القسم العربي لإذاعة الصين الدولية.. نقلة تاريخية
موقع الصين بعيون عربية ـ
عبدالحميد الكبي*
على مدى “6” عقود من تأسيس القسم العربي في إذاعة الصين الدوليةCRI مثّل هذا الصرح الإعلامي ولا يزال يُمثِّل جسراً حَيوياً هاماً ومتميزاً وصلباً للتواصل، باستمساكه بالصداقة ما بين الشعب الصيني والشعوب العربية. ويمكن الجزم، أن تأسيس القسم العربي في اذاعة الصين الدوليةCRI هو نقلة تاريخية للصين دولةً وشعباً، إذ أرسى هذا الصرح تحولات تاريخية في العلاقات الاجتماعية والثقافية والإعلامية والأخوّة الدولية لجمهورية الصين الشعبية مع الشعوب العربية، وأبرز رغبة الدولة الصينية الشعبية بتهيئة مستقبل إعلامي، يقوم على أساس العمل المشترك والمُنافعة الجماعية للصين الصديقة والشعوب العربية.
لقد طالعت المواقع الشبكية للقسم العربي لاذاعة الصين الدولية، واستمعت إلى العديد من البرامج اليومية التي يقدمها القسم العربي، وتأكدت بأنها مساهمات إيجابية وفعّالة لإيصال رسائل صداقة ومحبة من الشعب الصيني للشعوب العربية التي تحتفظ في وجدان أبنائها بمحبة غامرة نحو الصين، ورغبة بتواصل التعاون في مختلف المجالات، وأهمها الصرح الإعلامي الفريد – القسم العربي في إذاعة الصين الدولية.
كان العرب والصينيون منذ القديم متجاورين بالمحبة والتعاون وتبادل المنافع والعواطف على تعدّدها وهي علاقات يريد لها الامين العام للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ ان تتواصل. لذلك أؤكد أن القسم العربي هو إضافة لإنجاز المزيد في رسالة الصين الدولية ذات المردود الانساني المتميز، لا سيّما بتخصيص هذا القسم في إذاعة الصين الدولية لبرامج تقرّب ما بين العرب والصينيين، فعلى الرغم من الاوضاع العربية المأساوية عموماً، وغالبها صراعات ونزاعات وتدخلات دولية، إلا أن الصين الصديقة تواصل مساندة الشعوب العربية في كافة المجالات وتقديم يد العون والمساعدة، ويحفل التاريخ بصفحات مجيدة علاقتنا العربية الصينية الوثيقة، وليس بغريب على جمهورية الصين الشعبية الصديقة بتخصيص قسم عربي في اذاعة الصين الدولية لتوسيع العلاقات الحقيقية واللصيقة بين الأمتين العربية والصينية، فهذا الامر يحتاج الى صبر وأناة ومخصصات مالية وجهد وتدريب للكوادر وغيره الكثير.
القسم العربي لإذاعة الصين الشعبية يستمر بإلقاء الأضواء على العلاقات العربية الصينية وفي الذكرى الستين لتأسيسه، برغم المتناقضات العربية، ويوجّه أثيره الى جميع الدول الاعضاء في الجامعة العربية، والى غيرها من الدول التي تعيش فيها تاريخياً وتعمل جماعات أو جاليات عربية كبيرة. ومن غير المُستغرب أن صوت الصين بالعربية يَصل الى “جُزر القمر” والصومال ومدغشقر وأثيوبيا وارتيريا والسنغال وتشاد وحتى الى روسيا، ودول أُوروبا الشرقية والغربية، ويمكن إلتقاطه في استراليا وبلدان “اوقيانوسيا”، وفي مملكة نيبال و “دوقيات لوكسمبورغ” و “لختنشتاين” و “موناكو”، وهو يصدح على جبال الهملايا وعلى قمم الألب على حد سواء.
