الصين.. دولة الفوائد الإنسانية لشعبها
موقع الصين بعيون عربية ـ
الشيخ محمد حسن التويمي*:
ها قد تحقق حُلمي بزيارة جمهورية الصين الشعبية للمرة الثانية، لكنها المرة الأولى التي سوف أشاهد فيها الصين بكامل عينيّ ورغباتي، والمرة الاولى التي سوف أستمتع فيها بروائع تلك البلاد ومناظرها الخلاّبة، وأتبيّن حقيقتها التي لم أتعرّف عليها سابقاً، ذلك أن زيارتي الأولى الى تلك البلاد العظيمة، كانت محصورة بغالبيتها ضمن مؤتمر ومناقشات وطرح رؤى والوصول إلى نتائج سياسية وتبادل الخبرات الخ، فقد جرّ ذلك كله إلى انحسار برنامج الرحلة السابقة، بتقليص مساحة معرفة الصين وشعبها لأعضاء الوفود المشاركة.
لكن في هذه الزيارة الثانية لن يكون هناك أي مؤتمر أو أعمال جادة، ولا مناقشات تدير الرؤوس، فقد اهتمت قيادة الحزب الشيوعي الصيني مشكورة، بترتيب زيارة تاريخية ضخمة المقاييس وعالية الأهمية في صفتها لأعضاء الوفد العربي ـ الدولي الذي تستضيفه الصين وتكرّمه وتكرم به ومن خلاله الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) الصين.
في هذه الزيارة وأنا في أحضان هذا البلد الصيني الذي أحببته بكل جوارحي، لا بد لي من أن أمتلئ بالمشاهدات والمعلومات عن الصين، لصالح أن أتمكن من نقلها الى عائلتي وأصدقائي وأقاربي وأهل بلدي الكثيرين. فالزيارة تفترض أن يكون كل مُشارك فيها سفيراً ناشطاً ومتمكنّاً من ملاحظة ما لا يمكن ملاحظته من جانب الآخرين. وهي، أي الملاحظة، الوسيلة الوحيدة لينقل الشخص من خلالها مشاعره لغيره من الذين يُشاطرونه أراءه، أو حتى نقلها لأُولئك الذين لا يشاطرونه إيّاهاً. فالمشاهدات هي الحكم والفيصل في مسألة عرض الحقيقة والواقع واستخراج النتائج، وهي الجسر الوحيد الرابط بين الناس ونقل المعلومات والمشاهدات من خلالها، فلا يمكن لأحد أنكارها، ذلك أنها الواقع كما هو، برمّته وبكليّته وبألوانه وموضوعيته.
في الزيارة زيارات للأماكن العامة والمواقع الشعبية والتذكارية، والتعرّف على مسطحات ذات الأهداف المُتعدّدة. فمنها ما هو مُخصّص للصِغار، وأُخرى للكبار، وثالثة لمن يعانون من محدودية في الحركة واحتياجات خاصة. ففي هذه البلاد الضاربة جذورها الثقافية في أعماق ترابها وتاريخها، يحيا رئيس حكيم يهتم بشعبه وبصورة هذا الشعب التي هي هيبة الدولة في الوطن والعالم، ويُعملُ الفكر عميقاً في كيفية خدمة الشعب وإراحته، وليكون المواطن عَلماً خفاقاً كما هو عَلَم الصين الشعبية الذي بقي يَخفق الى الآن بكل هيبته، وسيبقى خفاقاً الى الأبد حاملاً شعارات إنسانية، وسائراً في طريق حرير إنساني داخل البلاد لا نهاية له إلاّ بنقل الشعب الصيني الى التربّع على العرش الاول.
المُحبّب بالنسبة إليّ هو مدى خدمة الصين لشعبها، بخاصة تعاملاتها مع كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وتسهيل حياة شعبها عموماً وجعله سعيداً بإفادته لمن يحتاج لهذه الإفادة، ومساعدات الدولة لمختلف الطبقات وشرائح المجتمع. أنا أعرف أن الصين تفكّر بالناس العاديين، لذلك نجدها لا تقلّص ميزانيتها أبداً في هذا المجال، بخاصة تلك المُخصّصة لخدمة السكان عموماً في مجالات عديدة منها، الطبابة والتعليم، ضمان الشيخوخة للسكان وحفاظها على إنسانية إنسانها، بجعله يقدّم للمجتمع خبراته الحياتية والعملية التي اكتسبها في حياته، وهي ثروة عظيمة لا بد للدولة التي تحترم نفسها كالصين، من أن توظّفها لمصلحة المجتمع المحلي. فهؤلاء المواطنون الكبار السن، هم وقود نافع بلا شوائب، لا بد من جعلهم يبذلون جهودهم لنقل خبراتهم لأبناء وطنهم، والارتقاء بغيرهم من سكان الدولة فكراً وعقلاً وحياةً واختراعات واكتشافات، وهذا بالذات هو ما يُميّز الدولة العظيمة عن تلك الدولة العادية والفقيرة والمأزومة بمشاكلها ومشاغلها غير المنتجة، و”الساعية الى المجهول”..!
إن دولة ذكية وواعية وثابتة أساساتها على أرضها بمقاييس الصين وشعب الصين، ستعيش بلا أدنى شك في الكواكب مستقبلاً، وسينتشر أبناؤها في الأجرام بساكنيها، فكواكب وأجرام درب التبانة في حاجة لمن يَفلحها ويجعلها أجمل بوجود البشر على سطوحها الكثيرة، والصين هي الوحيدة المؤهلة إلى هذا الرقي الأسرع، فهي الخبيرة العريقة بسرعات التطور اللحظي.
…
*الشيخ#محمد_حسن_التويمي: مسؤول ديوان ملاحظة ومتابعة الإعلام والصحافة الصينية والإعلام الاجتماعي الصيني والإسلام والمسلمين في #الصين في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين – الاردن.