الصين تسعى إلى أن تصبح عاصمة المنتزهات العالمية

بحلول عام 2020، سيتجاوز عدد رواد المنتزهات السياحية في الصين 330 مليون زائر سنوياً، ما سيجعل الصين تتحول إلى عاصمة المنتزهات العالمية. إذ من المتوقع أن تفتك الصين هذه المكانة لكل من أمريكا واليابان.

أسهم ازدياد الطلب العام في إزدهار المنتزهات الترفيهية في الصين، حيث تجاوز عدد المنتزهات في عموم الصين 2500 منتزه.

وقد حصل ما لا يقل عن 300 منتزه على استثمارات تزيد على 50 مليون يوان (7.95 مليون دولار)، في حين من المتوقع أن تبلغ مبيعات التجزئة 12 مليار دولار خلال العامين المقبلين، مايعني تحقيقها لنمو بـ 367 % مقارنة بعام 2010.

من بين أكثر من 20 مدينة ترفيهية ذات شعبية بالنسبة للسياح الآسيويين، يوجد 13 منها في الصين. وفقا لتقرير المنظمة الدولية “موسسة ثيمد إنترتايمنت”.

من بين الشركات الكبرى التي إستثمرت في المنتزهات داخل الصين نجد ديزني لاند، التي أطلقت منتزهها في شنغهاي في يونيو 2016، ومن المتوقع أن يفتح موقع “يونيفرسال ستوديوز” في بكين أبوابه بحلول عام 2020.

كما تستعد المنتزهات الترفيهية الدولية الأخرى مثل منتنزه هالو كيتي الياباني و “لوت وورلد” الكوري الجنوبي لدخول البر الرئيسي أيضا.

` مع ذلك، ليست المنتزهات الدولية الكبرى فحسب هي التي تلقى إقبالا كبيرا، بل إن حضور العديد من العلامات التجارية الصينية بات محسوسا أكثر فأكثر.

مثلا يعمل منتزه “الوادي السعيد” في الوقت الحالي على الإستثمار في التكنولوجيا الجديدة لتطوير منشآته، أما منتزه “وادي بكين السعيد” فسيبني أكبر منزلقات مائية في الصين وسفن دوارة جديدة.

تجدر الإشارة إلى أن منتزه “الوادي السعيد” الذي تديره شركة “هواتسياو تشنغ” المملوكة للدولة(Chinaoct)، قد صنفت بين العلامات التجارية الأكثر شهرة في الصين مع مواقع أخرى في شانغهاي وشنتشن وتشونغتشينغ وتشنغدو ووهان وتينانجين.

حديقة بكين التي يزورها بشكل أساسي الفئة التي تتراوح أعمارها بين 20 و 35 سنة، تستقبل في شهري يوليو وأغسطس، حوالي 10 آلاف زائر يوميا خلال وسط الأسبوع، ويتضاعف هذا الرقم يومي السبت والأحد.

يرى لي شيانغ يانغ، نائب المدير العام لمنتزه الوادي السعيد في بكين أن دخول المنتزهات الدولية المشهورة إلى الصين لا تجلب المنافسة فحسب، بل تقدم الفرص أيضا.

ويشرح قائلاً: “إن المنتزهات الترفيهية الأجنبية تقدم عناصر غربية، وهذا يجب أن يغري الحدائق الصينية على إيجاد خصائصها الذاتية من خلال تطوير المزيد من التجارب الصينية”.

وتقول الشركة أن ما يقرب من 40 % من الزائرين الذين زاروا منتزه الوادي السعيد قد عادوا إليه مجددا، ويضيف لي بأن الحدائق تعمل بشكل مستمر على التجديد والتطوير لتقديم تجارب جديدة للزوار.

وتعتزم مجموعة هايتشانغ للحدائق المحيطية افتتاح منتزهين جديدين في شنغهاي وسانيا بمقاطعة هاينان.

حديقة شانغهاي التي من المقرر افتتاحها في أغسطس القادم، بمساحة 29.7 هكتار، تضم أكثر من 20 نوعًا من الحيوانات القطبية و300 نوعًا من الأسماك. وستضم أيضا عناصر جذب أخرى، مثل سينما التأثيرات الخاصة والمعرض العلمي والتجارب التفاعلية مع الحيوانات البحرية الكبيرة.

