مذبحة نانجينغ في سطور وأرقام
موقع الصين بعيون عربية ـ
الشيخ محمد حسن التويمي*:
ـ بطاقة تعريف (2014): تبلغ المدينة مع إجمالي عدد السكان 8.16 مليون نسمة، وعدد سكان المناطق الحضرية من 6550000 . نانجينغ – ثاني أكبر مركز تجاري في منطقة شرق الصين بعد شنغهاي . وقد صنفت بأنها السابعة في تقييم “المدن الأقوى للقوة الشاملة” والصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية، والثانية في تقييم المدن مع إمكانات التنمية المستدامة في معظم منطقة دلتا نهر اليانغتسى . كما تم منحها لقب عام 2008 انتقل إلى موئل الشرف من الصين، وخاصة موئل الأمم المتحدة من خلال انتقال جائزة مدينة الشرف والوطنية الحضارية .
كما ان نانجينغ هي واحدة من العواصم القديمة الأربع من الصين، وتحتوي نانجينغ على مركزاً ثقافياً لجذب المثقفين من جميع أنحاء البلاد. وهناك سلالات تانغ وسونغ، وتعد نانجينغ المكان المخصص لتجمع الشعراء والقصائد التي تذكرنا بماضيها الفاخر؛ خلال مينغ وتشينغ، كانت المدينة الرسمية مركز الامتحان الإمبراطوري (قاعة الامتحان جيانغنان) للمنطقة جيانغنان، ليتصرف مرة أخرى كمركز الأفكار ولتقارب وجهات نظر مختلفة .
اليوم، اصبحت نانجينغ المركز التقليدي الثقافي الطويل والذي يدعم بقوة المؤسسات التعليمية المحلية، وينظر إلى نانجينغ باسم “مدينة الثقافة” وكواحدة من المدن الأكثر بهجة للعيش في الصين .
تُعتبر مذبحة نانجينغ (13 ديسمبر 1937) أحد أفظع مذابح القرن العشرين المُنتهي، والمشكلة التي لم تحل هي: لماذا ارتكبها جنود وضباط وقيادة اليابان، التي قاتلت ضد الصين وسيطرت على إجزاء واسعة منها لفترة غير قصيرة، ولماذا سلوك مسلك القتل العَمد لمئات ألوف السكان غير المسلحين الذين لا يَعرفون إطلاق النار ولا الهجوم أو الدفاع عن أنفسهم “بأسلحة بيضاء” حتى، وقتلهم بالجُملة في الشوارع والساحات وفي بيوتهم وببرودة أعصاب لا برودة بعدها، والاستيلاء على أملاكهم وأشياءهم الشخصية!
وكان فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، قد حضر سوياً مع بعض كبار المسؤولين الآخرين، المراسم في مدينة نانجينغ، حاضرة مقاطعة جيانغسو شرقي الصين إحياء لذكرى شهداء المذبحة.
ولنعطِ تصوراً واضحاً عن المذبحة لا بد من استعراض مختلف المعلومات والحقائق المؤكدة عنها:
ـ اقترف اليابانيون مذبحة نانجينغ حين احتل الجيش الياباني مدينة نانجينغ، تحت قيادة قائد الجيش الياباني بوسط الصين ماتسوي يشيناي، وقائد الفرقة السادسة ناني توشيو، حيث قام الجيش الياباني بمذبحة كبيرة للمدنيين والعسكريين الصينيين الذين تركوا أسلحتهم لمدة ستة أسابيع. تجاوز عدد القتلى 300 ألف شخص، في واحدة من أكبر المذابح التي شهدها التاريخ العالمي، فهي أكبر من مذبحة سجن أوشفيتز التي نظّمها النازيون الألمان، ولا يتم تذكّرهذه المذبحة كغيرها من مذابح الحرب العالمية الثانية، وهو باعث على الكثير من علامات الاستفهام والاستياء والامتعاض.
ـ بَلغ عدد القتلى والجرحى من المدنيين والعسكريين خلال فترة العدوان الياباني على الصين 36 مليون شخص، وتجاوزت خسارة الصين الاقتصادية 600 مليار دولار أمريكي.
ــ في عام 1931، إعتدت اليابان على شمال شرقي الصين. وإبتداء من عام 1937، وسّعت اليابان حربها العدوانية إلى شمال وشرق وجنوب الصين في محاولة لاحتلال كل الصين والتوسع لخارجها نحو الهند والبلدان العربية والاسلامية في وسط وغرب آسيا.
ـ 2017: قررت مصلحة الدولة الصينية للسياحة وقف التعاون مع سلسلة فنادق “APA” اليابانية، بعد وضعها كتابا في غرف النزلاء ينكر حدوث مذبحة نانجينغ. وقال المتحدث بإسم “المصلحة”، تشانغ لي تشونغ، إن ممارسة فندق APA الخاطئة هي استفزاز صارخ للسياح الصينيين، وانتهاك خطير للأخلاقيات الأساسية في قطاع السياحة. وأضاف، أن “المصلحة” إتّخذت إجراءات معنية، حيث طالبت جميع الشركات والمنابر الالكترونية على الانترنت التي تقدم خدمات السياحة الخارجية، بوقف التعاون مع هذا الفندق، وكذلك التوقف عن استخدام كل المنتجات السياحية التابعة له والدعاية ذات الصّلة.
ـ “سياسة احرق واقتل وانهب”: نفذ الجيش الياباني المعتدي على الصين سياسة وحشية شعارها “حرق كل شيىء ونهب كل الممتلكات وقتل كل الصينيين”.
