واشنطن تشك في اطلاع الصينيين على حطام المروحية التي قتلت بن لادن
موقع الشرق الاوسط الالكتروني:
في تطور جديد يزيد من توتر العلاقات الأميركية – الباكستانية، تزداد الشكوك الأميركية بأن أجهزة الاستخبارات الباكستانية قد تكون سمحت لمهندسين عسكريين صينيين بالكشف على حطام المروحية الأميركية السرية التي دمرت خلال عملية قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان مطلع شهر مايو (أيار) الماضي. وتعتبر الولايات المتحدة التقنيات التكنولوجية العسكرية من أهم القضايا السرية التي تحرص على عدم اطلاع الصين عليها، إلا أن صحيفة «فايننشيال تايمز» اللندنية كشفت يوم الأحد الماضي أن أجهزة الاستخبارات الأميركية باتت واثقة من اطلاع المهندسين الصينيين على الطائرة المروحية من طراز «بلاك هوك». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أمس عن مسؤول باكستاني رفيع المستوى نفيا لهذه المعلومات، إلا أن مسؤولين من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قالوا إنهم يتوقعون أن يكون مهندسون صينيون قد التقطوا صورا لحطام المروحية في مدينة أبوت آباد. يذكر أن زعيم «القاعدة» قتل في 2 مايو الماضي، وكانت إحدى المروحيات التي استخدمت في العملية السرية قد تعطلت في المجمع الذي قتل فيه بن لادن، مما جعل القوات الأميركية تحرقها لحماية المعلومات السرية حول تقنيتها، إلا أن جزءا من الطائرة كان سليما، وتقول صحيفة «فايننشيال تايمز» إن الصينيين كانوا مهتمين بالاطلاع عليها. وقد أعيد حطام الطائرة إلى الولايات المتحدة مؤخرا ولكن بقي فترة في باكستان قبل أن يسترجعه الأميركيون. وتابعت الصحيفة أن مسؤولين في الاستخبارات الباكستانية دعوا خبراء صينيين لتفحص بقايا المروحية المزودة بتقنيات فائقة السرية للإفلات من مراقبة الرادارات.
وتستند شبهات الأميركيين إلى اتصالات هاتفية تم التنصت عليها، عرض خلالها مسؤولون باكستانيون دعوة الصينيين لزيارة موقع تحطم الطائرة. ولكن في إسلام آباد نفى مسؤول أمني باكستاني رفيع هذه المعلومات، مؤكدا أن حطام الطائرة سلم إلى الأميركيين بعيد الهجوم. وقال: «كل هذا خاطئ. إنها مجرد تكهنات، فالحطام سلم (إلى الأميركيين)، ولم يعهد هناك مروحية» في باكستان. وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية جيان يو وصفت في مايو معلومات تفيد بأن الصين طلبت الكشف على حطام المروحية بأنها «سخيفة».
يأتي هذا التطور في وقت سرت فيه إشاعات حول منع السلطات الباكستانية دبلوماسيين أميركيين من التوجه إلى بيشاور. وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أن «تقارير إخبارية حول منع تحرك دبلوماسيين أميركيين وهم في طريقهم إلى بيشاور غير صحيحة». وأضاف ناطق باسم الخارجية الأميركية: «نحن نعمل مع الحكومة الباكستانية لضمان استمرار حرية حركة الدبلوماسيين».
وتشهد العلاقات الأميركية – الباكستانية توترا منذ فترة، خاصة بعد الكشف عن وجود بن لادن في باكستان منذ سنوات. وفي حين كان الغضب الأميركي واضحا مع بعض الاتهامات الموجهة لباكستان بإمكانية حماية زعيم «القاعدة» وعدم إطلاع الأميركيين على مكان وجوده، كان هناك رد فعل باكستاني غاضب لقيام الولايات المتحدة بعملية عسكرية داخل باكستان من دون إطلاع السلطات الباكستانية عليها مسبقا. وتزداد التصريحات الغاضبة من كل طرف، خاصة من أعضاء الكونغرس الأميركي وبعض عناصر القوات المسلحة الباكستانية، إلا أن الإدارة الأميركية والحكومة الباكستانية تحرصان على عدم التصعيد. وفي حال ثبت أن الصين اطلعت فعلا على حطام الطائرة ومعلومات حساسة عن التكنولوجيا العسكرية الأميركية، ستزداد الضغوط داخل الولايات المتحدة لتغيير مسار التحالف مع باكستان.