المؤتمر 19 والمرأة الصينية وتسريع نهضويتها
موقع الصين بعيون عربية ـ
مَارينَا سُودَاحْ*
في جمهورية الصين الشعبية تعيش المرأة ويَعيش الرجل في عالم واحد بدون تمييز اجتماعي أو مهني، لذلك نرى ان المجتمع الصيني ناشط جداً ومُبدع ومُتعايش في إشتراكية بألوان صينية مُبهرة، وعلى أرفع مستوى، والمرأة موجودة ومتواجدة في كل مكان هناك، وتشغل كل موقع في الصين، في المدن والقرى والأرياف، وفي كل أشكال العمل وبكل تنوّعاته، وفي المؤسسات الانتاجية والطبية والتعليمية والتربوية، وتخدم وطنها في القوات المسلحة كَ”جندية” و “ضابطة” وطبيبة وممرضة وإدارية ومهندسة، وفي غيرها من التخصّصات، وتنشط في كوادر الحزب وقياداته، وكذلك في الحكومة ومجلس الشعب الصيني.
المرأة الصينية كانت مهضومة الحقوق قبل الاشتراكية، أي قبل تحرير البلاد، وكانت حركتها مُقنّنة، سواء في مُجتمعها، أو بسبب تلاحق الاستعمار على الصين والصينيين، لكنها انتفضت على الاجنبي وشاركت الرجل في تحرير الوطن، ومن ثم بنائه والارتقاء به وجعله أمثولة عالمية تُحتذى، فغدت المرأة في الصين الاشتراكية ناهضة ونهضوية حقيقية.
تمارس النساء في الصين حقوقهن السياسية الديمقراطية، فضلاً عن تعزيز قدراتهن في المشاركة في الشؤون العامة، الوطنية والقاعدية، والشؤون الاجتماعية، بموجب الأهداف المنوطة بهن كمواطنات.
وتأكيداً على الدور الطليعي للمرأة الصينية، فقد سبق وأن أظهرت دراسة حديثة، شملت مَسحاً لمائتي شركة صينية، أن الصين سجّلت أعلى نسبة في العالم للنساء اللواتي يشغلن مناصب إدارية عليا، في قطاع الشركات والأعمال، إذ بلغت نسبتهن حوالي 51% وهي أعلى بكثير من المتوسط العالمي البالغ 22%.
في فكر الرئيس الصيني، أن المرأة الصينية نالت أعلى تطور ومكانة، فهي قد ارتقت الى الفضاء الخارجي، إذ أنها أثبتت قُدراتها في كونها رائدة فضاء ناجحة تقهر الصّعاب، فقد مَثّـّلت (يو يانغ) زميلاتها من المواطنات الصينيات كأول رائدة فضاء صينية.
وتذهب بعض الدراسات العالمية الى أكبار دور المرأة الصينية في مكانتها البرلمانية، التي تَشهد زيادات متواصلة ومتجددة تصل الى نسبة مؤية مرتفعة من مجموع البرلمانيين الرجال، في أكبر برلمان في العالم يجتمع في بكين.
وقد سبق للأمين العام للحزب الشيوعي الصيني، شي جين بينغ، قوله بمناسبة الذكرى الـ70 لتأسيس الأمم المتحدة، والذكرى الـ20 لمؤتمر المرأة العالمي الرابع في بكين، أنه من المهم جداً بالنسبة لنا أن نعقد هذا الاجتماع، للتأكيد على التزامنا بالمساواة بين الجنسين، وتنمية المرأة ووضع خطط لمستقبل أفضل لشؤونها.
لا يتوقف الأمين العام “شي” الى بذل جهود مشتركة لبناء مجتمعات متناغمة وشاملة على صعيد عالمي, وبضمنها مجتمعات النساء، أذ يرى أن مجتمعاً أقل تمييزاً وإجحافاً تجاه المرأة، هو في الغالب مجتمع أكثر شمولاً وديناميكية، وبأنه يجب التخلص من جميع أشكال العنف ضد المرأة الى حخد الصفر المئوي، بما في ذلك العنف الأسري. ويتعين التركيز على المساواة بين الجنسين، ورفض العقليات التي عفا علها الزمن، والتقاليد التي تقيّد تنمية المرأة، ويؤكد أنه “يجب أن نقف بحزم من أجل السلام والتنمية والتعاون المربح حتى تتمتع كل امرأة وطفل بالسعادة والهدوء.”
يقول الأمين شي، “أن الشعب الصيني يَسعى الى حياة سعيدة، لذلك فإن لدى كل سيدة صينية فرصة ذهبية للتفوق في الحياة وتحقيق أحلامها”، ويتعهد بإطلاق العنان لدور المرأة الهام ودعمها في تحقيق أحلامها وطموحاتها في العمل والحياة السعيدة.
ومنذ العام 2015، شرع الأمين العام الرئيس شي بدفع مشروع “السنوات الخمس” لمساعدة الدول النامية في “بناء 100مشروع صحة للمرأة والطفل”، وإرسال فرق طبية من الخبراء في مجال الصحة لتقديم خدمات، بالإضافة إلى “إجراء 100 مشروع حرم جامعي” لتمويل دراسة الفتيات الفقيرات ورفع المستوى التعليمي لهن، وفقا له، ولاستضافة الصين 30 ألف إمرأة من الدول النامية في برامج تدريب في الصين، وتوفير 100 ألف فرصة تدريب في المجتمعات المحلية للدول النامية الأخرى، وفقا لما أشار إليه أنذاك، وغير ذلك الكثير من البرامج التنموية التي تخص المرأة في العالم وتطويرها من جميع الوجوه، ولمزيد من رخائها عموماً في كل العالم، ومن أجل ان تكون النساء متساويات دولياً في حقوقهن.
ويرى الأمين العام شي جين بينغ، إنه يتعين على المجتمع الدولي الحفاظ على السلام لمنع وقوع الضرر على المرأة بسبب الحروب، ويَحث دوماً جميع الدول، على بذل جهود كبيرة لضمان سلامة وكرامة جميع النساء وحماية النساء من العنف، وضمان حقهن في التعليم والعمل، وتحقيق مشاركتهن الشاملة والمتساوية في الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية في وقت مبكر.
لم يخرج المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني عن كل هذه المطالب، التي تكدّست في برامج الحزب الشيوعي الصيني، وفي أهداف كل حزبي ومواطن صيني، بل كثّف الجهود لأجل مزيد من العمل في المؤتمر من أجل تطبيق هذه الدعوات والافكار النيّرة، وترجمتها على أرض الواقع بسرعة ونفع أعم، وسيعمل الحزب وفي مقدمته قيادة الرئيس شي جين بينغ، على دفع طليعييه للعمل لتطبيق هذه الأفكار الاشتراكية، والتأكد من ذلك عملياً من خلال وسائل التفتيش والتحقّق المختلفة لنيل تعملانية نهوض المرأة ونهضويتها الفعلية.
…
*كاتبة وقيادية ناشطة في كادر الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، ومنتديات أصدقاء القسم العربي لإذاعة الصين الدوليةCRI ومجلة “الصين اليوم” بالاردن.