الشكل الجديد للعلاقات بين الاحزاب في الاشتراكية بالصين
موقع الصين بعيون عربية ـ
الشيخ محمد حسن التويمي*:
كان وصف الزعيم العظيم شي جينبينغ، الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني ورئيس جمهورية الصين الشعبية طبيعة العلاقات الجديدة بين الأحزاب في الدولة الصينية، والذي أطلق عليه عنوان هو “نظام التعاون متعدد الأحزاب والمشاورات السياسية بقيادة الحزب الشيوعي الصيني”، على أنه “إسهام عظيم للحضارة السياسية للبشرية”، وقع كبير وتوسع متواصل لدراسته في العالم، ذلك أنه لم يَسبق لأي زعيم عالمي ولا حتى لزعيم في قارة ما أو أقليم بحد ذاته، أن صرّح بمثل هذا التصريح الذي يُولي العلاقات الحزبية الجماعية والفاضلة كامل اهتمامه ورعايته، ضمن نظام الدولة التعدّدي والاشتراكي بقسماته اللونية الصينية.
وليس هذا فحسب، بل واتصالاً مع ذلك أعلن الزعيم “شي” ضمن هذا التصريح الهام والمدوي والدولي، عن أن الاحزاب والعلاقات الجديدة فيما بينها تُشكّل النظام الحزبي الصيني، الذي هو شكل جديد لم يَسبق له مثيل بجوهر بنائه وعلاقاته، فهو إضافة نوعية للحضارة الانسانية، ونفهم من ذلك أيضاً بأن هذا النظام يُضيف القسمات والجوهر الجديد على طبيعة العلاقات القائمة ما بين الأحزاب السياسية في العالم، لينسجم العنوان مع المضمون وبالتالي النتائج المرجوة.
وللمرة الأولى يَحث زعيم صيني المفكرين في البلد الصيني على ضرب المَثل في تدعيم القيم الأساسية للاشتراكية، ويدعو منظمات الصينيين العائدين من الخارج إلى توحيد وحشد الصينيين هناك حيث هم في الغربة، وهو تطور ملحوظ في الخطاب الصيني للأمة لإجراء نقلة لانخراط الصينيين في الخارج بتوحيد جهودهم مع الشعب في الداخل، في الوطن، لبلوغ الأهداف المرسومة للصين في مختلف النطاقات.
وفي أفضليات نظام التعاون متعدّد الأحزاب والمشاورات السياسية تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني نقرأ النقاط الهامة التالية، فهو: 1/يُرسّخ قيادة الحزب الشيوعي الصيني والديمقراطية الاشتراكية الصينية؛ 2/ التي تتسم بالمشاورات السياسية الفاعلة؛ و 3/ وتدفع إلى المشاركة الفعلية في مناقشة شؤون الدولة وممارسة الرقابة الديمقراطية فعلاً.
القائد “شي” الذي يَشغل أيضاً منصب أمين عام اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، قال خلال حضور جلسة مناقشة مشتركة مع مستشارين سياسيين من حزبين غير شيوعيين وآخرين بدون انتماءات حزبية وغيرهم من مجتمع الصينيين العائدين من الخارج، خلال الدورة الأولى للمجلس الوطني الـ13 للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، إن هذه العلاقات الحزبية هي “نوع جديد من النظام الحزبي يَنبت من أرض الصين..”..
في جوهر النظام الحزبي الصيني، دمج فاعل للنظريات السياسية الحزبية المعتمدة مع واقع الصين وتطلعاتها وبنائيتها، وهو يمثل بشكل حقيقي وشامل وعلى المدى الطويل المصالح الأساسية لطبقات وفئات الشعب والمجموعات القومية الصينية كافة، ويفي بتطلعاتهم على اختلافها، وبذلك هو يتجنب عيوب النظام الحزبي القديم، الذي كان يمثل فقط قلّة مختارة أو المصالح الثابتة والحصرية للأحزاب، لكن النظام الآخر الجديد فإنه يوحّد كل الأحزاب السياسية والأفراد غير المنتمين لأحزاب حول هدف مشترك، وبذلك يعمل بشكل فعّال على المَنع الفّعال لعيوب غياب الإشراف في نظام الحزب الواحد أو تناوب السلطة والتنافس المشين وغير الهادف بين الأحزاب السياسية المتعددة.
