شركات ناشئة في الصين لفض العلاقات العاطفية خارج الزواج
بعض الأشخاص يجلسون معا ويتحدثون مثل جيران أو زملاء أو عاملين في الحي السكني مع ما يعرف في الصين بـ “شياوسان”حرفيا “الثالث(ة) الصغير(ة)”، وهي كلمة تعني عشيقة الرجل المتزوج أو عشيق المرأة المتزوجة، لمعالجة مشاكل الطرفين خارج نطاق الزواج. تبدو هذه القصة وكأنها سيناريو لفيلم سينمائي، لكنها خدمة أصبحت منتشرة على نطاق واسع في الصين. ويطلق على الأشخاص الذين يقدمون هذه الخدمة إسم “المقنعون”.
تشو لايفى هو مؤسس وكالة لإستشارات الزواج، مقرها في تشانغتشو التابعة لمقاطعة جيانغسو شرقي الصين. تحدث في حوار مع صحيفة “غلوبال تايمز” بأنه أصبح “مقنعاً” في عام 2012 بعد أن اكتشف أن قرابة 75 % من حالات الطلاق ناجمة عن مشاكل خارج نطاق الزواج، استناداً إلى خبرته في العمل.
بعد ذلك، إفتتح تشو فروعًا لوكالته في عدة مدن بمقاطعة جيانغسو، بما في ذلك ووشى وسوتشو ونانجينغ. لتقديم إستشارات الزواج، وإقناع الأزواج الذين يعيشون نزوة بإنهاء هذه العلاقة.
يمكن العثور على أكثر من 900 ألف نتيجة على محرك البحث بايدو، عند البحث عبر كلمة “المقنعين” أو عبارة “إقناع العشاق على إنهاء علاقاتهم”.
ووفقا لتقارير وسائل الإعلام، يمكن العثور على هذه الخدمة في عدة مدن صينية أخرى، بما في ذلك بكين وشانغهاي وتشونغتشينغ وشنتشن.
خدمة مكلفة
خلال العام الماضي فقط، جاء أكثر من 2000 زوج إلى تشو للحصول على إستشارات بشأن الزواج. ويقول تشو بأنه نجح في إنقاذ 351 زواج وإقناع حوالي 200 عشيق وعشيقة بإنهاء علاقاتهم.
حوالي 35 % من “الشياو سان من الذكور. وأوضح تشو أن العديد من النساء المتزوجات يتعرفن على العشاق للإنتقام من أزواجهن بعد اكتشاف الخيانة.
يقول تشو أن حالة “إقناع” نموذجية واحدة يمكن ان تكلف ما لا يقل عن مئة ألف يوان، وفي بعض الحالات يمكن ان تفوق مليون يوان.
تقوم شركة تشو بتوقيع عقود مع العملاء بحضور محاميّهم، مع شروط تغطي المدة والدفع.
يضيف تشو في تعريفه لطبيعة عمله: “إن الإقناع يتطلب تقنيات بعينها. فنحن عادة مانعتمد أسلوب إيقاظ وعي الشياوسان، أي جعلهم يدركون عواقب سلوكهم. كما نحاول إيجاد صديق أو صديقة مناسبة له أو لها”.
من بين الحالات التي نجحت شركة تشو في معالجتها، إقناع طالبة جامعية بترك عشيقها المتزوج والذي يعمل مديرا في شركة. حيث تقربت إحدى موظفات تشو منها وأصبحت صديقتها في النهاية. وبعد إقناعها بخطأ طريقها، أقنعتها في النهاية بترك المدير. ولاحقا، عرّفت شركة تشو الطالبة على صديق آخر.
في كثير من الحالات، على “المقنعين” أن يتصرفوا مع العملاء مثل الجيران أو الزملاء أو متطوعي المجتمع المدني للتقرب منهم وكسب ثقتهم.
وقال تشو “إن هذا الدور” الضروري “يتم بشكل ودي، ويهدف للسماح لـ” الشياوسان” بفهم سلوكهم بشكل أفضل”.
مع ذلك، يواجه تشو عدة مخاطر في وظيفته. في بعض الحالات، الأشخاص الذين يتحولون إلى “شياوسان” لأغراض مالية سوف يردون على “المقنعين” عن طريق الإساءة اللفظية أو التشهير بهم عبر الإنترنت.
ويقول تشو “إن إقناع الشياوسان بإنهاء علاقته هو جزء من عملنا. كما نحاول أيضا مساعدة الزوجين وإنقاذ زواجهما”.
تقوم شركة تشو بهذه المهمة من خلال تقديم المشورة لهم حول تحسين أسلوبهم في ارتداء الملابس والمحادثة وحتى مهاراتهم الجنسية.
الحاجة إلى الرقابة
يرى أستاذ علم الجنس بجامعة ووهان المركزية بنغ شياو هوى، أن “المقنعين” يساهمون في خلق مجتمع متناغم، ويجب تعزيز هذه الخدمة في الصين.
ويضيف بنغ شياو بأن هذه الخدمة ” تمثل جزءا من علاج الزواج. في بعض الجامعات في هونغ كونغ، تم ادراجها في المقررات الرسمية للطلاب، لكن لاتوجد مثل هذه الدروس في البر الرئيسي إلى حد الآن “.
من جهة ثانية يدعو بنغ شياو إلى ضرورة وضع لوائح لتنظيم أعمال هذه الشركات، ويعتقد بأن هذه الخدمات تمتلك آفاق جيدة. حيث يجب إقناع الأشخاص الذين تربطهم علاقات خارج إطار الزواج بالتخلي بطريقة متحضرة وإيجابية. بدلا أن تصل المشكلة إلى العنف والتشهير.
مع ذلك، يحذر بنغ شياو من إنتحال موظفي شركات الإقناع شخصيات أخرى، لتحقيق هدفهم. ويقول بأن بعض الوكالات تقوم بتأجير محققين خصوصيين للتجسس على الشياوسان، ويضيف بأن هذا العمل مخالف للقانون.
وقال بنغ “إن جميع الاطراف المعنية بما في ذلك الازواج و”الشياوسان” لديهم الحق في ان يكونوا على اطلاع بما يحدث حتى يمكن للوكالة ان تبقى على الحياد”. واقترح أن يجتاز “المقنعون” اختبارات نفسية معينة قبل السماح لهم بممارسة هذا العمل.