“عيد لابا” .. أواخر الشتاء ومقدمة عيد الربيع
يصادف اليوم الثامن من الشهر الثاني عشر في التقويم القمري الصيني الموافق لـ 24 يناير هذا العام «عيد لابا»، وهو العيد التقليدي لقومية «هان» الصينية، يعود الى مراسم قرابين «لابا» في العهود القديمة الصينية، حيث كان الناس آنذاك يقدمون قربان شكر لجميع الآلهة احتفالا بالحصاد الزراعي الوفير لاعتقادهم بأن نجاح الحصاد جاء بعناية جميع الآلهة. كما يعد «عيد لابا» مقدّمة لعيد الربيع، وتقول أغنية أطفال صينية: “أيها الصغار… لا تنقضون على الطعام بشراهة لان عقب «عيد لابا» سنستقبل «عيد الربيع»”.
بحلول «عيد لابا» تنتشر الفرحة والسعادة على قلوب الصينيين بلم شمل الاسر. ويحرص الصينيون في ذلك اليوم على تناول نوع معين من الحساء يدعى «لابا». وتختلف أنواع الحساء باختلاف مكوناته، حيث عادة يتكون الحساء من ٨ مواد رئيسية و٨ مواد ثانوية منها البقوليات والأرز والحبوب، بينما يتم اختيار المواد الثانوية من بين الدراق المجفف ومنقوع المشمش ولب الجوز ومربي العناب والكستناء والكاكي وبذور عباد الشمس وبذور اللوتس والفول السوداني وثمار البندق وحبات الصنوبر والكمثري والزبيب وغيرها. كما يتم خلال العيد تقديم الهدايا للأهل والأصدقاء وتجتمع الأسر والعائلات لتناول الحساء معا، كما يهديه الصينيون للفقراء.
بالإضافة الى إعداد حساء لابا، اعتاد الناس في شمال الصين على تحضير فصوص الثوم المخلّلة بطريقة سهلة جدا، حيث يوضع الثوم المقشر في جرة تغمرها بخل الأرز، وتغلف فم الجرة بإحكام في يوم عيد لابا، وتضعها في غرفة دافئة نسبيا حتى عشية عيد الربيع، حيث يتغير لون فصوص الثوم الى الاخضر يشبه الزمرد. ويشبه نطق كلمة ” ثوم” باللغة الصينية كلمة “حساب”، ما يعني أن الناس تتحاسب في نهاية السنة. وفي القديم، كان الدائن يهدي جرة ثوم لابا للمديون كإشارة لسداد الديون