بعد 40 عاماً.. الاشتراكية والصين
موقع الصين بعيون عربية ـ
عبد الإله جبر سلمان*:
خلال العقود الماضية، والتي امتدت من قيام ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى في روسيا، ونشوء النظام الاشتراكي، وقيام منظومة الدول الاشتراكية بعد الحرب العالمية الثانية، وكذلك بعد حرب التحرير الشعبية في الصين بقيادة الحزب الشيوعي الصيني، وعلى رأسه الرفيق ماوتسي تونغ، لوحظ أن في تلك البلدان ساد نمط معين من الفكر الاشتراكي سادته الرتابة في أغلب الأوقات.
نستطيع القول إن العالم الرأسمالي الجشع كان يبتكر وسائل الجشع وفي خطين متوازين، الأول وسيلة جمع أكبر قدر من الأموال وسلب الشعوب ثرواتها، والخط الثاني هو الحرب الاقتصادية الشعواء على العالم الاشتراكي مستغلا التقدم التقني ووفرة الأموال في الغرب.
بينما كانت منظومة الدول الاشتراكية تناضل في سبيل بناء نظام يضمن العدالة للجميع بلا خاسر، أي الكل رابح وفق المفهوم الاشتراكي. ولكن ـ للأسف ـ لم تكن هناك مبادرات تساهم في تحريك الفكر الاشتراكي ليحقق الأهداف المرجوّة منه، لبناء مجتمعات خالية من التفاوت الطبقي ولتحقيق إنجاز يرقى إلى ما أنجزه العالم الرأسمالي من تقدم تقني وصناعي، حيث كانت الفجوة واسعة. بالرغم من أنه تم إنجاز مراحل علمية في بعض المجالات، إلا ان الفرق يظل واضحاً، وهذا ما انتبهت إليه القيادة الصينية قبل أربعة عقود.
لذلك، تم هناك في الصين اتخاذ القرار الأكثر جرأة في تاريخ الدولة الصينية: إنه قرار عملية الإصلاح والانفتاح وبدء مرحلة الاشتراكية بخائص صينية والمباشرة بإصلاح كافة أجهزة الدولة والحزب، وصولاً لقيادة سياسة الانفتاح على العالم، فإحداث تقدم صناعي ومالي واقتصادي لتتبوأ الصين مركزها الاقتصادي الأرفع في العالم.
قبل أربعين عاماً، في مثل هذه الأيام، قاد الحزب الشيوعي الصيني تلك المعركة، التي تكللت بالنجاح. واليوم تعتبر الصين ثاني أقوى اقتصاد بالعالم والأول الأكثر تصديرأ، بفضل تلك السياسة التي قادها الرفيق شي جين بينغ. واليوم نلاحظ ثمارها، حيث انعكست على قطاعات الشعب الصيني كافة والبنية التحتية للدولة الصينية، وعلى الصُعد المالية والاقتصادية والاجتماعية، وقطاع الإسكان والمواصلات وزيادة معدل مستوى دخل الفرد وانحسار الفقر إلى درجات أدنى، وتقليص نسبة البطالة وزيادة فرص الوظائف.
هذه كلها أنجزت بفضل الرؤية الجديدة للاشتراكية بخصائص صينية، حيث قام الحزب الشيوعي الصيني بإطلاق العنان للقطاعات كافة، وتحرير العقل الشيوعي الصيني من النظريات الجامدة، واليوم شاهدنا أن الصين تعيش تجربة عظيمة ورائدة: اشتراكية بخصائص صينية.
ويمكن أن نستخلص القول بأن الاشتراكية هي الرفاه والرخاء والقضاء على الفقر بشكل نهائي. والصين بفضل هذه السياسة الاقتصادية تمتلك فائضاً نقدياً ضخماً سوف يمكّنها من انجاز مشروع الطريق والحزام، والاستمرار بتحقيق فائض تجاري مقابل أقوى الاقتصادات في العالم.
تحية حارة واحتراماً للصين أميناً عاماً ودولة وشعباً بمناسبة الذكرى الأربعين المجيدة لانطلاق سياسة الاصلاح والانفتاح بقيادة الرفيق شي جين بينغ العظيم حقاً.
…
* عبد الإله جبر سلمان : عضو “المجموعة الرئاسية العراقية الاولى/ الاول من اكتوبر 2016، الذكرى 67 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية”.
ـ عضو سابق في اتحاد الطلبة للحزب الشيوعي العراقي. عمل ضمن تنظيمات إتحاد الشبيبة الديمقراطي. مارس العمل ضمن تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي. له مقالات أدبية في صحف عديدة. متابع للعمل الادبي والثقافي والصحفي في محافظة البصرة. عضواً ناشط في منظمات المجتمع المدني.