آفاق التعاون بين الصين والدول العربية في الفضاء مشرقة ورحبة
وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
نجحت الصين في إطلاق أول قمر اصطناعي جزائري للاتصالات في الوقت المبكر من الشهر الجاري. ويعتقد بعض المتخصصين المشاركين في تصميم هذا القمر الاصطناعي ان آفاق التعاون بين الصين والدول العربية في مجال الفضاء مشرقة ورحبة.
يذكر ان مركز شيآن في المؤسسة الخامسة التابعة للمجموعة الصينية للتكنولوجيا الفضائية قدم النظامين الفرعيين للهوائي وجهاز المجيب وغيرهما من الأنظمة لضمان الأداء السليم لتطبيق وظائف الأقمار الصناعية على المدار إلى جانب المنتجات المحورية المتخصصة في قياس الأقمار الصناعية والتحكم بها وتعقبها عن بعد.
وتبادل الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة رسائل التهنئة بمناسبة نجاح إطلاق القمر الاصطناعي “الكومسات”1، من مركز شيتشانغ لإطلاق الأقمار الاصطناعية في مقاطعة سيتشوان بجنوب غربي الصين.
جدير بالذكر ان قمر الاتصالات الاصطناعي التجاري المذكور هو التاسع الذي تطلقه وتسلمه الصين عند مداره لصالح الدول الأخرى.
من جانبه، قال تشن جيان رونغ المسؤول بقسم بحوث الحمل النافع للقمر الاصطناعي ان القمر الاصطناعي “الكومسات1” هو أول قمر اصطناعي للاتصالات بوظائف التدفق العالي تصدره الصين ويتمكن من تغطية مناطق الصحراء والجبال والغابات وغيرها من المناطق التي لا تقدر إشارات المحطات الأرضية على تغطيتها، مضيفا ان هذا القمر الاصطناعي سيستخدم في مجالات البث الإذاعي والتلفزيوني واتصالات الطوارئ والتعليم عن بعد والشؤون الحكومية الالكترونية والاتصالات التجارية والخدمات العريضة النطاق.
“يعتبر القمر الاصطناعي المذكور مشروعا متكاملا يجمع النظامين الفضائي والأرضي، ما يتطلب تحسين التصميم الذاتي للقمر الاصطناعي من جهة، ومن جهة أخرى يلزم تحسين تصميم التطبيق النظامي على الأرض لضمان تشغيله بسهولة ومرونة، مضيفا ان فريقه سيغادر إلى الجزائر للقيام باختبار أداء القمر الاصطناعي على المدار وأعمال التدريب المتعلقة”حسبما قال ما يي مين المسؤول بمركز شيآن للمؤسسة الخامسة التابعة للمجموعة الصينية لتكنولوجيا الفضاء.
يشار إلى أن الصين قد حققت سلسلة من الإنجازات في تكنولوجيا الفضاء هذا العام. ففي إبريل الماضي، أطلقت الصين أول قمر اصطناعي بقدرة اتصالات عالية من طراز “ستار16” بـ20 جي بي بي أس، ونجحت في المرحلة الاختبارية. ومعه، يمكن للناس الوصول إلى الإنترنت سواء على خطوط السكك الحديدية عالية السرعة ، أو في المناطق الجبلية النائية، وحتى على السفن التي تمخر عباب المحيطات.
وفي يوم 6 نوفمبر، أطلقت الصين قمرين اصطناعيين من طراز بيدو-3 إلى الفضاء على متن صاروخ حامل، لدعم شبكتها العالمية لخدمات الملاحة وتحديد المواقع باسم “بيدو”.
وجاء في برنامج تنفيذي بين الصين ومصر بشأن تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين خلال السنوات الخمس القادمة تم التوصل إليه في يناير العام الماضي ان الجانبين الصيني والمصري يريان أهمية بحث إنشاء آلية تمويل مشترك توفر دعما ماليا للأبحاث المشتركة بين الجانبين في المجالات ذات الأولية والاهتمام المشترك، على أن يتم الاتفاق بين الجانبين بشأن تشكيلة آلية التمويل وأعمالها عبر اللجنة المشتركة للعلوم والتكنولوجيا.
ويعرب الجانبان عن ارتياحهما لنتائج التعاون التي حققها البلدان على أساس اتفاق التعاون الصيني المصري في مجال تكنولوجيا الفضاء والاستشعار عن بعد مؤكدين لاستعدادهما على مواصلة تعزيز التعاون في تطوير وتصنيع الأقمار الاصطناعية وإطلاقها والرصد والتحكم الفضائي وتبادل البيانات وتطبيقات الأقمار الاصطناعية والتعليم والتدريب للعلوم والتكنولوجيا الفضائية مثل استكشاف الموارد الطبيعية والرصد البيئي وتقدير المحاصيل الزراعية وغيرها، وأكد الجانب الصيني انه يدعم المشروع المصري لتطوير الأقمار الاصطناعية الخاصة بالاستشعار عن بعد والاتصالات، كما انه يدعم قيام مصر ببناء قدراتها في مجال الاستخدام السلمي لتكنولوجيا الفضاء.واتفق الجانبان على إجراء التعاون في بحث وصناعة القمر الصناعي مصر 2 للاستشعار عن بعد، والعمل المشترك على إنشاء المركز الصيني المصري للبيانات والتطبيقات الخاصة برصد الأرض، بما يواصل الارتقاء بمستوى التعاون الصيني المصري في مجال الفضاء.
وأعرب الجانب المصري عن تقديره للمنحة التي وفرها الجانب الصيني لإقامة مركز تجميع واختبار الأقمار الاصطناعية في مصر وأعرب عن تطلعه لاستمرار الجانب الصيني في تقديم الدعم المالي والتكنولوجي للمشروع المصري في مجال الاستخدام السلمي لتكنولوجيا الفضاء.