“شي” والخيرات المادية والروحية بالقوات!
موقع الصين بعيون عربية ـ
فاروق أيوب خوري*:
عديدة هي تصريحات الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ، التي يحث فيها القوات المسلحة والشرطة الصينية في الدولة الصينية، على تعزيز قدراتها والنصر في الحرب، ومنها ما نشر قبل أيام إستناداً إليه، حين طالب قواته بضرورة (تعزيز التدريب على القتال الحقيقي، وتحسين قدراته لتحقيق النصر فى الحرب).
وفي تصريحات أخر قالت الصحافة الصينية، أن الرئيس (حث قوات الشرطة المسلحة على الإتّباع المُطلق لتعليمات الحزب الشيوعي الصيني، والتنفيذ الكامل لفكر الحزب بشأن بناء جيش قوي في العصر الجديد) و أكد شي (أهمية وضع الشرطة المسلحة تحت القيادة الموحدة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني واللجنة العسكرية المركزية) و ليس أخيراً: (تطوير “نظام عسكري اشتراكي بخصائص صينية).. أي ان الصين باقية على إشتراكيتها وتدافع عنها للأبد بكل الوسائل، وهو مصدر فخار لها ولنا، ف “الاشتراكية عدالة إن طبّقت بعدالة”.
وفي تصريح آخر قال الامين العام “شي”: (يتعين أن يتدربوا تدريباً شاقاً) و (التفوّق على الخصوم) و (خلق قوة صلبة من الصّفوة) و (التأكد من الفوز.. فى العصر الجديد).
هذه التصريحات وغيرها تدل على شكل النظام الجديد الذي يتشكل اليوم في الصين، ودلالة على المهام المنوطة به، بخاصة حماية البلاد أولاً، وإرساء أرضية لقوة جيش صلبة للصفوة ومتفوقة على الآخرين، ولا تنكسر بل تفوز دوماً ومن مساعيها الرئيسة “خلق عالم جديد)، وهو ما نريده أيضاً سوياً الى جانب “صين شي”.
نحن في هذه الايام المباركة نشهد على ولادة عالم جديد يقوم من بين أنقاض الحروب بقيادة “صين شي”. فالعالم الجديد كما نفهم من كلمات الرئيس الصيني، هو عالم الحرية الاقتصادية والتجارية وكرامة الانسان في العيش وتوفير وضع اجتماعي له، لا يَحط من كرامته، بل يُعلي منها ويُؤكدها.
ويقيناً بأن نشر الإعلام الصيني صورة الرئيس بالزي الحربي، وصور القوات والشرطة الصينية متأهبة له معنى عميق جداً للصين والعالم، وهي أيضاً لفت إنتباه لكل الشعوب وقادتها بأن يتابعوا الصين ويتصاقوا معها، لا أن يتحاربوا، أو أن يتوسّعوا على حسابها وحساب غيرها. فالصين تريد سلاماً إقتصادياً، وهو ما تريده الامم والناس البسطاء كلهم، فقد كرهنا الحروب التي دمرت العالم، وكرهنا اقتصاد الحروب الذي تعتاش عليه فئة قليلة في هذا العالم.
شخصية الرئيس شي جين بينغ هادئة جداً، والذي يغيظ البعض في العالم هو هدوءه كذلك. وقوة الصين هو عامل أخر يقض مضاجعهم. لكن الرئيس “شي” لا يريد ان يفهموه على هذا المنوال، بل ان يتعاونوا معه، ولهذا نراه يقوم بتبريد أجواء النزاعات والحروب من خلال رخاء اقتصادي هنا وهناك، حتى تتراجع طبول الحرب من جانب البعض لصالح طبول السلام، فلا يكون هناك سبب لوجود جيوش وأسلحة.
أنا أفهم التصريحات التي أدلى بها الرئيس “شي” في قواته، على أنها تحذير ليّنٌ لمن يريد الحرب ويتطلع إليها. لكنني أثق أن “شي” والشعب الصيني لا يريدها لكنه منشغل بأعمال السلام، والحياة الصينية السلمية التي ينشغل بها الصينيون ويعملون في ظلها، تأكيد مساعيهم لاستمرارها في إطار انتاج الخيرات المادية والروحية والتقدم فيها الى الامام دوماً.
…
*م. فاروق خوري: كاتب وصديق قديم للصين والقسم العربي لإذاعة الصين الدولية، وعضو ناشط في الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين ومنتديات القسم العربي للاذاعة ومجلة “مرافىء الصداقة” التي يَنشرها القسم العربي لإذاعة الصين الدولية CRI في الاردن.