“الشعب” والمصالح العربية الصينية (العدد 85)
نشرة الصين بيعون عربية ـ الشيخ محمد حسن التويمي*
تعتبر الاحتفالات والمؤتمرات والمنتديات الخاصة بمبادرة الحزام والطريق في الصين، أحد أضخم الفعاليات على الصعيد الدولي، فهي تعرض لإمكانيات الصين ليس في الحشد الدولي على أرضها فحسب، بل وكذلك في موافقة المجتمع الدولي للقبول بمبادرات الصين الاقتصادية والنظرة السياسية للصين حيال التحولات الدولية المعاصرة.
في العام الحالي عقدت الكثير من المنتديات والمؤتمرات الخاصة بالحزام والطريق، منها “منتدى أيار 2017″، الذي التأم في العاصمة الصينية بكين، حيث احتفت الصين بمبادرة الرئيس شي جين بينغ المخصصة لاطلاق مبادرة “الحزام والطريق”، وسياسته الخارجية الطموحة، وكان له ردود أفعال قوية دولياً.
ولمَن لا يَعلم، فقد كان الاعلان عن المبادرة للمرة الأولى في عام 2013، حيث كانت تحمل إسم “حزام واحد وطريق واحد”، وتتضمن إنفاق الصين مليارات الدولارات عن طريق استثمارات في البُنى التحتية على طول طريق الحرير الجديد هذا الذي يربطها بالقارة الأوروبية بخاصة.
تقول الصين إن هذه المبادرة هي “بالأساس استراتيجية تنموية طرحها الرئيس الصيني، وتتمحور حول التواصل والتعاون بين الدول، وخصوصاً بين الصين و “دول أوراسيا”، وتتضمن فرعين رئيسيين، وهما “حزام طريق الحرير الاقتصادي البري” و”طريق الحرير البحري.”
وبحسب المواقع الإعلامية الصينية، “تنفق الصين حالياً نحو 150 مليار دولار سنوياً في الدول الـ 68 التي وافقت على المشاركة في المبادرة”!
ترى القيادة الصينية في المبادرة جغرافياً، فرعاً برياً و6 ممرات، إضافة الى طريق الحرير البحري.
“وهذه الممرات هي:
ـ الممر – الجسر البري الأوراسي الجديد الذي يمتد من غربي الصين إلى روسيا الغربية.
ـ ممر الصين – منغوليا – روسيا الذي يمتد من شمالي الصين الى الشرق الروسي.
ـ ممر الصين – آسيا الوسطى – آسيا الغربية الذي يمتد من غربي الصين الى تركيا.
ـ ممر الصين – شبه جزيرة الهند الصينية الذي يمتد من جنوبي الصين الى سنغافورة.
ـ ممر الصين – باكستان الذي يمتد من جنوب غربي الصين الى باكستان.
ـ ممر بنغلاديش – الصين – الهند – ميانمار الذي يمتد من جنوبي الصين الى الهند.
ـ طريق الحرير البحري الذي يمتد من الساحل الصيني عبر سنغافورة والهند باتجاه البحر المتوسط.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى، عُقد في الصين في 18 من الشهر الجاري، مؤتمر خاص بالمبادرة الصينية، لكن هذه المرة في مدينة دونغهوانغ، بمحافظة قانسو، ذات اللون الإسلامي في غرب الصين، وقد جاء في موقع “الصين بعيون عربية” التالي: “انطلقت صباح اليوم الثلاثاء في مدينة دونهوانغ في غرب الصين فعاليات منتدى التعاون الإعلامي حول الحزام والطريق الذي تنظمه صحيفة “الشعب” الصينية، بالتعاون مع حكومة “الشعب” في مقاطعة قانسو، بمشاركة أكثر من ثلاثماية وسيلة إعلامية من حوالي مئة وست وعشرين دولة”.
وقد دعت صحيفة “الشعب” الصينية الاستاذ محمود ريا من لبنان، مدير عام موقع “الصين بعيون عربية” وأمين سر “الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”، ورئيس الاتحاد الدولي الزميل مروان سوداح من الاردن، وهي المرّة الاولى التي يَجتمع فيها قياديان من المجلس القيادي التنفيذي “للاتحاد الدولي” على أرض الصين، وليس على أية أرض عربية، وهو ما كان يجب ان يَكون، لكن الصين سارعت الى هذه الدعوة لقياديين إثنين من “الاتحاد الدولي”، لتأكيد دعمها المتميّز “للاتحاد” ورغبتها بتطورّه وانتشاره الجغرافي، وفي لفتة امتنان وشكر واضحتين لجهود “الاتحاد”، التي بذلها ويبذلها وسيبقى يبذلها لتطوير العلاقات الصينية العربية من خلال الإعلام وجمع العرب حول شعار التحالف الاستراتيجي والإنساني مع الصين، ويَعود لقيادة الحزب الشيوعي الصيني ووزارة الخارجية الصينية من خلال كادر السفارة الصينية بالاردن وصحيفة “الشعب” الصينية وكادرها الاعلامي والاداري وهي التي تنطق بإسم الحزب الصيني وتعرض لسياسته وعلى رأسها سياسة الحزام والطريق وبتطورهم الاعلامي والاقتصادي وآفاق جمعهم على كلمة سواء سياسية.
منتدى دونغهوانغ سعى إلى محاولة نشر مجالات التعاون المشترك في الحزام والطريق الى أقصى حد، بخاصة من خلال تبادل وجهات النظر والرؤى مع الضيوف الاجانب ومنهم العرب الذين تمت دعوتهم الى المنتدى، ولتعزيز المبادرة في الأوساط العربية، برغم ان المنتدى لم يركز ولم يعرض الطرق التي سوف تسلكها المبادرة نحو العالم العربي. وفي هذا الصدد ما نزال ننتظر إصدار “الكتاب الأزرق” في الصين، الذي سيتضمن كل المعلومات والبيانات المتعلقة بالمبادرة، للحكم على طبيعة العلاقات المستقبلية العربية الصينية ضمن الحزام والطريق وكيفية الوصول الصينية إلى مختلف الدول العربية برغم اشتعال المنطقة العربية ومناطق آسيا التي تمر فيها المبادرة، وقد تكون هنالك قوى أجنبية تريد تأجيج الوضع الآسيوي لإعاقة وصول الصين إلى العالم العربي، وهي قوى معروفة.
صحيفة “الشعب” الصيني فعلت خيراً بعقد المنتدى، لكنني أدعوها إلى عقد منتدى خاص بالمبادرة الصينية مع العالم العربي على وجه التحديد والخصوص، للكشف عن ملفات العلاقات الصينية العربية على طول خطوط هذه المبادرة التي نحتاج إليها عربياً وأردنياً ولبنانياً وسورياً وعراقياً وخليجياً وشمال أفريقياً.
*مسؤول ديوان متابعة وملاحظة الإعلام الصيني والإسلام والمسلمين بالصين في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.