ـ كان الجيش الياباني يقتل المدنيين وينهب الثروات بجنون في كل مكان يصل إليه ودون وازع أخلاقي، وارتكب جرائم وحشية نادرة المِثال في تاريخ البشرية الحديث، وسبّب مصائب خطيرة للشعب الصيني.
ـ خلال الهجوم الاول لليابان على نانجينغ أُحرق ثلث مساكن المدينة، واغتصبت في المرحلة الاولى أكثر من 20 ألف سيدة وفتاة.
ـ 2016: وفقاً للصحافة الصينية، أقامت القوات اليابانية في ذروة احتلالها مدينة نانجينغ، 60 “محطة متعة” إغتصابية!
ـ كانت آخر محاولة لتسجيل ما يُسمّى بـِ“نساء المتعة” ضمن التراث العالمي لليونيسكو، قد تمت في مايو 2016، من جانب مجموعات مدنية من دول مثل الصين واليابان وهولندا وكوريا الجنوبية.
ـ تقدّر أعداد ضحايا جريمة “نساء المتعة” بمئات الآلاف من النساء والفتيات المراهقات، من الدول والأراضي التي احتلتها اليابان إبان الحرب العالمية الثانية في آسيا.
ـ شرع البعض من الجنود اليابانيين بتشوية جسد الفتيات بعد اغتصابهن، ثم قتلهن.
ـ ذكر القس McCallum في مذكراته بأنه كان يتم كل يوم 1000 حالة إغتصاب، وكانت أية فتاة تقاوم أو ترفض تلقى حتفها بالرصاص أو الطعن بالحربة.
ـ ذكر جون رابي في مذكراته: “في أحد جولاتي في المدينة كنا نجد جثث كل 100 متر تقريبًا، وكانت تبدو الجثث مصابة برصاصة من الخلف، في مكان الظهر، أي أنه تم قتلهم وهم يحاولون الهرب.
ـ تروي إحدى القصص بأن جنرالين يابانيين تنافسا فيما بينهما مَن يقتل أسرع من الآخر، فقتلا 200 شخص، وتم قطع رؤسهم، فقط لأجل مسابقة بين الجنرالين.
ـ حفر الجيش الياباني حفرة لعشرة آلاف جثة، وهو خندق قياسة 300 متر × 5 متر، وحفر لوضع هذه الجثث الصينية في مكان واحد.
ـ قدّر المؤرخون والباحثون عدد الضحايا في الحفرة بـ 12000، بالإضافة لتجميع الأسرى ومن ثم جعلهم يمشون على ألغام ارضية، ومَن ينجو منهم من الألغام، يتم صب الكاز عليهم وإحراقهم أحياءً، ومن بقى حياً يُقتل بالحِراب.
ـ تذكر معظم المصادر الصينية والاجنبية، بأنه تم إحراق ثلث المدينة التي أشعلها الجيش الياباني نفسه.
ـ مصير أهل نانجينغ الموجع ومصير أكثر من 300 ألف من الأرواح البريئة الأخرى التي قُتلت على أيدي اليابانيين في تلك المدينة الصينية وحدها، ما زالا يطلقان صرخات مدوية من أجل إحقاق العدالة بحقهم وبحق قتلى بقية مواطني الصين في حرب اليابان على الصين.
ـ ذكر ماساتاكا موري الأستاذ السابق الياباني في عِلم الإيرينولوجيا، بجامعة شيزوكا، أن “البعض أدعى أن مذبحة نانجينغ فبركتها الدول المنتصرة للانتقام من اليابان خلال محاكمات طوكيو. ولكن الحقيقة تكمن في أن الأدلة على وقوع مذبحة نانجينغ كثيرة ولا يمكن دحضها”. وأضاف: أن “11 ناجيا من مذبحة نانجينغ فضلا عن شهود عيان من بلدان الطرف الثالث، أدلوا بشهاداتهم خلال المحاكمات، وهناك أيضا الكثير من الأدلة الخطية، مثل الوثائق المتعلقة بمخيمات اللاجئين ومذكرات شهود العيان”.
ـ أكدت ماتسوكا اليابانية، أن “مسابقة” القتل السيئة السمعة التي أجرتها القوات اليابانية، لقتل 100 شخص صيني بسيف واحد، ويُشكك فيها أفراد قوى اليمين المتطرف، بمَن فيهم وزيرة الدفاع السابقة تومومي إينادا، لا تقبل الشك. فعلى الطريق للاستيلاء على نانجينغ في عام 1937، أقام ضابطان يابانيان يدعيان توشياكي موكاي وتسويوشي نودا، مسابقة لمعرفة من سيكون أول مَن سينجح في قتل 100 شخص بسيفه. وذكرت ماتسوكا أن “المسابقة وردت في ذلك الوقت عدة مرات على صفحات صحف يابانية، بما فيها “ماينيتشي شيمبون” و “آساهي شيمبون”، وبعدها تفاخر الجنديان أمام عائلتيهما في اليابان بعمليات القتل التي قاما بارتكابها”..
خلاصة القول: إن عدم الاكتراث العالمي بالتاريخ الصيني والعربي والفلسطيني حِيال المذابح التي اقتُرفت بحقهم، يِعني عدم الاكتراث بمصيرهم، لكن مسؤوليتنا ككتّاب وأعلاميين وباحثين وساسة وإنسانيين هي، أن ننقل هذه الرسائل الانسانية إلى الأجيال الشابة والعَالم أجمع، وتحريك مشاعره وعقول أبنائه لإحقاق الحق، وإعادته الى نصابه، لئلا تتكرر المآسي بحق الإنسان والانسانية.
*مسؤول ديوان ملاحظة ومتابعة الإعلام والصحافة الصينية والإعلام الاجتماعي الصيني والإسلام والمسلمين في الصين في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين – الاردن.