الجنرال رومانينكو.. نحن في بيتك الصيني!
موقع الصين بعيون عربية ـ
شانغهاي ـ يلينا نيدوغينا*
أيَا خالي ألكسندر رومانينكو..
وأخيراً، وبعد طول انتظار، ها نحن في بيتك الصيني، في بكين وقويتشو وشنغهاي، حيث أنت كنت، وفي تلك البلاد الحليفة التي أنت حَميت بصدرك وارتديت أردية جيشها الجبّار، أنت ورفاقك الروس الجبابرة. يا مَن صِرتم إسماً وسلاحاً صينيين لسنوات وسنوات، فقد لبيّتم نداء الواجب الأممي، وانطلقتم بسلاحِكم الستاليني السوفييتي، وأوراحكم الروسية على أكفِكم، إلى حيث شمخ الزعيم العزيز ماو تسي تونغ العظيم، وإلى جانبه الجبل الشامخ جوزيف ستالين – القائد العظيم الذي أفتدى النصر بابنه، فكان قُدوة لكم وللعالم برمته.
لم نكن ننتظر هذا اليوم الذي دنا منّا فجأة فدنونا منه، فكّنا وفداً اتحادياً عربياَ، اتفق على لسان واحد للحديث مع الحزب الشيوعي الصيني، الذي رتّب لنا دعوة إستطلاعية تكريمية ولا أجمل ولا أشمل، لنتعرّف على هذه الدولة المترامية الأطراف والشاسعة المساحات وهذه القوميات ال56 المُتآلفة، ولتتفاهم العقول وتتآلف القلوب وتتجذر التحالفات في زمن الانتصارات.. زمن صعود النجم الصيني مُحيّر العُقول الذي بقي واستمر صاعداً منذ تحرير الصين ونهوض الامة الصينية.
أيَا خالي العظيم رفيق السلاح في كل البقاع والأصقاع: كم كنت أريد أن نكون سوياً أنت وأنا وعائلاتنا الكثيرة والكبيرة هنا في وطن الأمين العظيم شي جين بينغ، الذي تسنّم راية الحزب والدولة من الشعب الذي يؤمن به، والذي يسير معه ومن خلفه جَراراً وواثقاً بالنصر ومؤكداً عظمَة الصين وجبروتها. لكن حلف الخطوب وغدر الدهر وأنصار الجحيم، لم يُعطك زمناً كافياً ليتكاتف فيه الرفاق من جديدٍ كنا نتطلع إليه بعيون مِلؤها الأمل والرجاء.
في زمنك حيث كان اسمك صينياً بدلاً من الروسي، وزيّك العسكري كذلك كان خِيط في بلاد “هان” وبأيدي سيّداتها ومقاتِلاتها الصينيات المُفعمات بالحيوية.. أقول إن في زمنك ذاك لم تكن مثل هذه التسهيلات التي قُدّمت لنا وأتحفتنا بها “بلاد هان” لنتعرف على بلاد الصين، فقد كان زمنك زمناً حربياً لا دقيقة واحدة فيه للمتعة والراحة، إذ كانت الشهادة على بُعدِ “رَمية رُمّانة”، وكانت القذائف تتفجّر مدوية وصاعقة من حولك ومن حول رفاقك الروس والصينيين، فإبليس كَمَن آنذاك في كل مكان، واختبأ خلال عدة سنوات عجاف وراء كل صخرة وشجرة، وفي قرار كل حفرة حفرتها قذيفة مدفع أو قنبلة طائرة حربية صهيونية، فقد كان “الكيان الصهيوني” الغاصب وعصاباته التي أسست “جيشاً!” على طراز أوروبي غربي احتلالي واقتلاعي قد أرسلها إلى شرقي آسيا، ليتدرب “طياروه” بها على قنص الصينيين والروس والكوريين، تمهيداً لِـ “قنص مهني” للعرب المسالمين في فلسطين والبلدان المجاورة لها في معارك قادمات معهم (فكان ذلك في 1956 و1967)، لكنّكم حوّلّتم نهارهم العدواني إلى ليل دامعِ لهمُ وطويل، وليلهم إلى مَقبرة ابتلعت جَحافلهم بعدما عملتم على “قنصهم” بمدافعكم التي احترّت من شدّة قذفكم لقذائف اصطبغت بالأحمر القاني في سوح المعارك الفاصلات.
قدوتي وجنرالي رومانينكو!
أنت لم تستسلم للعدو لحظة واحدة في حياتك، فالنصر كان حليفك دوماً وأبداً، فبعدما حرّرتم شرقي أوروبا من العدو العالمي، دخلت مع الجيش الأحمر إلى برلين الفاشية سوياً مع عمي البطل الآخر الضابط الكبير فالوديا، لتنتقموا يداً بيد للأمهات الروسية الثكالى وإعدام الأطفال نازياً بالجُملة، وتحوّلتم بأمر من قيادة القوات إلى جبهات أخرى كان منها الشرق الآسيوي، لإنقاذ الكوريين تحت علم جمهورية الصين الشعبية الحليفة، حين التقى الزعيمان العملاقان ماوتسي تونغ وكيم إيل سونغ على ضرورة إلحاق هزيمة أبدية بالعدو الدولي.
وبرغم خسائر الدولة الصينية الاشتراكية لملايين الشهداء في حرب استمرت لمدة ثلاث سنوات جهنمية (1950-1953م)، وخسائر أخرى كبيرة تكبدها الشعب السوفييتي والدولة السوفييتية في حرب عالمية غير معلنة لحماية الحلف الجديد، إلا أنك وصَحبك الأمميين لقّنتم العدو العالمي دروساً لم ولن يَنساها للآن، حين يزبد ترامب ويتوّعد بكلمات جوفاء وسواعد خرقاء بأنه سيضرب ويحاصر، فيتكشّف تكسّر ذلك على صخرة صمود أحفادكم وأحفاد أحفادكم، الذين ينقلون راية نصركم من جيل إلى آخر، وليكون هذا النصر حليفكم برايته الخفاقة لعشرات السنين القادمات.
فإلى روحيكما الطاهرة والوثابة أبداً، أنت رومانينكو.. وأنت فالوديا.. محبتي وإخلاصي لرسالتيكما الإنسانية، وها أنا أنقل وصيتكما النضالية إلى شعب الصين الصديق ومؤسسات دولة الصين الحليفة التي لن تنساكما أيها الأبطال أبداً..
…
*#يلينا_نيدوغينا، رئيسة تحرير الملحق #الروسي، وعضو مؤسس وقيادي في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحلفاء) #الصين.
مقالة من القلب عن كريات نضالية لا تنسى ابداً
مقالة من القلب عن ذكريات نضالية لا تنسى ابداً