ـ في كُنه النظام الحزبي الجديد، كما نفهم من تصريحات الأمين “ِشي”، أنه نظام جديد، لماذا:
1/لأنه يجمع الأفكار والمقترحات من خلال ترتيبات حزمية مؤسسية وإجرائية وموحدة المعايير؛
2/ يُطوّر آلية صنع قرارات علمية وديمقراطية؛
3/ يبتعد تماماً عن نقطة ضعف أخرى في النظام الحزبي القديم، حيث تـَمزُّقُ عملية صنع القرار والحوكمة، المقيَّدة بمصالح الأحزاب السياسية المختلفة، وكذا الطبقات والمناطق والمجموعات، التي تؤدي بدورها إلى تمزّق المجتمع وفقاً للقائد.
4/ يُفعل النظام الحزبي الجديد قضية ملاءمة الواقع الصيني والثقافة التقليدية الجيدة، ولهذا فإن النظام الحزبي الصيني هو “إسهام عظيم في الحضارة السياسية للبشرية”، وفقاً لما قال الأمين “شي”، الذي أكد أن تدعيم قيادة الحزب الشيوعي الصيني لا يَعني الابتعاد عن الديمقراطية، ولكنها تهدف إلى خلق ديمقراطية أوسع وأكثر فاعلية.
ـ ـ إذن، النظام الحزبي الجديد يتّسم بالتالي:
1/ ترسيخ الديمقراطية الجماعية في العمل بين الأحزاب بقيادة الحزب الشيوعي المُحرّر للصين والذي عمل على استقلالها وبنائها وازدهارها.
2/ الديمقراطية الحزبية هي ديمقراطية الاشتراكية بالألوان الصينية والأهداف والمرامي والفهم الصيني للديمقراطية الحزبية.
3/ تخلق هذه العلاقات وطبيعتها ديمقراطية أوسع وأعمق وأشمل وتكون فاعلة في مجالات الحياة المختلفة.
4/ تشمل الرعاية الديمقراطية الاشتراكية الصينية أفراد ومؤسسات المجتمع كافة ولا تقف حكراً عند أحد ولا تصب ثمارها لمصلحته.
5/ تتحوّل الأحزاب بالتالي في الصين إلى رافعة حقيقية وواقعية لمزيد من إحراز نجاحات ملموسة في مجال الانتاج الوطني فكراً وسلعياً، مادياً وروحياً، وتنأى بنفسها جانباً عن الصغائر لمصلحة القضايا الكبرى التي تنتظر الحل في الصين لأجل مزيدٍ من عظمة الدولة والشعب بقيادة الحزب الباني والرائد.
6/ تعترف الديمقراطية والعلاقات الحزبية الجديدة بإسهامات الأحزاب غير الشيوعية، والأفراد الذين هم لا ينتمون إلى أية أحزاب، وبدورهم هم بالذات في تعزيز الثقة في الطريق المشترك والنظرية والنظام والثقافة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وتوطيد التوجه السياسي والعرض الفعّال لمقترحاتهم، ولأجل تفعيل عمل الأحزاب غير الشيوعية، أكد القائد “شي”، أن على هذه الاحزاب والأفراد بدون انتماءات حزبية: العمل بصفة مستشارين ومساعدين وزملاء جيدين للحزب الشيوعي الصيني، ولأجل تحسين متواصل لقدراتهم على التشاور.
