العلاقات العراقية الصينية.. نجاحات وتطور ملحوظين
موقع الصين بعيون عربية ـ
بهاء مانع شياع*
شهدت العلاقات العراقية الصينية منذ تأسيسها في عام 1958م، نمواً حيناً، وتراجعاً حيناً آخر، ويَكمن السبب الرئيسي في ذلك الى أحداث عصفت بوطننا الحبيب العراق، جُلّها مشاكل وأزمات شكّلت وما زالت تشكل المُعضلة الأساسية في ما تشهده تلك العلاقة من مد وجزر، إذ أنها تنعكس عليها مُباشرةً.
فخلال حرب العراق سابقاً مع الجار الإيراني وبعدها، شهدت العلاقات العراقية مع الصين تراجعاً ملحوظاً، واستمر ذلك على هذا الحال طويلاً بسبب فرض الحصار الدولي الظالم على بلادنا، ثم عادت العلاقات مع الصين إلى بداياتها في النمو والتطور والإنجاح، لا سيّما بعد اتفاقية النفط مقابل الغذاء. وفي الآونة الأخيرة بالذات لمسنا أن العلاقات بين بلدينا الصديقين آخذت تنتعش وتشمل جوانب مهمة، وبخاصة الاقتصادية والسياسية والعسكرية.
وبعد أحداث العراق عام 2003م والتغيير الذي حدث، شهدت العلاقات قفزة ملحوظة، بخاصةً بعد دخول الصين إلى السوق العراقية بقوة متصاعدة ونفاذ، حيث بدأت البضائع الصينية تُسوّق وحازت على لقب “رائدة”، فغزت الأسواق بصورة بصورٍ ملفتة للأنظار، وتوجّه التجار العراقيون الى عقد صفقات تجارية كبيرة مع الصين، ونشطت وتحوّلت السوق العراقية من استيراد المواد اليابانية والغربية والأمريكية، إلى المواد الصينية أساساً لأسباب عديدة، إذ غدت الصينية مُغرية ومناسبة لأوضاع العراقيين المالية، ولا سيّما لمحدودية دخل الفرد العراقي العادي، والجودة العالية والنوعية التي تتميز بها أنواع من البضائع الصينية التي زاد الاقبال الواسع عليها، بالرغم من توجّه التجار العراقيين لاحقاً، الى جلب بضائع بدرجات أدنى نوعية من المقبول للأسف، في محاولة منهم لجني أرباح كبيرة، دون الاهتمام بجودة المنتج ومَطالب المُستهلكين.
نحن في العراق نعلم أن تجارنا من مستوردي تلك البضائع المختلفة المتدنية النوعية يحاولون الضغط على منتجي الشركات الصينية لتخفيض جودة وكفاءة المُنتَج، لمنافع شخصية ربحية دون أخذهم بالاعتبار صورة الصين البهية، وهم بذلك يُثيرون إساءات للصين وللصناعة الصينية التي أثبتت نوعيتها الرفيعة في الأسواق الغربية عموماً. لذا، نتمنى على الحكومة الصينية أن تجترح حلولاً مناسبة وجذرية لهذه المشكلة، وبالتعاون ما بين البلدين والحكومتين، ولوقف الإساءات للصناعة الصينية المعروفة بالتطور والنوعية، ولتوجيه أفضلها للمستهلك العراقي.
وبفضل البدائل الصناعية الصينية لم يعد أي بيت من بيوتات العراقيين يخلو منها، نظرا للمتطلبات المتصاعدة للسوق العراقية. وفي مجال النقل دخلت العجلات الصينية المختلفة الأنواع والأحجام الى بلادنا، وأصبحت تنافس العجلات ذات المناشىء الأخرى، بفضل تطور تلك الصناعة ورُقيّها.
كما شهدت صناعة النفط والغاز هي الأخرى دخول الشركات الصينية في سوق الاستثمار العراقي، وأصبحت منافسةً لباقي الشركات العاملة في مجال الصناعات النفطية. ويعود الفضل في ذلك إلى تقدم الصناعة النفطية الصينية المدفوعة بالابتكار والجديد، وإلى تسارع وتائر العلاقات الاقتصادية بين البلدين ألتي شهدت صرحاً جديداً وكبيراً وازدهاراً واضحاً، ونأمل أن تستمر هذه العلاقات بالتطور المستمر لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الصديقين وخيرهما.
أما في جانب العلاقات السياسية بين العراق والصين، فهي تشهد تقارباً كبيراً بسبب مواقف الأصدقاء الصينيين، وعلى رأسهم الرئيس الصادق والصدوق (شين جين بينغ)، حيث ساندت ولا تزال الصين الشعبية تساند العراق وتدعمه في حربه ضد المجاميع الإرهابية، وتؤيده بإستمرار في المحافل الدولية والأممية، وأعربت الصين مراراً وتكراراً عن مساندتها للعراق ووقوفها معه في تصديه لتلك المجاميع من أجل استقراره واستقلاله وسيادته ورفاهية شعبه، وقد ساهمت المبادرات العديدة التي أطلقتها القيادة الصينية الحليفة وعلى رأسها الحليف (شين جين بينغ)، ومنها “مبادرة الحزام والطريق”، في انفتاح العلاقات بين بلدينا على مصاريعيها وبمختلف جوانبها الاقتصادية والثقافية والسياسية والعسكرية الخ، لتزدهر وتُزهِرُ علاقتنا وتصل السماء، ولتحقق لشعوبنا جميعها المزيد من التقدم والرخاء والحرية والسلام المكين.
…
*بهاء مانع شياع: رئيس (المجموعة الرئاسية العراقية الاولى – الأول من أُكتوبر-2016 الذكرى 67 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية) للفرع العراقي للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (حُلفاء) الصين، ورئيس منتديات مستمعي الاذاعة الصينيةCRI ومجلتها “مرافئ الصداقة”، ومجلة “الصين اليوم” العربية، وكاتب وصحفي ومحرر صحفي في جريدة الاضواء المستقلة ووكالة الاضواء الاخبارية، وعضو في نقابة الصحفيين العراقيين.