الإشتراكية فِكر لا يُمكن أن يَموت
موقع الصين بعيون عربية ـ
عبد الإله جَبر سَلمان*
في ظل قيادة حكيمة للحزب الشيوعي الصيني لتطوير الصين دولة وشعباً وإقلاعها الحضاري في مختلف المناحي، تم للصين العظيمة الحِفاظ على إنجازاتها الضخمة وتحقيق ما لم يُحققه غيرها من نجاحات، ويكَمن السر في كل ذلك لنباهة قائد الحزب وكوادره وخبراتهم التي لا يمكن تثمينها بثمنٍ مادي.
لقد أثبتت الوقائع التاريخية والأحداث طيلة العقود الماضية، أن الفساد، بالاضافة الى الجمود الفكري طبعاً، هو السبب الرئيـس في سقوط دول وأنظمة إقتصادياً وسياسياً وإدارياً، واستبدالها بأنظمة رأسمالية وبالنفوذ الغربي الرأسمالي المعادي حقيقة لمصالح الشعوب. وبعد السقوط روّجت الانظمة الجديدة المُستغرِبة ناحية الغرب للفساد والإفساد في مفاصل إقتصادات تلك الدول الاشتراكية الاوروبية، وفي أوساط الجمهوريات السوفييتية الاوروبية والآسيوية.
كان الفساد والجمود الفكري عاملان رئيسيان في انهيار الاتحاد السوفييتي ومنظومة الدول الاشتراكية، بعد تجربة ناجحة دامت أكثر من سبعة عقود. آنذاك، قَدّمت تلك الدول لنفسها وللبشرية، وبضمنها دول وشعوب العالم الثالث، وقوى التحرّر العالمية، إنجازات هائلة لم تقدّمها دول اخرى لأممها خلال فترة قصيرة جداً، ولم يجترحها نظام سياسي واقتصادي أخر على مدار التاريخ.
كان قيام الاشتراكية، في بداياتها، حتمية حاجة ملحة لشعوب عديدة، وقد فرضتها نضالات تلك الشعوب للتخلص من القهر الاجتماعي والطبقي والاقتصادي للإقطاعيات الرأسمالية وجشعها المُستشري.
وبعد نجاح الاحزاب الشيوعية في نيل السلطات والتصدي للمصاعب والتحديات العديدة وتذليلها بسرعة، برزت منظومة الدول الاشتراكية وتم تحقيق إنجازات هائلة، لكنها خبت للأسف لأسباب عديدة منها الفساد الذي لم تتم محاربته بجدية وشمولية ومن خلال مؤسسة الحزب وسلطاتها المُطلقة.
واليوم نلمس تجربة جديدة لاشتراكية بألوان صينية ونموذج صيني مُبدع في جمهورية الصين الشعبية، على يد الحزب الشيوعي الصيني المَجيد، في قيادة الدولة والشعب ورص صفوفهما، وبعد استخلاص العبر والدروس وتجارب الدول الاشتراكية السابقة التي انتهت للاسف الشديد، وتوظيفها لدفع النمو وتحقيق الازدهار الكبير الملموس في الصين للعالم أجمع.
تعتبر الصين قوة اقتصادية بشرية ضخمة للغاية، وخلال عشرات السنين تواصل تحقيق النجاح تلو النجاح، وقد أثبت للعالم ان الاشتراكية وحزبها فكر لايموت، حيث تجربة صينية عظيمة، يتم تعزيزها بأسلحة مُجرَّبة، من أهمها محاربة الفساد والجمود الفكري، لأنهما معول لتحطيم الدول.
الحزب الشيوعي الصيني وضع في أولويات سياسته أن يكون الانسان الهدف الرئيسي في إحداث التنمية المنشودة ورفاهية الشعب عامةً، وهي غاية شريفة. فحين قام الحزب الشيوعي الصيني بإعلان الحرب على الفساد في كل مفاصل الدولة والحزب، متزامنة مع إشراك العناصر الشابة في قيادة الحزب والدولة، أيده الشعب ومثقفوه وكل طبقاته وشرائحه، ذلك أن الصينيين أدركوا كل ما لم يُدركه غيرهم في حينه من إشتراكيي الدول الاشتراكية السابقة.
لقد اثبتت الوقائع اليوم، أن التجربة الصينية هي المِثال الذي يُحتذى به والقدوة لكل الدول بمحاربة الفساد. فتجربة الحزب الشيوعي الصيني في محاربة الفساد ما تزال ماثلة للعيان، وهي نبراس للاحزاب السياسية في كل دول العالم، من أجل قيادة دولهم بنجاح، وليغرفوا من الصين تجربة محاربة الفساد وإقامة اقتصاد قوي ومتين بالتزامن مع النمو الاجتماعي والعلمي للمجتمع الصيني.
خلاصة القول، أن قيادة الحزب الشيوعي الصيني أثبتت للعالم أجمع أن الاشتراكية الصينية الحقيقية، وليس الاشتراكيات التي ليس فيها سوى الإسم والرداء، هي الأمثل، وهي الحل المنشود لمشاكل الدول الفقيرة. فاشتراكية الصين وحزبها الشيوعي وأمينه العام الحكيم شي جين بينغ، يكشفون للجميع عن سرّهم الكبير الذي سيؤدي الى نجاح العالم في سَبرِهِ لطريق أمين ومأمون، ومندفع إلى الأمام بدون توقف وبأسرع القفزات والخطوات لتحقيق الأحلام الوردية للبشرية.
…
*عبدالاله جبر سلمان: عضو “المجموعة الرئاسية العراقية الاولى/ الاول من اكتوبر 2016، الذكرى 67 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية”.
ـ عضو سابق في اتحاد الطلبة للحزب الشيوعي العراقي. عمل ضمن تنظيمات إتحاد الشبيبة الديمقراطي. مارس العمل ضمن تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي. له مقالات أدبية في صحف عديدة. متابع للعمل الادبي والثقافي والصحفي في محافظة البصرة. عضو ناشط في منظمات المجتمع المدني.