فيلم حول “الحزام والطريق” سيعرض في 67 دولة
استطاع الفيلم الصيني “المُسوّق الصيني” الذي يتناول موضوع “الحزام والطريق”، أن يصبح “الحصان الأسود” في معرض سوق الأفلام الأمريكية الذي أختتم مؤخرا. وخلال 8 أيام من زمن إنعقاد المعرض، قامت شركات توزيع الأفلام من أكثر من 60 دولة، بإمضاء عقود شراء لحقوق بث فيلم “المسوق الصيني ” وحصص عائدات شبابيك التذاكر. حيث تجاوز إجمالي حجم التسويق 6 ملايين دولار. في هذا السياق، يقول كاتب السيناريون والمخرج تان بينغ، إن الفيلم الذي كان عنوانه “الحلم الصيني” قد أطلقت عليه صحيفة “وولستريت جورنال” إسم فيلم “الحزام والطريق”، ويضيف بأن هذا الفيلم قد حقق نجاحا غير متوقعا خارج الصين.
“المُسوق الصيني” هو سيناريو مقتبس من قصة حقيقية، تروي حكاية مهندس اتصالات صيني أُبتعث إلى إفريقيا، وفي النهاية إستطاع من خلال كسبه الحرب التجارية أن يمنع إندلاع حرب إهلية في إحدى الدول. عرض الفيلم لأول مرة داخل قاعات السينما الصينية في 16 يونيو 2017، لكنه حقق 9.74 ملايين يوان فقط من إيرادات شباك التذاكر، كما أن تصنيفه على منصات الإنترنت كان عاديا. وبالمقارنة مع كلفة التصوير التي فاقت 100 مليون يوان، حيث صوّرت مشاهده في فرنسا وسويسرا وتونس والصين على إمتداد 9 أشهر، فإن تان بينغ لم يكن راضيا على المُحصلة التي حققها الفيلم داخل السوق الصينية.
صورة كاتب ومخرج فيلم “المسوق الصيني”(الأول على اليسار) مع ممثلي شركات التوزيع الأجنبية
في هذا الصدد، يتحدث تان بينغ بصراحة قائلا إنه قبل أن يذهب للمشاركة في معرض سوق الأفلام الأمريكية، لم يكن يعلق أملا كبيرا على تجاوب الموزعين الدوليين. ويعد معرض سوق الأفلام الأمريكية، ومعرض سوق الأفلام الأوروبية، ومعرض سوق كان أهم 3 معارض سوق عالمية للسينما. ونادرا ما تتمكن الأفلام الصينية المحلية من جذب الإهتمام في هذه المهرجانات.
ما مثّل مفاجئة سارة بالنسبة لتان بينغ، هو قيام الجهة المنظمة لمعرض سوق السينما الأمريكي بإلصاق الإعلان الدعائي لفيلم “المسوق الصيني” في مصبّ الأنظار بقاعة المعرض. كما قامت مجلة المعرض بنشر إعلان الفيلم على صفحتها الأولى. وأجرت قناة “تقارير هوليود” تقريرا خاصا بالفيلم. حيث وصف تقرير القناة المذكورة بأن هذا الفيلم الصيني يعد “عملا كلاسيكيا يستجيب لخصائص معرض سوق السينما الأمريكية”. وحظي المخرج بمقابلة خاصة مع صحيفة “وولستريت جورنال” للحديث عن الفيلم.
احترام التقاليد والحقائق هو عنصر النجاح
يقول تان بينغ أن هذا الفيلم يدعو إلى السلام وتقاسم المنفعة والعدالة والصداقة ونبذ الأنانية.
وفي حديثه عن عوامل نجاح توزيع فيلمه في الخارج، يقول تان بينغ أن النجاح يعود إلى المجهود الذي قام به قبل كتابة السيناريو في معرفة تفاصيل الكثير من القصص الحقيقية عن الصينيين في الخارج. ومنذ مرحلة كتابة السيناريو، حاول المخرج أن يعتمد معايير دولية، وأثناء مرحلة التصوير قام بدعوة خبراء لإضفاء طابع دولي على مشاهد الفيلم. من جهة ثانية، استعان المخرج بوجوه سينمائية تحظى بإعتراف داخل جمهور هوليود الأمريكي، مثل ستيفن سيغال ومايك تايزون. ويتضمن الفيلم أحداثا لحرب تجارية ولعبة سياسية، ومشاهد حروب بالدبّابات والطائرات والأسلحة الثقيلة وغيرها من الوسائل العسكرية. في هذا الصدد، قالت قناة “تقارير هوليود” أن الجمهور الأمريكي الذي ملّ مشاهدة أفلام الخيال العلمي، أعجب كثيرا بهذا العمل الذي ينتمي للنماذج الكلاسيكية لسينما هوليود.
مثال لتسويق الأفلام الصينية بالخارج
لا شك أن فيلم “المسوق الصيني” يعبر عن قيم التيار الرئيسي في العالم، ومليء بالطاقة الإيجابية وقريب من ثقافة جمهور السينما. كما ينتمي أسلوبه القصصي والدرامي إلى التيار الرئيسي من السنما الجديدة. ويجسد الفيلم مبادرة “الحزام والطريق” والإنجازات الإقتصادية الصينية خلال العقود الأخيرة والقيم الصينية، ويدعو إلى دفع السلام الدائم والإزدهار المشترك والعالم المتناغم.
إلى حد الآن، قامت عدة شركات من 67 دولة ومنطقة بإمضاء عقود بث وتوزيع فيلم “المسوق الصيني”، بمافي ذلك أمريكا بريطانيا، فرنسا، ايطاليا، اليابان، كوريا الجنوبية، الهند، وتركيا، والسعودية وليبيا، والكويت والعراق ومصر وجنوب افريقيا وعدة دول أخرى. تضم أكثر من 30 دولة على طول مسار دول الحزام والطريق. وسيحصل الفيلم الصيني على 50% من عائدات البث في قاعات السينما والبث التلفزي والسمعي والشبكي. في هذا الجانب، كشف تان بينغ بأنه حصل إلى حد الآن على أكثر من 6 ملايين دولار من عائدات حقوق البث. ويتوقع المهنيون بأن يتجاوز إجمالي الإيرادات النهائية للفيلم 10 ملايين دولار.