الحزب الشيوعي الصيني: المثال المحتذى به
موقع الصين بعيون عربية ـ
بهاء مانع شياع*:
كثيرة هي الأحزاب في عالمنا الواسع المترامي الأطراف، وهي تختلف اختلافا كبيرا في توجهاتها وأفكارها وممارساتها، منها من تدعي الديمقراطية ومنها الديكتاتورية ومنها القومية والأيديولوجية في أفكارها، كما هي مختلفة في علاقاتها وارتباطاتها، حيث معظمها يحاول إقصاء الآخر والنيل منه بشتى الوسائل ليبقى هو وحيداً يفرض أفكاره وتوجهاته وآرائه في إدارة الأمور. وفي وطننا العربي شهدنا العديد من هذه الأحزاب، وخير مثال ما حدث في العراق حيث الحزب الواحد بعد أن أقصى جميع الأحزاب ولم يترك أحداً في الساحة العراقية ليبقى هو الأوحد وهو حزب البعث.
لكن ما يحدث في جمهورية الصين الشعبية لم نجد له مثيلاً، فالحزب الشيوعي الصيني أذهل العالم في قيادة أكثر من مليار نسمة، مختلفة القوميات والديانات واستطاع أن يسير فيها بخطى واثقة مكنت الصين من أن تصبح القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية الكبيرة بفضل حنكة قادة الحزب في قيادته، بالرغم من بعض الظروف والتغيرات التي حدثت وانشقاق التمرد التايواني، إلا أن الصين نهضت بقوة وخطت خطوات متسارعة في البناء والتصحيح.
الرفيق والرئيس شي جين بينغ يواصل قيادة مسيرة الحزب الكبير وجمهورية الصين ومعه بقية رفاقه يذهلون العالم يوماً بعد آخر بفضل الرؤى الواسعة والعميقة والبعيدة المدى في القيادة والتخطيط. وبالرغم من أن الحزب يقود الدولة والشعب الصيني فهو لم يقصِ حزبا صينيا آخر بل هو يعمل على جذب هذه الأحزاب والتعامل معها بانفتاح واسع، جاعلاً الدولة والشعب في المقدمة.
وما حدث في انعقاد حوار الأحزاب في الصين ـ بالرغم من اختلافها في العديد من الأمور ـ أثبت للجميع أن مستقبل العالم أفضل بوجود حوارات بعيداً عن النزاعات والصراعات وأن تلاقح الأفكار هو الحل الوحيد الناجع.
فمنذ العام 1921 والحزب الشيوعي الصيني يناضل ولم ينقطع في نضاله في قيادة دولة مترامية الأطراف وينهض فيها ويجعلها من الدول العظمى لتصبح القوة الكبيرة في العالم، في حين أن بعض الدول العربية هي قريبة من نضال الصينيين لكن لم تستطع الوصول إلى أدنى درجة مما وصلت اليه الصين، وهذا يدل على الفشل في قيادة أحزابها لشعوبها مع الأسف. لذلك فأننا يجب أن نحتذي بتجربة الحزب الشيوعي الصيني ليكون لنا مثلا في قيادة أوطاننا وشعوبنا لنرتقي ببلداننا العربية. ومن هنا نقول أن الحزب الشيوعي الصيني هو المثل الذي يجب أن يحتذي به.