الصين تحقق فائضا تجاريا على أمريكا فى الربع الأول من العام
يبدو أن خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الحمائية للاقتصاد لم تحقق أهدافها المرجوة، فرغم محاولاتها فى تطبيق فكرة أمريكا أولا، وفرض رسوم جمركية على ورادات الصين لبلاده إلا أن الفائض التجارى بين الصين وأمريكا حقق تقدما لصالح الصين.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية “أف ب” سجل الفائض التجارى الصينى مع الولايات المتحدة، زيادة بلغت 19.4% فى الربع الأول من 2018 بالمعدل السنوى، وفق بيانات تم نشرها أمس الجمعة، مع تنامى التوتر بين أكبر قوتين اقتصاديتين فى العالم.
وارتفعت الصادرات إلى الولايات المتحدة بمعدل 14.8% سنويا، فيما زادت الواردات من أمريكا للصين بنسبة 8.9 %.
وبينما كانت الصين تزيد من صادراتها ومبيعاتها لأمريكا فالعجز فى ميزانها التجارى مع بقية الدول وصل قيمته 9.8 إلى بليون دولار فى الربع الأول من العام.
وكان الميزان التجارى قد ربح لصالح الصين فى التقارير التى ظهرت الشهر الماضى،وارتفعت الصادرات بنسبة 44.5 % هذا العام مقارنة بالعام السابق، وهذا الرقم يفوق توقعات الاقتصاديين التى كانت 13.6 %.
زيادة صادرات الصين لم تكن متوقعة بسبب الحرب التجارية بين الجانبين، فالصادرات والواردات زادوا بمعدل الضعف مبكرا هذا العام.
وفى مارس الماضى حدث عجز بسيط فى الميزان التجارى، وأرجع محللين ذلك إلى عوامل موسمية متعلقة بالإجازات وقالوا أنه من المبكر تسمية هذا توجه.
وبحسب رويترز فسينجح مصدرى الصين فى أقلمة أنفسهم على الإجراءات العقابية الخاصة بالرسوم الجمركية عليهم، وتم تحديد العجز التجارى بين الصين وأمريكا ووصل فى مارس لـ15.4 بليون بعد أن كانت 21 بليون فى فبراير ومازالت أعلى بنسبة 18% من مارس 2017.
وزادت معدل صادرات الالومنيوم فى مارس لأعلى مستوياتها بعد أن فرضت أمريكا رسوم جمركية على واردت الحديد والألومنيوم.
ارتفعت ورادات الصين بنسبة %14.4 عكس التوقعات فالطلب المحلى الصينى ربما مازال قويا كفاية لتخفيف الضربة من الصدمات التجارية، وتوقع الخبراء زيادة نسبة الواردات بنسبة 10% فى مارس.
ربما تواجه الصين عجز تجارى أيضا غير متوقع بقيمة 4.98 بليون دولار للشهر، ولكن هذه السقطات تعتبر ليست جديدة عليها التى تواجهها دوما بسبب الإجازات.
وعلى الجانب الآخر قال المتحدث باسم مكتب الجمارك هوانج سونجبنج فى تصريحات صحفية بحسب وكالة الأنباء الفرنسية “نحن لا نسعى إلى ميزان تجارى يميل لصالح الصين.. السوق هى التى تحدد الوضع الحالى للشؤون التجارية، نأمل أن تتحلى الولايات المتحدة بالصبر، وتستمع لصوت العقل والمنطق حول مسائل الميزان التجارى”، مؤكدا أن الصين لا تبتغى حربا تجارية مع الولايات المتحدة: “نحن نؤمن بأن هذه الخلافات التجارية لا تخدم مصالح الصين ولا مصالح الولايات المتحدة”.
كما ارتفعت المبادلات التجارية بين الجانبين 13% خلال الربع الأول وفق البيانات الصينية، لكن من غير المتوقع أن تظهر الخلافات التجارية الأخيرة فى البيانات.
وفرض كل طرف رسوماً جمركية على سلع بقيمة 3 مليارات دولار حتى الآن، لكن الولايات المتحدة هددت بفرض رسوم على المزيد من المنتجات، وتعهدت الصين بالرد.
استهدفت الولايات المتحدة الصلب والألمنيوم، بينما استهدفت الصين لحم الخنزير والخمر، بين عدد كبير من المنتجات الأميركية الأخرى.
أسئلة كثيرة تطرح هنا فهل ستنجح الصين فى الحفاظ على تحقيق فائض تجارى لصالحها وتقلل العجز فى الميزان التجارى، رغم الإجراءات التى تتخذها أمريكا ضدها والرسوم الجمركية عالية القيمة.