في ستينية القسم العربي لإذاعة الصين الدولية.. صوت الصين الى العرب
موقع الصين بعيون عربية ـ
صالح عيدروس علي*:
تستمر احتفالات القسم العربي بإذاعة الصين الدوليةCRI بمرور 60 عاماً على الشروع ببدء بث برامجة باللغة العربية بصورة رسمية، في الثالث من نوفمبر عام 1957، حين كانت تسمّى إذاعة بكين.
كان اهتمام الصين أنذاك بالإعلام الموجّه الى الخارج كبيراً، فقد كان الهدف منه توصيل رسالة الصين الإعلامية الغنية المضمون الى مختلف دول العالم وشعوبه بمختلف اللغات المَحكية، حيث بادرت الى تأسيس العديد من الاقسام الاذاعية، باعتبار الاذاعة قريبة من عقول وقلوب الناس، ولتعريف العالم بسياسة الصين الداخلية والخارجية، نهجها وعقيدتها، في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
يُعتبر القسم العربي بإذاعة الصين الدولية أول وسيلة إعلامية صينية باللغة العربية، وقد تأسـس بجهود وتوجيهات رئيس مجلس الدولة الصينية الراحل (شو أن لاي)، الذي لعب دوراً رئيسياً وكبيراً في إرساء دعائم ومداميك العلاقات الصينية العربية، ابتداءً من مؤتمر باندونغ لدول عدم الانحياز في “إبريل 1955م”، ومروراً بإقامة الدفعة الاولى من علاقات الصداقة بين الصين وكلاً من مصر وسوريا واليمن في العام 1956م.
وعن تأسيس القسم العربي للإذاعة، ذكر العدد الأول من مجلة “مرافىء الصداقة” لسان حال إذاعة الصين الدولية في بكين، الصادر بتاريخ 25 سبتمبر/أيلول 2006م، أن أثنين من الاردنيين شاركا في شهر سبتمبر/أيلول، لكن مِن عام 1957، بالأعمال الأُولى لتكوين القسم العربي بالإذاعة “وكانت تسمّى بإذاعة بكين حينذاك”، دون أن تذكر المجلة مَن هُمَا ولا إسميهما. وتستطرد المجلة بقولها حرفياً، أن “مسؤولي القسم الانجليزي كانوا يَختارون ويُحررون أخباراً وتقارير مكتوبة باللغة الانجليزية، ثم يُسلمونها للخبـيرين الاردنيـين للتنقيح والتقديم”، لكن المجلة لم تُورد أية معلومة أخرى عن هذين الخبـيرين الاردنيـين، ولا عن طبيعة وجودهما في الصين، لكنهما اشتغلا في الإذاعة الصينية ببكين أنذاك، حين لم تكن بين البلدين أية علاقات دبلوماسية (أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين الصين والاردن في عام 1977م) .
وبهذا المناسبة أيضاً، نستذكر بعض مَن عملوا في بداية تأسيس القسم العربي من صينيين و عرب ونذكر منهم الإستاذ محمد مكين ماجيان/ والإستاذ رضوان ليورين ريوي/ وكذا عبدالله ماجي قاو/ وسليمان تشانغ بينغ دو/ وهما زميلا الاستاذين مكين ورضوان، وكذا عبدالله ماو/ ومن الاخوة العرب عبداللطيف أبو حجله من “فلسطين”/ وأحمد محمد خير من “السودان”/ وغيرهم.
بإعتباري مستمع للقسم العربي منذ العام 1992م وكغيري من المستمعين العرب والاصدقاء الأوفياء للصين، فإن علاقتي الطيبة مع القسم العربي قد توطّدت من خلال اهتمام القسم بمستمعيه، لا سيّما من خلال برنامج “رسائل المستمعين”، الذي يقدّم فيه المستمعون مساهماتهم ومقترحاتهم المختلفة لتطوير برامج الاذاعة، وقد أصبح هذا البرنامج يربط المستمعين بعضهم ببعض ليغدو جميعاً أكثر قُرباً.
وإضافة إلى المسابقات المختلفة التي تقدّم فيها جوائز قيّمة للمستمعين الفائزين، والتي من بينها رحلات الى الصين، تمكن عدد منهم من مشاهدة الصين بعيونهم، ولمسوا تطورها وواقع الصين وازدهارها، فلمن أُتيحت مثل هذه الفرصة خلال السنوات الماضية تحققت أحلامهم الصينية، برغم التوقّف اللاحق للقسم العربي، للأسف، عن منح جوائز زيارة الى الصين، كالتي منحها لمستمعيه طوال السنوات الأخيرة.
