بوآو للارتقاء بقدرات الدول والشعوب
موقع الصين بعيون عربية ـ
فيصل ناصيف عبد الرحمن صالح*
يُعتبر مؤتمر بوآو دولي بامتياز بسبب التمثيل العالمي الشامل فيه، فقد وصل عدد الدول التي شاركت في أعماله قبل أيام قليلة من هذا العام أكثر من مئة دولة من مختلف القارات، بالإضافة إلى عدد كبير من المنظمات الدولية والإقليمية ذات التخصصات والتمثيلات لمختلفة.
ولأن بوآو واحد من أهم المنظمات الدولية التي تعنى أساساً بالاقتصاد وقضاياه ومشاكله والقوى التي تلعب في ملعبه، فهو أيضاً قِوام من الوزن الثقيل، ذلك لأنه يتطرّق للفضاءات السياسية والتعاون الثقافي والعلاقات الحضارية بين الدول والشعوب باعتبارها مدخلا جبرياً وأهم للارتقاء بمستوى الشعوب والدول وتطويرها، ما يتناسب وطموحاتها والأوضاع الاقليمية والدولية التي تتعامل معها وتتأثر بها وتؤثر فيها.
انعقد المؤتمر بواو لهذا العام لعدة أيام في بلدة بوآو الصينية في إقليم هاينان في أقصى جنوب الصين، الذي يعتبر منطقة دافئة ومناسبة لجمعٍ عددٍ كبيرٍ من قادة ومسؤولي أسيا والعالم، وبالذات في مدينة بوآو التابعة لمحافظة هاينان (هاي نن). وكان شعار المؤتمر “آسيا المنفتحة والمُبدعة لبلوغ نجاحات عالمية عظمى”.
ويعتبر منتدي بواو من أهم الاجتماعات الاقتصادية الآسيوية، وقد تأسـس في العام 2001 في المدينة التي سمّي باسمها، وصار منذ لحظة انعقاده الأولى قوياً بعلاقاته وصرحه الذي جمع عقول العالم وفلاسفته وقواه الإنتاجية للوصول إلى حلول ناجعة للمشاكل التي تؤرق البشرية من خلال الاقتصاد أساسا.
في بوآو الصيني كانت فرصة مؤاتية للعالم للحديث بتعمّق عن مبادرة الرئيس شي جين بينغ (الحزام والطريق) التاريخية التي أصبحت منفعة عامة للجميع حول العالم. وها هي تفتح نوافذ وأبواباً جديدة لتسهم في تحقيق المساواة الاقتصادية والاجتماعية في عالمٍ غير متساوٍ ويعج بآليات هضم حقوق البشر. لذلك من حق الصين طرح مبادرتها هذه على الجميع في بوآو وفي غيره من المنتديات والمؤتمرات تسريعاً لتطبيق العدالة التي ينتظرها الناس من الصين، وقد غدا بوآو في هذا منتدى القضية الاستراتيجية الأساسية للبشرية للنفع الشامل وللربح للطرفين: الربح للصين والربح لدول العالم، ولجلب الازدهار للكل ليكون تحصيلاً جماعياً.
ولعمري فإن هذه الأهداف لا يمكن تطبيقها سوى بتنامي قوة الصين الاقتصادية وتأثيرها المعنوي وتعزيز صورتها الأممية النافعة للبشر وحياتهم اليومية ومستقبل أبنائهم، فقدرة الصين تعني رخاءً للعالم النامي الذي يُشكّل الآن غالبية البشرية، إذ ان هذه الغالبية تتوسع بدون توقّف وتضم لنفسها المزيد من المحرومين، بسبب آليات الإغتناء الرأسمالي الجشع على حساب الفقراء والقوى العاملة في مختلف المجتمعات الضعيفة إقتصادياً وسياسياً.
زد على ذلك، تعمل الصين على تعزيز قدراتها في البنك الآسيوي لاستثمارات البُنية التحتية الذي يؤدي إلى تعزيز مبادرة الحزام والطريق لاستكمال الجهد التنموي والازدهار الاقليمي في وقت واحد ومتزامن، ليصاحبه تنمية وازدهار قاري آسيوي ومن بعد آسيا عالمي.
قال الزعيم “شي جين بينغ” في مؤتمر بوآو إن مبادرة الحزام والطريق هي فكرة صينية، ولكن فرصها وعوائدها ستصب في صالح العالم بكل قاراته ومجتمعاته، فـ “ليس لدى الصين أيّة حسابات جيوسياسية، وهي لا تسعى إلى تكوين تكتلات إقصائية، ولا تفرض إتفاقيات تجارية على الآخرين”، لكنها تعمل ضمن الوقائع المتوافرة والفرص المُتاحة لتعظيم الأعمال وانعكاساتها على البلدان والشعوب في كل مكان.
…
#فيصل_ناصيف_عبدالرحمن_صالح: خبير #تصوير محترف ومصوّر إعلامي مُعتمد وخاص بالإتحاد #الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب #العرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين، وكاتب، ومتخصص بفنون #نباتات الـ”#بونساي” والبيئة والانسان.