“الثقافي الصيني” – الأعظم!
موقع الصين بعيون عربية ـ
الشيخ محمد حسن التويمي*:
التوقيع على إتفاقية المركز الثقافي الصيني لم يعنِ تأسيسه الفوري، وإن كنا نريد أن يكون هذا التأسيس قد تُرجم في تلك اللحظة بالذات، التي تم فيها التوقيع على هذه الاتفاقية، الأولى من نوعها بين البلدين الصديقين الاردن والصين.
العلاقات الثقافية بين الدولتين، المملكة الاردنية الهاشمية وجمهورية الصين الشعبية، ترتكز على مصالحهما الثنائية المتبادلة في عالم كثير التناقض والتجاذبات والمصالح والمبادئ والأيديولوجيات، لكنه ومع ذلك كله كثير الانسجام ومحاولات التقريب بين أطرافه وأنظمته وإطاراته المتضادة، وهي حالة طبيعية وقديمة جديدة في العلاقات العالمية ما بين الدول عموماً، وتجد لنفسها انعكاسات على تلك البلدان التي تتحالف مع الصين، ومابين تلك التي تتصادق معها، بل وما بين أولئك الذين يُعلنون صراحة رغبتهم بتحجيم اندفاعات الصين الى العالم ووقف أفكارها التبادلية العميقة مع الحكومات والامم وقواعدها في المنفعة الشاملة والتبادلات الحرة والانتاج الجماعي بدون حمائيات.
لكن العلاقات بين الاردن والصين تقوم على قاعدة اقتصادية استراتيجية شاملة، لحاجة البلدين الى عملية تعاون وتبادلية الآن والآن بالذات، حين تقوم الصين بمد سكك الحديد وفتح الطرق الواسعة والأطول في التاريخ، لإنجاز طريق الحرير الجديد المسمى بِ “الحزام والطريق”، التي بادرة الى إعلانها منذ سنوات قليلة الأخ والصديق الرئيس والامين العام للحزب الحاكم والمَثل الذي يُحتذى إدارةً ومبادرات وإنسانية “شي جين بينغ”، ليكون العالم على وسعِهِ ومن ضمنه وطننا الاردن ووطننا العربي الكبير، واحة أمن اقتصادية واستقرار تام ليس للصين وحدها فحسب، بل ولغيرها من الدول والامم والجماعات، لأن الفكر الصيني الذي يَحمله الأخ الكبير “شي” يتحدث عن نفسه بنفسه إنسانياً وأيديولوجياً، وهو يعرب عن نفسه بوقائع وحقائق إنسانية تمد الآخرين بإنتاج الصين المعنوي والروحي والثقافي والمادي المتنوع، وبضمنه فلكلوريات الحياة اليومية للصينيين، حتى نفهمها جيداً كما هي وليفهمها العَالم على ما هي عليه، ولأجل أن يَفهمنا العالم نحن الاردنيون والعرب كما نحن، وكما هو واقعنا اليومي والتاريخي الذي نسج علاقات ولا أروع ولا أحسن عَبر التاريخين القديم والجديد مع الصين منذ “الحرير الألفي” السابق، الذي يُترجَم اليوم في مُبادرة “شي” العظيمة، التي ستفرز كما نأمل مركزاً ثقافياً صينياً “يكون الأعظم والأشهر والأهم والأكثر أبّهة” في الاردن والعالم العربي، وليس أقل من ذلك قبالة غيره من المراكز الثقافية الاجنبية، والاسباب التي تدفعنا الى الاعتقاد بذلك كثيرة، ولعل أوّلها وأهمها وفي مقدمتها هي عظمة الصين بتاريخها وثقافتها، والتي ستنعكس بالضرورة في أروقة ونشاطات مركزها الثقافي، لتكون كل معروضاته وكل فعالياته تتحدث عن نفسها بنفسها، ولأن تتجلى شخصيته بكل عَظمتِها من عَظمة الدولة الصينية نفسها ومن شعبها الصيني العظيم حقاً بكل ما يراكمه ويُنتجه من تقدمات جديدة كمّاً ونوعاً للبشرية أجمع.
قبل التوقيع على اتفاقية المركز الثقافي الصيني، ومنذ عشرات السنين، سارعت عدة دول لافتتاح مراكزها الثقافية في الاردن، واختارت لنفسها مقرات تعتبر من أهم المواقع والمناطق العَمّانية في العاصمة، مما أكسبها شهرة، وأعلن عن ثقافاتها وواقعها المُعاش للجميع بكل سهولة ويسر، فأصبحت بلدانها بالتالي قريبة من قلوب وعقول وأماني الاردنيين خلال سنوات طويلة من وجودها في أوساط الاردنيين، صِغاراً وكِباراً، ومن خلال تدريسها للغاتها القومية، ومن خلال الإعلانات عن الأنشطة الثقافية والفلكلورية وغيرها الكثير الكثير.
نحن نرجو ونأمل وننتظر ونتمنى أن يكون المركز الثقافي الصيني “هو الأعظم” في الاردن والمنطقة العربية، بجوهره وبكيانيّته وبصورته وبطبيعة ولون عمله الرئيسي اليومي، “الذي يجب أن يَكتسبهُ من الألوان الاجتماعية والثقافية والتاريخية والروحية الصينية” على وجه الدّقة والتحديدِ، وليس أقل من “عظيم” ليعكس بالتالي واقع الصين في الاردن والاردنيين، وليُقدّم هذا الواقع بكل وضوح رؤيةٍ وقوّة مِثالٍ.. فهذه ستُكوّن هويتهُ منذ لحظة عمله الأولى، وليس غيرها من أعماله وآلياته وأنشطته.. وهذه أيضاً على وجه الحصر هي التي يجب أن تكون “القفزة الرئيسة”، ليَكتسب المركز بالتالي وكنتيجةً لذلك “المكانة الأولى والأولى بالذات” ما بين غيره من المراكز الكثيرة المَثيلة، ولأجل أن يقفز فوراً الى المركز الأول والطليعي بينها، دون عناء العمل سنوات طويلة بفعاليات قد لا توصله ولا تأخذ بيده الى المركز الرئيس، وقد يَطولُ به الأمر إلى ذلك بسبيل لا نهاية له وإليه.
…
*#الشيخ #محمد_حسن_التويمي: مسؤول ديوان ملاحظة ومتابعة الإعلام والصحافة #الصينية والإعلام الاجتماعي #الصيني والإسلام والمسلمين في #الصين في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين – الاردن.