شعارنا: المسلم الصيني في خدمة الشعب ومع المؤتمر الوطني التاسع عشر
موقع الصين بعيون عربية ـ
أبو موسى وانج هونجوا*:
تتجه أنظار العالم صوب عاصمة جمهورية الصين الشعبية – بكين، التي إفتتح فيها بكل أبّهة وفخامة المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الحاكم والباني في الصين، وحيث قلوب مواطني الصين ترتبط بهذا الحدث العظيم، الذي يتعلق بقرارات هامة ومؤثرة على الساحتين المحلية والعالمية.
إن انعقاد هذا المؤتمر والنتائج التي سوف تُحرز فيه وتلك التي يبحثون فيها، والثالثة التي أحرزها الحزب الحاكم خلال مسيرته الطويلة ومنذ بدايات إعلان الاستقلال بفم الرئيس الأسبق الزعيم “ماو” للعالم كله في بوابة السلام السماوية الصينية، أقول أن انعقاد هذا المؤتمر يُثير الاعجاب والافتتان بمسيرتنا وقراراتنا الوطنية..
لقد وقف شعبنا الصيني على قدميه ” حتى وقتنا الحاضر”، وأصبح هذا الشعب ثرياً بفضل قيادة الرئيس (شى جينغ بينغ) النفاذة والمخلصة، ولنضرب مثلاَ حيّا و “طازجاً” على ذلك، وهو أن الشعب الصيني أصبح خلال السنوات الاخيرة، أكثر رغبة فى الإنفاق على السياحة، حيث تشير بيانات إدارة السياحة الوطنية الصينية الى ان عدد السياح الصينيين الذين توجهوا الى بلدان اخرى قد تجاوز ستة ملايين شخص خلال عطلة العيد الوطني وعيد منتصف الخريف هذا العام، وسافر سياحنا كذلك إلى نحو ١١٥٥ مدينة فى ٨٨ دولة ومنطقة خلال الخمس سنوات الاخيرة منذ بدء تسلم قائد الحزب والدولة الصينية الرئيس (شي جينغ بينغ) مقاليد السلطة.
هذه النتائج تجذب انتباه العالم بشدة، فقد تغيّرت زاوية رؤية الصين وتوجهت عيون الدنيا نحونا.. الى الصين، فبدأ العالم بالبحث والدرس في الاسرار وراء كل “العجائب والغرائب” التي حصلت الصين عليها، وحقيقةً الاوضاع الدولية المتغيرة التي ساهمت الصين وستساهم بخبرتها وحكمتها وعقلانيتها بمعالجتها ومعها معالجة مشاكل بنى الانسان في بقاع الدنيا.. فالصين برزت على أنها الحجر الصابورة لإرساء السلام والاستقرار والتطور فى العالم بأسره. فخلال خمس سنوات أخيرة انتقلت بوصلة العيون الغربية متجهةً الى الشرق، نحو الصين الى حيث أصبحت بيانات النمو الإقتصادى الصيني دوارة بقوة وتدير برياحها عجلة التطور العالمي، وما مبادرة الرئيس (شي) “الحزام والطريق” سوى تكوين لبُنية مصيرية مشتركة للإنسان.
خلال الخمس سنوات الاخيرة فقط، وفي إطار توصيات النمو للامم المتحدة، انجزت الصين “إبداعات أربعة ” جديدة، وهي اختراعات عظيمة لم يسبق لها مثيل، وهي سكة حديدية فائقة السرعة؛ الدفع عبر الجوال؛ استحداث نظام تأجير الدراجات في الشوارع والطرقات والتسوق عبر الانترنت..
هناك أغنية شعبية مشهورة نغنيها في كل وقت ومكان ومنذ أيام طفولتنا، وهي تدل على إيماننا بمقررات الحزب أود التعريف بها بمناسبة انعقاد مؤتمره الوطني.. نقول فيها: الإبحار في البحر يَعتمد على القبطان.. نمو الكائنات كلها يَعتمد على الشمس.. الخصب في نمو الشتلات بتغذيتها على المطر وقطرات الندّى.. تهييج الثورة يعتمد على أفكار الرئيس “ماو”.. الأسماك لا تنفصل عن الماء.. الشمّام لا ينفصل عن براعمه.. أما الثوار فلا يَستغنون عن الحزب الشيوعي.. أفكار الرئيس “ماو” هي شمسنا المشمسة المدفئة لنا..
بمناسبة افتتاح هذا المؤتمر الحزبي الوطني الكبير، أُريد ان أُعبر عن أُمنياتي الخالصة وطموحاتى المستقبلية، كونى مواطن صيني مسلم، فاركّز على واقع ومستقبل قوميتي “الهوي” المسلمة، فأُشير الى التالي:
بمناسبة المؤتمر الحزبي الوطني، نود أن يعرف الجميع بعض المعلومات عن مسلمينا، ومنها أن الصين تتكون من ست وخمسين قومية هي بمثابة ست وخمسين زهرة، تزدهر فى تراب الصين، وان قومية “الهوي” المسلمة تعيش فى الصين منذ الازل، سوياً مع اخوان من بقية القوميات التي تتعايش وتناغم سوياً وفي احترام متبادل وتعاون مع القائد العادل “شي”، فى بناء وتطور البلاد.
في بلادنا كان عدد كثير من المشاهير والعظماء والعلماء والابطال وعبر الازمان من المسلمين واخرين من غير المسلمين.. عقيدتنا الثابتة هي وحدانية الله وتظهر بالإخلاص والامانة والصدق.. وهي طبع متأصل في كل مسلم حقيقي في تعامله مع الدنيا وما حولها وحب الوطن، ومحبة حاكمه هي جزء من الايمان، وكل مسلم صيني مسالم بحسب ما قال النبي محمد (ص): (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).. والتطرف والارهاب ليس من مِلّة الاسلام، والارهابي فهو غير مسلم..
الاسلام فى الصين فى حاجة ماسة لتربية وإبراز رموز دينية ووطنية ومتدينة، ولها مؤهلات علمية ودينية وسياسية ووزن في التصريح والاعلان عن الشخصية الإقليمية والدولي.. كذلك الامر لضرورة رفع المستوى المهني لأئمة المساجد وجعلهم وسطاء فى تفسير ونشر سياسة الدولة فى حرية الاعتقاد الديني وتشجيع التضامن ما بين المسلمين وغيرالمسلمين، وكذا بتقديم المعلومات الاساسية والإيجابيات الاسلامية لمن هم غير المسلمين من الاخوة في الانسانية، وعلى كوادر الحكومة المختصين بهذا المجال ان يجتهدوا فى إتقان ومعرفة المعلومات عن الاسلام وبأن لا يكونوا “أبناء إمبارح”، ليتجنبوا حدوث بعض الأمور غير المحبذة.
يقيناً أن أركان الايمان الستة وأركان الاسلام الخمسة وتصيين المعاملات هي أساسية للمسلم الصيني، وانى اثق ثقة تامة بأن بلادى الصين ستتقدم الى الامام دون أي توقف، ومهمة كل صيني هي ان يبذل قصارى جهده لتحقيق احلامنا الصينية وشعارنا العريض الذي لن يتغير هو: “خدمة الشعب”، وعنواننا هو: “المسلم الصيني مع المؤتمر الوطنى التاسع عشر”..
…
• مواطن صيني مسلم ومُستعرب يكتب وينشر بالعربية وعضو ناشط ورئيس ديوان الشؤون والمتابعات الاسلامية في الصين في دواوين ومديريات الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين.