الرياضة الصينية العريقة والمؤتمر 19 للحزب
موقع الصين بعيون عربية ـ
علاء ساغه*:
هناك فجوة كبيرة في وسائل الإعلام الصينية إسمها عدم كفاية الإعلام الرياضي باللغة العربية.
الصين متطورة جداً في مختلف المجالات الرياضية والتعليم الرياضي والإعلام الرياضي والصحة والتنمية الرياضية على صعيد صيني داخلي، لكن الدولة الصينية تحتاج الى تطوير هذا الإعلام المحترف بشخصيات محترفة تتقن الحديث عنه وقادرة على ترويجه وجذب العالم العربي إلى رياضاتها، والتعريف بها، وتناول تطورها باللغة العربية، كذلك العمل بإتجاه تعظيم المعرفة الرياضية في العالم العربي برياضة الصين وقدراتها وجعبتها التي تعود في هذا الجانب لألوف عديدة من السنين في تاريخها الطويل.
قبل فترة طويلة، عَلم الجيل السابق وأحاط برياضة الصين من خلال الأُعجوبة (بروس لي)، الذي كان مَعبود الجماهير العربية، فقد كان كل شاب وكل كهل يعرفه ويشاهد الأفلام عنه التي كان (بروس) بطلها الأوحد والى جانب ذلك برز بروس شاباً وطنياً صينياً متحمساً لبلاده وتراثها الرياضي والثقافي، ولهذا أيضاً كانت صالات السينما الاردنية والعربية طافحة بالمشاهدين والمتابعين لـ(بروس)، بينما انتشرت تقنيات (بروس لي) القتالية بين شباب ذلك العهد، وامتدت الى كهوله حتى، ومَحال القهوة والنرد العربية والاردنية في وسط ومراكز المدن والعواصم العربية وأرياف بلدانها.
لقد أكد العلم ان الرياضة التقليدية الصينية المتوارثة عبر الاجيال، وبمختلف أنواعها، “تترك آثاراً إيجابية على صحة الإنسان وجسده”، وبأنها تولّد فوائد جمة، فما هي؟
كشفت دراسة نشرت في المجلة العلميةJournal of the American Heart Association أن ممارسة الرياضة الصينية مثل تاي تشي Tai Chi من شأنها أن تساعد في تعزيز صحة الإنسان وتقلل من خطر إصابته بأمراض القلب. وأشار الباحثون الى أن هذا النوع من الرياضة آخذ بالانتشار في أنحاء العالم، ويمتاز في قدرته على خفض خطر الإصابة بكل من أمراض القلب وضغط الدم المرتفع والسكتة الدماغية، كما تساعد الرياضة الصينية تاي تشي في الحفاظ على القوة والمرونة والتوازن. كما توصل فريق الباحثين إلى هذه النتيجة من خلال مراجعتهم لـ35 دراسة علمية سابقة، شملت على 2,249 مشتركاً من عشرة دول مختلفة، وتم تتبعهم لسنة كاملة. ووجد الباحثون أن المشتركين الذين قاموا بممارسة الرياضة الصينية انخفض لديهم ضغط الدم الانقباضي (Systolic Pressure) لأكثر من 9.12 mmHg (ملم زئبق) في حين أن ضغط الدم الانبساطي(انخفض بحوالي 5 mmHg (ملم زئبق. كما ولاحظ الباحثون انخفاض في مستوى الكوليسترول السيء لدى المشتركين الذين مارسوا الرياضة الصينية بالإضافة إلى انخفاض في مستوى ثلاثي الغليسيريد(Triglyceride)..
وأوضح الباحثون أن ممارسي الرياضة الصينية أشاروا بأن جودة حياتهم أصبحت أفضل كما وانخفض مستوى الاكتئاب لديهم.، وأكدوا بناءً على نتائجهم، أن ممارسة الرياضة الصينية من شأنها أن تحسن من جودة حياة الأشخاص وبالأخص المصابين بأمراض القلب. ويأمل الباحثون بالقيام بتجربة ودراسة مخصوصة لبحث أثر ممارسة الرياضة الصينية على المرضى المصابين بالأمراض المزمنة وشفاءهم منها. (المرجع: 21مارس/آذار https://news.webteb.com/الرياضة-الصينية-جيدة-لصحة-القلب_32157)
وبموازة ذلك، تقول مجلة “الصين اليوم” في أحد أعدادها، أنه مع ارتفاع مستوى معيشة الصينيين وزيادة دخولهم المالية، باتوا يهتمون بالصحة أكثر من الحياة المادية، خاصة مع تعميم مفهوم الرياضة البدنية بين الجماهير. الركض، وهو من أسهل الرياضات، صار يَحظى بإقبال جماهيري واسع، ما أدى إلى تعاظم الحاجة إلى سباقات الماراثون. لذلك نرى، أن في أغلبية سباقات الماراثون بالصين، يكون عدد المسجلين أكبر من الطاقة الاستيعابية، وتضطر بعض السباقات الكبرى إلى إجراء القرعة لاختيار المشاركين. وتستنتج المجلة، إن إقبال الصينيين على دفع نفقات التسجيل في سباقات الماراثون، يؤكد أن الحاجة الجماهيرية هي أساس تطور الماراثون في الصين.
ماذا نستنتج من كل ما تقدم؟ نستنتج بأن الرياضة الصينية مهمة للانسان عموماً، بغض النظر عن انتمائه الوطني وإيمانه السياسي. ومن الواجب ان يسعى الانسان الى مصلحته الشخصية أولاً لتلبيتها، وهنا بالذات تبرز الرياضة التقليدية الصينية النافعة لمصلحة كل كائن اجتماعي مهما كان مستواه المادي وتصنيفه الاجتماعي.
لهذا وغيره تبرز الإرادة السياسية للنظام الصيني كحافز أول، لتعظيم الإنفاق على الرياضة بين الصينيين، ولإبراز قدرات رياضيي الصين في المهرجانات الدولية ومنها الاولمبياد.
الى جانب ذلك، ينمو قطاع صناعة الرياضة في الصين وسيتضاعف الانتاج فيه، وتقول الاحصاءات والمنشورات الصينية، ان صناعة الرياضة في البلاد تحرز نجاحا في أكبر سوق عالمي هو السوق الصيني، إذ سيبلغ الإجمالي المأمول لناتج هذا القطاع الى 5 تريليونات يوان صيني مع حلول 2025م.
في الصين التي ترفع شعار الاشتراكية الصينية أو الاشتراكية بألوان صينية، يهتم الحزب والدولة بصحة المواطنين وببيئة صحية نظيفة وتنمية صحية مستقرة، وتنتشر الآلات الرياضية حتى في الحدائق العامة والأماكن الشعبية وفي حرم المؤسسات التي تُعنى بكبار السن والمرضى والمشافي، وبجانب مواقف الحافلات على الطرقات. فبينما ينتظر المسافرون الحافلة، يمكنهم ان يمارسوا أنواعاً من الرياضة، فيكسبوا الوقت والصحة في آن واحد، ما يؤكد اهتمام القيادة السياسية والمؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني بصحّة مواطني البلاد ونشر الثقافة الرياضية فيما بينهم.
…
*كاتب اردني ومستثمر، ومساعد لرئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.