يأمل قاو جيه، الرئيس التنفيذي لمجموعة هاي تشانغ، في جذب 3.2 مليون زائر خلال السنة الأولى من تشغيل المنتزه، والوصول إلى 6 ملايين زائر سنويا بعد ذلك.

وفي معرض حديثه عن المنافسة من حديقة ديزني لاند، التي لا تبعد سوى 25 دقيقة بالسيارة، يقول غاو إن ديزني لاند ستمثل حافزا لهاي تشانغ لتحسين المنتجات والخدمات.

تدير الشركة في الوقت الحالي ثمانية منتزهات ترفيهية، في داليان بمقاطعة لياونينغ وتشينغداو بمقاطعة شاندونغ ويانتاي وتيانجين وووهان بمقاطعة هوبى وتشنغدو وتشونغتشينغ.

في العام الماضي، ارتفعت مبيعات تذاكر الشركة بنسبة 10.6٪ على أساس سنوي لتصل إلى 1.18 مليار يوان، منها 291.5 مليون يوان من الأرباح.

في ذات السياق، تعتزم شركة “فاتان ويلد أدفتشير”، التي تعد واحدة من العلامات التجارية الرائدة في مجال الملاهي المحلية في الصين، مضاعفة عدد المواقع التي تملكها في جميع أنحاء البلاد إلى 40 موقعا، خلال 5 إلى 10 سنوات قادمة. وفقًا لما ذكره دينغ ليانغ، النائب الأول لرئيس الشركة.

ستقدم حديقة “فاتان ويلد” الجديدة التي يجري إنشاؤها في الوقت الحالي الكثير من المرح لعشاق “الدببة بوني”، وهي سلسلة من الصور المتحركة تلقى شعبية كبيرة داخل الصين. وستقوم الحديقة بإعادة إنتاج المشاهد الكلاسيكية الجذابة في السلسلة التلفزيونية، وتطوير أفلام 4D ومسرحيات ترفيهية للعائلات الزائرة.

في العام الماضي، استقبلت السوق السياحية المحلية خمسة مليارات زائر، واختار عدد كبير منهم زيارة الحدائق، حسبما ذكر تقرير الاكاديمية الصينية للسياحة. حيث جاء منتزه “الوادي السعيد” وحديقة “ديزني لاند” على رأس قائمة الوجهات السياحية العشرة الأولى وفقا لتقرير الأكاديمية التي جمعتها الأكاديمية الصينية للسياحة الذي صدر بعد عيد كنس القبور.

خلال العام الماضي، إستقبلت حديقة عالم المحيط القطبي بتشينغداو أكثر من 31 ألف سائح، بزيادة بحوالي 64٪ عن عطلة العام الماضي. في حين استقبلت حديقة الحياة البرية بتشينغ داو أكثر من 22 ألف زائر، وزار حديقة فانتا لعالم البرية السحري بتشينغ داو 36400 سائح، وهو مايمثل رقما قياسيا. في هذا الصدد، يرى لين هوان جييه، مدير المعهد الصيني لأبحاث المنتزهات السياحية الصينية، أن زيادة عدد الطبقة المتوسطة في الصين قد منح المنتزهات السياحية فرصة كبيرة للنمو.

مع ذلك، يخفي إزدهار الحدائق في الصين عدة نقائص، مثل التشابه وعدم وجود مواضيع ثقافية مميزة، وهوما دفع بعض المعالم السياحية إلى حث السلطات الصينية على إصدار توجيهات لمطوري الحدائق في المستقبل.

سيتم تشجيع المنتزهات التي تروج الثقافة الصينية وتحتوي على مناطق جذب أصلية، في المقابل سيتم منع المواقع التي تمثل واجهة فضفاضة لمشروعات الإسكان والمكاتب، وتحتوي على مفاهيم غير واضحة أو تصاميم مقلدة ومعايير متدنية.

يرحب لين بالتوجيهات الحكومية في هذا الجانب، ويرى بأنها ستساعد في الحفاظ على التنمية الصحية والمستدامة للمنتزهات السياحية في الصين.