتدى والتعريف به في العالم، فلا يمكن ان يكون هناك فصل ما بين الصحيفة والجهة التي تنطق بإسمها وهي الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، والذي تمر من خلاله كل النشاطات ذات الصلة بالحزب والدولة الصينية، فهو الحزب الشعبي والموجّه والباني والذي يضع المخطط وطبيعته، ويرسي علاقات بلاده بالصين وببلادنا اليمن، ونفخر بذلك وبإرساء العلاقات معه ومنها العلاقات والصِلات الاعلامية والبحثية والتنظيمية على مثال “إتحاد دولي”.
ان تنظم مثل هذا المنتدى منذ العام 2014م وللمرة الرابعة وإطلاق مركز الدراسات الدولية لصحيفة الشعب اليومية ومركز التعاون الاعلامي للتغطية المشتركة عبر الحدود، هو تفعيل واجب للصين في علاقاتها الدولية، وكلنا أمل وعمل من أجل ان تكون هذه الترتيبات تعكس مصالح الصين مع العالم العربي، وان تعمل هذه الاطارات على تجسير العمل مع اليمن والبلدان والامة العربية، وتقديم المعلومات للصين عن قضايانا المصيرية والراهنة، وحقوقنا المشروعة وبخاصة في فلسطين، إضافة الى تقديم الدراسات للصين وأهمية اليمن للصين، إذ ان بلادنا تُشرف على باب المندب الذي هو بالنسبة للصين غاية في الاهمية، فقد باتت تشرف عليه قاعدة عسكرية صينية تلاحظ مياه البحر الاخمر والمحيط الهندي.
إننا في اليمن إذ نطالب وبقوة بالمشاركة في منتديات صحيفة الشعب الصينية حول الحزام والطريق، لأنه ببساطة يتناولنا بالتعاون والمستقبل المشترك مع الصين، نرى ضرورة ان نعرض على الصين وجهات نظرنا بطريقة شفافة وبصورة تعميق من علاقاتنا الثنائية والفاعلة والمنتجة بالصين وشعبها وحزبه القائد.
…
*كاتب يمني متخصص بالقضايا الصينية، وممثل رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين في اليمن، ورئيس منتدى قراء مجلة “الصين اليوم” في اليمن، ورئيس منتدى مستمعي القسم العربي لإذاعة الصين الدوليةCRI ومنتدى أصدقاء مجلتها “مرافىء الصداقة” باليمن، ورئيس نادي مشاهدي القسم العربي للفضائية الصينيةCCTV.