الصين كقوة عسكرية

موقع الصين بعيون عربية ـ
طارق قديس*:
لا يَخفى على أحد أن الصين هي الدولة الأقوى في العالم إقتصادياً، وهي التي أصبحت منتجاتها حجر الأساس في دول العالم الثالث، وقد وصلت إلى كافة الطبقات الاجتماعية ملامسة كافة الأذواق والرغبات بشمولية منقطعة النظير، متفوقة بذلك على أقوى اقتصاديات العالم في القرن الحادي العشرين.
وكون الصين قوة إقتصادية رائدة في مختلف المجالات، رأى رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، أن ذلك لا يمنع البلاد في نفس الوقت من التأكيد على ضرورة وجود قوة عسكرية تساهم في حفظ الأمن لها ولبلدان العالم ككل، تكون بمثابة صمّام أمان في مواجهة القوى التوسعية العالمية أينما كانت.
لذا فلم يكن توجه الرئيس الصيني لإنشاء قوة مقاتلة مدربة على القتال الحقيقي والابتكار في ميدان القتال غريباً أو مُستهجَناً، فهذا لا يتعارض من سياسة البلاد النائية بنفسها عن التورط في الحروب والأعمال التوسعية. ولعل زيارة الرئيس لمسرح العمليات للفرقة البرية من جيش التحرير الشعبي في المنطقة الوسطى لهو مِثالٌ صارخ على الأهمية التي يوليها للناحية العسكرية كضرورة ملحَّة في الوقت الراهن، وقد شجع الرئيس (شي) الجيش على إيلاء التدريبات أهمية كبيرة استعداداً للقتال الفعلي تحسباً لأية مستجدات قد تطرأ على الساحة الدولية، مؤكداً على ضرورة أن يكون الإخلاص حجر الأساس للجندي الصيني حتى يتمكن الجيش من تحقيق الانتصارات في حالة الحرب.
والبليغ في الموقف الحالي للرئيس الصيني هو أنه أتى بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الصين بفترة قصيرة. والتي امتدت من الثامن إلى العاشر من شهر نوفمبر 2017، واتفق خلالها الرئيسان على أهمية المحافظة على الدور الدبلوماسي للبلدين في تطوير العلاقات الثنائية.
فالرسالة المنطوية على التدريبات الصينية الحالية هي أنه وإن كانت البلاد تسير في طريق الحفاظ على السلم العالمي وتؤدي دوراً محورياً في مواجهة الأطماع التوسعية والارهابية لبعض الجهات المفضحة منذ عهود بعيدة في منطقة الشرق الأوسط، إلا أنها في ذات الوقت تمتلك الجيش المجهز والقادر على التدخل لحماية ذلك السلم في حال فرضت عليها الحرب سواء على أرض الصين أو في غيرها من بلدان العالم من حولنا.
وهذا الدور نراه مهماً للغاية في الوقت الحالي ويحمل في جوهره بُعد نظر لمجريات العالم من حولنا، وسوف يدفع الصين في المستقبل للظهور بشكل بارز في مضمار التنافس العسكري كقوة مركزية بين كافة الدول التي تضع القوة العسكرية على رأس أولوياتها المختلفة.
…
*#طارق #قديس: #شاعر و #كاتب #أردني وعضو في #الاتحاد_الدولي #للصحفيين و #الإعلاميين و #الكتّاب #العرب #أصدقاء (و #حُلفاء) #الصين.