بكين.. عاصمة السلام الدولي
موقع الصين بعيون عربية ـ
عبد السلام الفارس*:
من لا يعرف الصين التي تشغل مساحة استراتيجية كبيرة في آسيا؟
تقع الصين في شرقي هذه القارة على الشاطئ الغربي للمحيط الهادىء، وتبلغ مساحتها 9 ملايين و600 ألف كيلومتر مربع، وهي ثالث أكبر دولة من حيث المساحة على مستوى العالم. وتحيط بالصين 14 دولة، ولها أطول حدود برية مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.
الصين هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إذ تبلغ مساهمتها في نمو الاقتصاد العالمي نحو 30%، وعاصمتها هي بكين (Beijing)، التي استقبلتنا نحن وفد الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين – صاعد – بدعوة رسمية كريمة ورفيعة المستوى، أشرفت عليها قيادتها الحزبية النابهة التي أكد استقبالها الحافل لنا كرم الصين والصينيين، واهتمام الصين الأرفع قيادة حزبية ودولتية وشعباً بضيوفهم، ولهذا الأمر أبعاده الصينية والعربية والعالمية والثقافية والحضارية الأرفع.
كانت محطتنا الصينية الأولى في بكين التي هي العاصمة السياسية للصين، بينما شنغهاي هي العاصمة الاقتصادية. وبكين تواصل العمل الدؤوب منذ قفزتها الثانية، منذ أربعين سنة، مع مختلف دول وشعوب العالم، لإحلال السلام الناجز والشامل في الكرة الأرضية.
في هذه العاصمة الضاربة جذورها في أعماق التاريخ والعلاقات مع العرب، تشعر بالوئام والراحة والاطمئنان والسكينة، وخاصة وانت ترى الوفود المختلفة التي تتقاطر عليها من دول كثيرة، بهدف عقد المفاوضات أو الاتفاقيات الدولية التي تسعى لتمكين السلام على وجه كل البسيطة، فالسلام شعار مركزي رفعه الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ وأعضاء المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الباني، بالإضافة الى شعار بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية الذي يرتبط بشعار السلام بأشد الروابط التي لا فكاك منها وعنها.
وتعتبر شعارات السلام والمصير والمنتج المشترك للصين والعالم مشروعاً دولياً يرعاه الأمين شي، إلى ذلك هو مفصلي للصين، حيث تسمع عنه في كل مكان وليس في المحاضرات فحسب. الأمين شي يُعبّر كثيراً عن اهتمامه بالسلام والنمو المشترك للبشرية، لذلك أطلق مبادرته الشهيرة التي هي التنمية السلمية والالتزام باستراتيجية الانفتاح والفوز المشترك للبشرية. وجمهورية الصين الشعبية لا تطمح إلى فرض الهيمنة على أحد، وإنما تطمح إلى حفظ السلام الدولي والحفاظ على النظام الدولي من خلال احترام وتطبيق قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية على جميع الأعضاء دون استثناء، في إطار إحترام مبدأ وسيادة القانون الدولي والقانون الإنساني، ووفقاً لهذين المبدأين اللذين تتبناهما جمهورية الصين الشعبية، فقد استقبلت بكين الرئيس الكوري الديموقراطية كيم جونغ وون في أول زيارة رسمية له إلى الصين وإلى خارج بلاده، لإجراء المباحثات والمشاورات العميقة مع القيادة الصينية الحكيمة.
لقد كنا ما نزال في ضيافة القيادة الصينية حين زار الأمين/ الرئيس كيم جونغ وون الصين، وشاهدنا اهتمام وسائل الإعلام الصينية بهذا الحدث الكبير والمفصلي والمهم جداً، وهو أمر سرّنا كثيراً لكون اللقاء يعمل على تعزيز لَبِنات السلام الآسيوي والعالمي وتمكينها، وشمولها بالتالي عالمنا العربي في آسيا وافريقيا.
في بكين العاصمة السياسية والفكرية للصين، انعقدت عدة جلسات للحوار والعصف الفكري بين أعضاء الوفد الإتحادي الدولي والقادة والمفكرين الصينيين لتعريف أعضاء وفد الإتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين بالمتغيرات الجديدة التي انبثقت عن المؤتمر الوطني التاسع عشر فيما يتعلق بمفهوم الاشتراكية ذات الخصائص الصينية أو ما يُفضل ويُحب المفكرون والقادة الصينيون تسميته “بالعصر الجديد” الذي يهدف إلى تحديث مفهوم الاشتراكية، وتحديث النهضة الصينية الجديدة التي تؤدي إلى تطور شامل للإنسان ورخاء شامل للشعب، وتحسين منظومة الحكم في الدولة الصينية، لناحية أن تصبح دولة يُعزّز القانون حكمه فيها ضمن حوكمة شاملة. ومن الأهداف التي تسعى القيادة الصينية إلى تحقيقها في العهد الجديد، تقوية جيش الشعب الصيني. ويحظى هذا الأمر باهتمام وتوجيهات الحزب والقيادة في جمهورية الصين الشعبية، لتصبح الدولة قادرة على كسب المعارك الاقتصادية والسياسية والعسكرية على صعيد كوني إن حدثت، وليحتل الجيش مرتبة متقدمة على مستوى العالم من ناحية الكفاءة والجهوزية القتالية والانضباطية العالية ونوعية التسلّح الحديثة والاستعداد للدفاع عن الأمة الصينية في كل الأوقات والأماكن، وهو حق مطلق للصين.
كذلك، تحوز قضية مكافحة الفساد على اهتمام بالغ لدى القيادة الصينية، وعلى رأسها رئيس جمهورية الصين الشعبية شين جين بينغ، الذي يعمل بشكل دؤوب على تحديث الإدارة وتطويرها والتحلي بالشجاعة والصرامة لمحاسبة كل من يقوم بمخالفة أنظمة الحزب وقوانينه، مهما كانت رتبته أو درجته الوظيفة، فقد تم محاسبة الكثيرين في قضايا تندرج تحت بند الفساد، فتم تقديم جميع مرتكبيها إلى المحاكمة.
كما قام وفد “الاتحاد الدولي” الذي ينتمي لعدة بلدان عربية بالعديد من الزيارت الميدانية المهمة، منها زيارة ميدانية الى مركز ريادة الأعمال في العاصمة بكين، وهدفت الزيارة إلى الاطلاع على اهتمام ورعاية الدولة والقيادة الصينية من خلال الانفتاح على رعاية الأعمال الريادية ودعم قطاع الشباب الذي يسهم كثيراً في تطور هذا النوع من الريادة، وتحقيق الإنجازات العظيمة في مدة زمنية وجيزة، وتوليد بعض هذه الشركات قيمة سوقية تفوق المليار دولار، وهذا يثبت أن جمهورية الصين الشعبية دولة تسير على طريق التخطيط المنظم والمنفتح في الوقت نفسه، وضمن صرامة الإدارة والإنتاج والتوزيع المرفقة بالحركية النوعية، لتحقيق الأهداف المرسومة بدقة من لدن القائد الحكيم للصين.
وفي مقال آخر سأتحدث عن المحطة الثانية المهمة خلال زيارتنا لجمهورية الصين الشعبية، وهي مقاطعة قويتشو (Guizhou) –.
…
*عبد السلام عثمان محمد الفارس: كاتب و إعلامي وصديق قديم للصين، وخريج تخصص صحافة وإعلام من جامعة اليرموك – الاردن.