إننا كإتحاد دولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) الصين، لسنا حزباً سياسياً ولا تنظيماً جماهيرياً، ولا نسعى للمشاركة في الحُكم ولا للإدلاء برأينا في قضايا مطلبية أو خلافات وطنية أو عربية أو دولية ما، ولا ل نطمح في جوهر نشاطنا ونظامنا الداخلي إلى توفير أي ملمح لسعينا إلى الشعبية والجماهيرية بمفهومهما الواسع والحزبي. فأهدافنا وعملنا وجوهره، أساليبه ومراميه وتكتيكاته، خطابه العام ولغته الفكرية والسياسية وطبيعة الأعضاء وحياتهم الداخلية في “الاتحاد الدولي”، تؤكد بأننا لسنا جهة حزبية، ولا يمكن أن نكون كذلك بسبب طبيعة عملنا الذي يتركّز على الإعلام ومؤسساته وجذب أصدقاء كُثر للصين من مختلف التلاوين السياسية، ولجمعهم في بوتقة العلاقات الاستراتيجية مع الصين، ولتعميق الصداقة الفاعلة وإرساء التحالف الحقيقي مع الحزب القائد لجمهورية الصين الشعبية ومع الدولة الصينية نفسها، وما بين شعوبنا والشعب الصيني الصديق.
لكن هذا كله لا يَعني أننا بعيدون كاتحاد وأعضاء اتحاد عن الأجواء الحزبية. فالكثيرين من أعضاء الاتحاد هم حالياً أعضاء في أحزاب منها شيوعية عربية ومنها إسلامية، أو أنهم شيوعيون سابقون على مِثال رئيس الاتحاد الدولي ونائبه الثاني، وقد اكتسبوا جميعاً خبراتهم في نشاطهم الحزبي خلال عشرات السنين السابقة، حين كانوا خلاله منظمين وأيديولوجيين، وهذا لا يعني نقل النظام الحزبي للاتحاد، بل الاستفادة منه وتوظيفه لأجل إقامة اتحاد دولي فاعل، ويستطيع ويتمكن من إرساء تحالف حقيقي للعالم العربي والأمة العربية وجميع الناطقين بالضاد مع الصين وحزبها القائد، التي نُدلي برأينا في قضاياها وأفكاره، ونؤيّدها، ونود أن يستفيد منها شعبنا العربي إلى أقصى حد، لأن أفكار زعيم الصين الحكيم “شي جين بينغ” وتوجهات حزبها هي أيضاً عملية وواقعية ومتناغمة وتنسجم في خطوطها العريضة مع مصالح العرب والعالم، وهي كذلك دقيقة الصياغة وانعكاس للواقع الصيني، ويمكنها أن تصبح نافعة وخادمة لأهداف المجتمعات العربية، ولبناء دول عربية تستند للحوكمة والقوانين الدولية وتحالف الإنسان مع أخيه الإنسان من خلال الإنسانية، وليس من خلال العمل الحزبي فحسب، ولأن الأفكار الصينية سلمية وإنسانية، وها هي تُطرح أمام العالم بشخصية الأمين العام للحزب ورئيس الدولة الصينية الشعبية نفسه، لتأخذ منها البشرية ما تشاء وما يوافقها، وهي أفكار تدعو إلى عالم بلا مصائب وبدون حروب أو نزاعات، قد تعود غالبية أسبابها الى الاقتصاد والشرخ الطبقي في المجتمعات وانعدام وجود رؤية لدى غالبية العرب لتغيير المجتمعات الفقيرة والنامية إلى أُخرى متطورة وتحكمها الحوكمة والرؤى الرشيدة كما في الصين.. فالحروب والتوسّعات أسبابها اقتصادية ويتضرر منها الفقراء والمُعدمون والأمم الضعيفة والصغيرة والمتوسطة، وهذه جميعاً في حاجة ماسّة إلى حليف شريف هو الصين واكتساب الخبرات الاجتماعية والاقتصادية منها، وإضافة إلى ذلك اكتساب خبرات الأعمال الحزبية وأهداف الأحزاب الأنفع والتي يجب أن تكون خادمة للمجتمع فكراً وواقعاً مادياً وروحياً.
…
#الشيخ محمد حسن التويمي: مسؤول متابعة الإعلام والصحافة الصينية والإعلام الاجتماعي الصيني والإسلام والمسلمين في #الصين في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) الصين – الاردن.
مقالة جميلة جدا جدا شيخنا الجليل وهي تعطي الصين حقها الفكري والسياسي