وفي هذا الإطار لا يمكن لنا أن ننسى أو نتناسى أبداً الدعم الكبير والثمين الذي قدمته جمهورية الصين الشعبية للعرب، لا سيّما في مناحي المساعدات الإنسانية والاجتماعية والتجارية والاقتصادية والثقافية والإعلامية، ولكن لعل أهم هذه المساعدات والمساهمات، هو تسخير صرح إعلامي ممَثَلاً بالقسم العربي في اذاعة الصين الدولية، لتعظيم العلاقات ونشر المعرفة عن تلك البلاد والواقع العربي، وفك الحصار الإعلامي المعادي الذي يُحاول إحباط الصين، وتسويد صفحتها العالمية ولم يستطيع الاعداء ولن يصلوا الى ذلك بفضلنا نحن الكتّاب والصحفيين والقلميين عموماً، وبفضل سواعدنا نحن أصدقاء وحلفاء الصين المنخرطين في صفوف إتحادنا الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.
بالتأكيد نقرأ في صفحات التاريخ القديم والحديث عن علاقات عميقة وتراث غير مادي ثمين يتسم بالرقي ما بين الشعب الصيني الصديق والشعوب العربية المتآخية معه، وهو مايتناوله القسم العربي في إذاعة الصين الدولية ويركّز عليه، وهذه القضية تأتي في اولويات اهتمام جمهورية الصين الشعبية للمحافظة على علاقاتها وصِلاتها التاريخية، وعلى الألق في العلاقات مع العرب، فليس بغريب على الأصدقاء في الصين الاهتمام بالتواصل الإعلامي معنا، بل وتخصيص جوائز راقية للمستمعين ليتعرفوا على الصين لا سيّما المستمعين الذين لم يروها بعيونهم أبداً وللآن. وفي برامج الجوائز دعوة المستمعين لزيارة الصين والاطلاع على مجالاتها الانسانية والثقافية والحضارية.. فللقسم العربي للإذاعة كل شكرنا وتقديرنا لهذا التوجّه الاعلامي والثقافي اللافت، ولنشره مجلة بإسمه عنوانها “مرافىء الصداقة”، وآم لأن تصلني بالبريد أو من خلال زيارات الوفود الصينية لليمن.
أتقدم بخالص الشكر والتقدير الجزيل إلى قيادة وشعب الصين الصديق وإلى فخامة الرئيس الأمين العام للحزب الشيوعي شي جين بينغ بمناسبة إعادة انتخابه لهذا الموقع الأول في ختام المؤتمر ال19 للحزب، وعلى ما قدمة للشعب اليمني ولوقفته المبدئية مع الشعوب العربية ولدعمه للنقلة النوعية الصينية التي تتمثل في القسم العربي لاذاعة الصين الدولية.. والشكر موصول إلى الإدارة القائمة على إذاعة الصين الدولية وقسمها العربي لبذلهم وعطائهم لتعزيز التعاون وإيصال رسائل أصدقاء الصين الى اوساط الشعب الصيني وقيادته، والامتنان أوجهه أيضاً للصرح الإعلامي المتميز الذي هو (الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين) ورئيسه الأستاذ مروان سوداح والإعلامي الاستاذ محمود ريا الفذ وصاحب الخبرة الطويلة والقدير الخبير بالشأن الصيني ومدير عام مواقع الاتحاد الدولي على الانترنت وهي (الصين بعيون عربية) و (الحزام والطرق الصيني)، وأجزم أن القسم العربي في اذاعة الصين الدولية والاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين وموقع الصين بعيون عربية بالذات، يمثلون جسراً وصرحاً مُبهراً للتواصل الإعلامي والإجتماعي والثقافي بين العرب والصين، وهذه الجهات هي مَحل احترم وفخار الجميع، لما تقدمه من أعمال يومية ثمينة، وهي تواصل النشر والعمل ليلاً ونهاراً ودون راحة أو تأفف في سبيل تطوير وتعميق وتصليب العلاقات الإعلامية والثقافية والاجتماعية والإنسانية المشتركة والأصيلة للامتين الصينية والعربية.
*#عبدالحميد_الكبي: كاتب وعضو ناشط في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، ورئيس الإتحاد الدولي للتنمية وحقوق الإنسان في اليمن.