ثورة دورات المياه في الصين
تسعى الهند والصين وغيرها من الدول ذات التعداد السكاني الكبير المرتبط بالكثافة العالية كالبرازيل ومصر إلى حل مشكلة تصريف المياه لارتباطها بأمر حيوي يومي، لذلك فإن قيام أحد السياسيين بحل مشكلة دورة مياه لإحدى القرى والأرياف الهندية كفيل بأن يكسب تأييدا سياسيا كبيرا يضمن له الوصول إلى مقاعد البرلمان لأنه يرتبط بحياة المواطن الأساسية.
بلا شك هناك تباين كبير بين الدول ذات الكثاقة والتعداد السكاني الهائل ونظيراتها في الدول ذات الكثافة السكانية المتدنية في عدد من القضايا الاقتصادية أو حتى التوجهات الاستراتيجية لتلك الدول، فطبيعي أن تنأى بعض الدول عن الحروب بسبب تعدادها السكاني البسيط، كما أنها لا تحرص أن تكون قوة مهيمنة بحكم طبيعتها السكانية، وإذا ما تأملنا الدول ذات الكثافة السكانية الكبيرة فإن أحد أهم مشكلاتها هي المحافظة على نظافة الدولة ومنع تفشي أي ظاهرة لصعوبة القضاء عليها ومنها قضية التلوث الكبير في دورات المياه الذي تسببه التجمعات السكانية الكبيرة، وإن كانت الدول ذات الكثافة السكانية تتفاوت في طرق حلها لهذه الأزمات فمثلا تسعى الهند لوضع حلول بدائية من خلال توفير دورات مياه عادية وذلك لتنظيم حياة أهل القرى الفقيرة وتجنب المشاكل المستمرة من عدم قدرة النساء والأطفال إلى الوصول لدورات المياه النظيفة، إلى سعي دول لتنظيم عملية تصريف المجاري بشكل دقيق مثل اليابان وكوريا، في حين أن الصين والتي تعاني من هذه القضية لأنها تجاوزت مرحلة الحلول البدائية إلى الحلول التنظيمية من خلال توفير دورات مياه عامة في كل المرافق ولكن الأزمة لا زالت موجودة بسبب العدد الهائل من السكان، لذلك تعمل الصين منذ سنوات إلى تنظيم دورات المياه لأنها تشكل أزمة سياحية بسبب الضغط الشديد على المرافق وترغب في إيجاد حلول علمية وابتكارية تجعل من دورات المياه أكثر نظافة وقادرة في الوقت ذاته على استيعاب عدد كبير من الزوار دون أن يسبب في إشكالية صحية لذلك دعى الرئيس الصيني إلى ثورة المراحيض من خلال دفع المليارات من الاموال في تأسيس وصيانة دورات المياه وعقد عدد من الندوات العالمية لتبادل أفضل الحلول الابتكارية.
إن هذه الثورة الصينية قد توجِد حلولا تفيد البشرية في مختلف دول العالم خاصة الدول التي تعاني من ضغط سياحي في بعض المواسم والإجازات، وستدفع بالسياحة إلى الامام، وتعزز من مكافحة الأمراض المعدية التي تعاني منها المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.