الوطني والأممي في المسيرة الصينية
موقع الصين بعيون عربية ـ
شانغهاي ـ الأكاديمي مروان سوداح*
يلفت للانتباه على نحو خاص، تصريحات الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني ورئيس جمهورية الصين الشعبية الرفيق شي جين بينغ، الذي يقدم للصين والعالم إبداعات فكرية متواصلة، ليس أولها الاشتراكية بألوان وخصائص صينية، وليس آخرها ربط النهضة الوطنية الكبرى حصراً بإرشاد الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، والعمل على مسيرة تطويرها فكرياً وسياسياً واقتصادياً، بمعنى مرافقة النظرية للتطبيق في سياقات العمل الإبداعي العام، الذي يلمس منه تطوير نهضة الصين ومكانتها وحيوية الاندفاعة الصينية محلياً وعالمياً، فبناء قاعدة صلبة في الداخل يعني توافر هذه القاعدة على صعيد دولي يساهم في الارتقاء بمكانة الأمم لتتمكن من اللحاق بالقاطرة الصينية، التي هي اليوم مبادرة الحزام والطريق، العاملة على تحويل العالم سلمياً.
في كلمته خلال الاجتماع الختامي للدورة السنوية لأعلى هيئة تشريعية صينية، والذي حضره نحو 3000 نائب للمجلس الوطني الثالث عشر لنواب الشعب الصيني، قال الأمين شي جين بينغ، إن النهضة العظيمة للأمة الصينية لا يمكن أن تتحقق إلا عبر التمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية والعمل على تطويرها، وأكد أن الصين تتمتع بظروف تنموية جيدة وغير مسبوقة، لكنها تواجه في الوقت ذاته صعوبات وتحديات لا مثيل لها، لا سيّما على طريق الخطة العظيمة لتحقيق الانتصار الحاسم في إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، وإطلاق رحلة جديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة بشكل شامل أيضاً في سبيل تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية..
شرعت الصين بتحقيق الخطة أنفة الذكر، والتي وصفها “شي” بِـ”مسيرة كبرى جديدة”، لكنه أوضح ان السبيل امام الصين “ما زال طويلاً، غير أن الوقت ضيق ولا يسمح بالتهاون والتراخي… ولا يمكننا الركون إلى الواقع والتمتع بالرغد والرخاء ونسيان القلق..”
هذه التصريحات تشي بأن هنالك مخاطر جمة تواجه الصين سياسياً واقتصادياً، لهذا يدعو الأمين “شي” إلى “عدم نسيان الغاية الأصلية أبداً.. وضرورة استعادة متن الرسالة وألف باء الكفاح دائماً بجهد دؤوب من أجل خلق إنجازات مشرقة في العصر الجديد…
والملاحظ للعيان، أن تعهدات الامين “شي” باتّباع “إرشاد الماركسية اللينينية” و”فكر ماو تسي تونغ” ونظرية دنغ شياو بينغ وأفكار “التمثيلات الثلاثة” الهامة، ومفهوم التنمية العلمية وفكر الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، لم يسبق له مثيل في حقبة ما بعد المحرر والمؤسس “ماو”، ما يشير الى أن الصين تخطو للمرة الأولى خطوات واثقة لإعادة تأهيل المجتمع فكرياً، وتسليحه بعقيدة ثابتة لا تراجع عنها، من أجل ضمان تطبيق الاشتراكية على نمط صيني بمزيد من الإبداع، يتيح مزيداً من التقدم الملموس في ظل مزاحمة رأس المال الغربي، والصراعات الدولية الممتدة من حول الصين بخاصة في “الشرق الاوسط”، حيث يجري تكديس القوات الغربية لأحدث أسلحتها في الـ “هارد لاند” الأوراسية على حدود وتخوم الصين الجنوبية، وشحن الإرهابيين من سورية والعراق ومنظمات ربيعة قدير والدالاي لاما و”تركستان الشرقية” المزعومة، وهي مختبرات السي أي إيه، إلى غرب الصين، بقوى أمريكية وغربية، لإعاقة التقدم الصيني في مختلف المناحي، وبالتالي إفساح المجال لأمريكا للعب في ملاعب أوراسيا والبلدان العربية، ومنع وصول المبادرة الصينية إلى افريقيا.
يركز الامين “شي” على توفير حياة أكثر سهولة ورغادة لشعبه، وهو حق له وللشعب، فبدون ذلك لا يمكن للصين ضمان تقدمها في العالم، إذ أن ضرورة التمسك بالروح العملية والعملانية المتواصلة والتي تتمثل في ملفات التقدم المستقر بالفكرة التنموية الذهبية القائلة بجعل الشعب “أولوية” لكونه صانع الخيرات المادية والروحية وهدفها، إلى جانب العمل على مسيرة “الكفاح العظيم والمشروع العظيم والقضية العظيمة والحلم العظيم” سيضمن للصين التناغم المحلي الوطني والأممي العالمي، والإبداع الاشتراكي بدون تشنجات أو إعاقات، فالوصول إلى دور عالمي مفصلي للصين يتيح لها المشاركة في حل النزاعات الدولية، بل وأكثر من ذلك، فرض إرادتها المدعومة من جانب الشعوب وقوى السلام والخير في العالم لخلق عالم جديد.
…
*الاكاديمي #مروان #سوداح: رئيس #الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب اصدقاء (وحلفاء) #الصين.