الصين …. تشرّع أبواب السلام
موقع الصين بعيون عربية ـ
الدكتور سمير حمدان*
انعقد المؤتمر الوطني العام للحزب الشيوعي الصيني ولقاء هذا الحزب بالأحزاب العالمية، للفترة من 25 أُكتوبر، لغاية 3 نوفمبر، في ظل أجواء عالمية مَشوبة بالتوتر والانفلات السياسي من دول هامة على صعيد العالم.
فلا زالت الأزمة الكورية على أشدها، وشد الحِبال بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والولايات المتحدة الامريكية يَكاد ينقطع من التصريحات المتبادلة بين الجانبين. ولا زالت منطقة الشرق تحترق بنيران الارهاب من شواطئ المتوسط وحتى شواطئ الأطلسي.
ورغم كل الجهود المَبذولة من تحالفات دولية مختلفة لمحاربة الارهاب، إلا أنه في تصاعد بدلاً من الذبول. أما على صعيد منطقتنا فلا زالت القضية الفلسطينية بدون أفق للحل، بسبب تعنت دولة الاحتلال، والدعم اللامحدود لها من الولايات المتحدة الامريكية.
ألاف الضحايا قتلوا، وآلاف اليتامى والجرحى والثكالى والمعاقين، ناهيك عن الدمار المخيف في البُنى التحتية لدول مثل سوريا واليمن وليبيا والسودان والصومال. وهناك موجة عنف متصاعدة تجتاح بورما ونيجيريا ومالي وغيرهما من البلدان.
في ظل هكذا مناخات تفوح منها روائح الحرب العالمية الثالثة، جاءت نتائج المؤتمر ولقاء الاحزاب العالمية، لتشكل رافعة للتنمية والسلام. كان لافتاً بروز الصين على المسرح الدولي كقوة كبيرة داعمة للسلام والتنمية، ومبادراتها في هذا المجال لم تنقطع. ومما يزيد في احترام الصين لدى شعوب الأرض كافةً، عدم انغماسها في صراعات دولية أو إقليمية ذات طابع عنفي. وما يدعم هذا التوجه صدق القيادة الصينية والتزامها بالأفعال والأقوال وتقديمها الدعم المتواصل لكل ما يتعلق في نشر السلام والاستناد للتنمية التي تحقق رفاهية البشر.
من هذا المنطلق جاء تركيز الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني ورئيس جمهورية الصين الشعبية على التنمية الاقتصادية، وتسريع وتيرة ونمو الاقتصاد الصيني، لأنه المدخل الى تعظيم قدرة الصين على دعم مشاريع التنمية في الدول التي تحتاجها، وتقديم الخبرات الصينية بروح من الاخوّة والتعاون.
إننا في العالم العربي، وهو أكثر المناطق التهاباً وحساسية، نعوّل على دور الصين في المساهمة في إعادة الاستقرار والإعمار لما دمره الارهاب خلال السنوات الخمس الماضية.
إن مبادرات الصين ومنها مبادرة إحياء طريق الحرير تشكّل طوق نجاة لاقتصاد عالمي جديد، قائم على التنوّع وانسياب السلع، وتحقيق المنافع المتبادلة، مما يؤسس لعالم أكثر إنسانية وتمسّكاً بحقوق الانسان.
لا شك أن الانسان ومستقبله وحقّة في التعليم والصحة والسكن والعمل والحرية، من أهم ركائز السياسة الصينية، وهذا لن يتحقق في افتعال الحروب وتغذية الصراعات الأثنية والعرقية والطائفية.
إن قيادة الصين بانفتاحها على العالم، وبفهمها لديناميات الصراع، لهي الأكثر قدرة على بناء نظام عالمي جديد أكثر توازناً وعدالة، وأكثر قرباً من تحقيق طموحات البشرية في الأمن والسلام. وهذا يتطلّب دعم ومُناصَرة الدول والشعوب الفقيرة لهذه السياسة المُستندة إلى ثقافة أخلاقية صينية رفيعة، أثبتت جدواها وفاعليتها على مدار العقود المنصرمة.
…
*الدكتور سمير حمدان: صديق قديم للصين، وعضو عامل في قيادة الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) الصين؛ وناشط اجتماعي وثقافي في الاردن، ومتخصص باللغة الانجليزية وعلومها – الاردن.