وخلال الاحتفال بستينية القسم العربي، نظّم القسم العربي أشكالاً مختلفة من الانشطة منها، استطلاع رأي المستمعين في الخارج حول دورتي الصين التشريعيتين في فبراير 2017، ومسابقة ’’الحزام والطريق’’ خلال الفترة 15/ابريل-5مايو2017،
واستطلاع رأي المستمعين في الخارج حول انعقاد المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني’’سبتمبر2017’’. وهذه الانشطة تندرج ضمن أهم أحداث عام 2017 في الصين، والتي أولاها القسم العربي تغطية شاملة في برامجة الاذاعية المختلفة.
في الوقت الراهن وفي خضم عصر التكنولوجيا والاتصالات وتحوّل العالم الى قرية صغيرة، انخفض عدد الناس الذين يستمعون الى الاذاعة الموجهة. لكن القسم العربي باذاعة الصين الدولية ظل يبث برامجة على الموجات القصيرة، وعلى موقعة الاليكتروني، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، مما زاد من معرفة المستمعين بالكثير من المعلومات عن الصين.
يَحظى القسم العربي باذاعة الصين الدوليةCRI باهتمام شريحة واسعة من المستمعين اليمنيين، كيف لا واليمن هي الدولة العربية الثالثة التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين في وقت مبكر، كما ان القسم العربي خير شاهد ودليل على مجمل الاحداث التاريخية في اليمن في العصر الحديث، منذ الخمسينيات، وحتى تحقيق الوحدة اليمنية إذ كانت الصين من اوائل الدول التي أيّدت وحدة اليمن، مما زاد من التقارب والتعاون بين البلدين على صعيد العلاقات السياسية والدبلوماسية.
كما يلعب نادي مستمعي القسم العربي في اليمن دوراً هاماً بالتعريف بالاذاعة وبرامجها المتنوعة بخاصة، وعلاقات التعاون القائمة بين بلدينا والتعريف كذلك بمختلف نواحي الحياة في هذا البلد الصديق، مما يحقق التواصل الفعّال وتعزيز الصداقة بين البلدين الصديقين.
كما ان المستمعين اليمنيين من المشاركين الفاعلين والمساهمين في برامج الاذاعة ومسابقاتها، وغيرها من الانشطة التي تنظمها، وفي خضم فعاليات منتديات الصداقة مع الصين، وأعمال الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب اصدقاء وحلفاء الصين، باعتبار أن بعض المستمعين اليمنيين للقسم العربي هم اعضاء في هذا الاتحاد الدولي العتيد.
كما يقوم القسم العربي بمتابعة اخبار اليمن ونشرها بوقتها وبمصداقية ومهنية رفيعة، وكذا إجراء المقابلات مع المسؤولين والسفراء ورجال الاعمال، وغيرهم من اليمنيين الذين يقومون بزيارة الصين الصديقة.
وبهذه المناسبة العزيزة على قلب كل مستمع عربي، نشد على أيدي كادر أُسرة القسم العربي، ومن خلال السيدة سميرة تساي جينغ لي نؤكد إكبارنا وتعظيمنا لإهتمام القسم بآراء ومقترحات المستمعين ودعم أنديتهم في مختلف البلدان العربية، بما يُعزّز علاقات الصداقة بين القسم العربي ومستمعيه، في اطار تطوير العلاقات الصينية – العربية، وإتاحة الفرص للمستمعين العرب لزيارة الصين للتعرف على هذا البلد الصديق والقريب الى العرب.
اضافة الى كل ذلك، بودي الإشادة بتطوير موقع القسم العربي على الشبكة العنكبوتية، وفي وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة الى الاهتمام بالمجلة الورقية التي يُصدرها القسم وعنوانها ’’مرافي الصداقة’’.
وفي الختام، أتمنى للقسم العربي بخاصة، وللاذاعة بعامةً، كامل التوفيق والمزيد من النجاح والسيادة على عرش الأثير العالمي.
*كاتب يمني متخصص بالقضايا الصينية، وممثل رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين في اليمن، ورئيس منتدى قراء مجلة “الصين اليوم” في اليمن، ورئيس منتدى مستمعي القسم العربي لإذاعة الصين الدوليةCRI ومنتدى أصدقاء مجلتها “مرافىء الصداقة” باليمن، ورئيس نادي مشاهدي القسم العربي للفضائية الصينيةCCTV في اليمن.