#البريكس تتهيأ لاستلام إشارة “الكابتن” (العدد 84)
نشرة الصين بعيون عربية ـ محمود ريا
انتهت قمة البريكس التي انعقدت في مدينة شيامن الصينية، وما كان يُعتبر توقعات، وحتى مجرد أحلام، أثبتت اجتماعات القمة أنه أخذ يتحول إلى وقائع ومشاريع شقّت طريقها إلى التنفيذ.
باختصار، لقد أصبحت منظومة البريكس رقماً صعباً في الخريطة الاقتصادية العالمية، وتحولت خلال أقل من سبع سنوات إلى مؤسسة فعلية، ينتج عنها مقررات مؤثرة، وينتظر منها العالم تحركات مجدية لحل الأزمات الاقتصادية الدولية.
وبالرغم من كل التفاوت بين الدول المنضوية في المنظومة، والخلافات بين عدد من أعضائها، فقد تمكنت المنظمة من الوقوف على أرض صلبة، ومن تجاوز الخلافات والتناقضات، من أجل تأسيس منصة متينة لتحفيز النمو على مستوى العالم، ووثّقت تطبيق نسبة كبيرة جداً من القرارات التي اتخذتها سابقاً كواقع ملموس، واتخذت قرارات جديدة ستعمل على تطبيقها في السنوات المقبلة.
إذا تمكنت المنظمة من الاستمرار بهذا النهج الذي تسير عليه، وبالمرونة التي يراها العالم كحقيقة ثابتة، فإن البريكس لن تعود مجرد لاعب في العملية الاقتصادية العالمية، وإنما قد تتسلّم شارة “الكابتن”، لتقود اللاعبين الآخرين في عملية النهوض الاقتصادي المطلوبة على مستوى العالم، ولتكون أملاً حقيقياً ينقذ سكان الكرة الأرضية من الأزمات التي تلاحقهم، على مستوى انتشار الفقر والمشاكل البيئية والتطور الاقتصادي والتخلص من الآفات الاجتماعية الكثيرة.
وهذا الأمل لا يقتصر على الدول المشاركة في المنظمة، فهذه الدول الخمس وضعت نصب عينيها قاعدة ثابتة مفادها أن إنقاذ نفسها من الغرق في المشاكل الاقتصادية مقرون بإنقاذ العالم كله من هذه المشاكل، وذلك بعكس النمط الاقتصادي السائد لدى الدول الإمبريالية التي ترى أن تقدمها الاقتصادي لا يمكن أن يحصل إلا من خلال استغلال طاقات وخيرات الدول الأخرى وتركها محطمة ومتخلفة، لتبقى أسواقاً مستهلكة لمنتجاتها.
ومن أجل ذلك كانت قمة هذا العام متميزة بحضور عدد من الدول غير الأعضاء في المنظمة، كي تكون شاهداً على هذا الاتجاه العولمي النافع الذي انتهجته منظمة البريكس والذي سيؤتي ثماره عمّا قريب.
وقد كان للصين المستضيفة كلمة مسموعة في القمة، عبّر عنها الرئيس شي جينبينغ وسائر القادة الآخرين، وكانت بمثابة دليل عمل، يمكن من خلال السير فيه تحقيق الأهداف بسرعة أكبر وبتكاليف أقل وبنتائج أكثر فائدة.
فإلى قمة أخرى، وإلى نتائج أكثر شمولية، وإلى عالم رحب، يسع كل أبنائه، ويسير بهم نحو خلاص البشرية من مآزقها، بما فيها أولئك الذي يضعون اليوم العصي في دواليب البريكس وغيرها من التجمعات الهادفة إلى خدمة الإنسانية.