شهر رمضان بألوان صينية..!
موقع الصين بعيون عربية ـ
عبد الحميد الكبي*:
يستقبل المسلمون في الصين شهر رمضان الفضيل خير استقبال، ويتم الاستعداد والتحضير لرمضان في بلاد سور الصين العظيم وماوتسي تونغ وشي جين بينغ على أحسن مِثال.
المسلمون والاسلام في الصين لهم وله قصة طويلة لطيفة ومُعبّرة لا مجال لذكرها هنا. لذلك يتميز شهر رمضان في الصين بالكثير من الأنوار والحسن والجمال والأبّهة، ومن ذلك أن مسلمي الصين هم أحفاد لدولة صينية عريقة، تأسست قبل ألوف السنين، ولم يتمكن أي غازٍ من وأدها أو تدميرها، وهي بالتالي عظيمة وشعبها عظيم، إذ لديه القدرة للدفاع الحقيقي عن بلده والتمتع بخيراته دون الأجنبي الدخيل.
والصين هي إحدى أقدم الحضارات على وجه الأرض، وقد تمكنت من الحفاظ على مكوناتها وثقافتها وعاداتها وتقاليدها الشعبية وقومياتها الكثيرة بذكاء شعبها وقياداته على مر التاريخ، حيث تمارس القوميات الإسلامية منها طقوسها بحرية تامة، ويسلك المسلمون فيها سبيل التدين دون أي إكراه، فالدين والعبادة واحترام مشاعر المؤمنين الدينية في الصين مضمونة كلها بقوة القانون الرسمي.
وفي شهر رمضان الفضيل يؤدي المسلمون في الصين كما كل مسلمي العالم، صلاة التراويح في مختلف المساجد، وهي بعشرات الآلاف، ويمكن ملاحظة وجودها بسهولة في بكين وفي مختلف المناطق والأقاليم والمدن، وبخاصة في بقاع كثافتهم العددية – غرب الصين، مثل منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم، ومقاطعة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي الخ..
تقول الفضائية الصينية الناطقة بالعربية CGTN في تحقيق رمضاني أجرته، أن في جميع بقاع الصين جنوباً وشمالاً، شرقاً وغرباً، ثمة تواجد كبير للمسلمين الأجانب، ولا سيّما الوافدين من بلدان عربية، ومن بينهم دبلوماسيون، وموظفون، وطلبة قضى بعضهم شهر رمضان لعدة سنوات داخل الصين، وعبّروا عن مشاعر ولحظات الصداقة والود والألفة التي تبادلوها مع الصينيين خلال هذا الشهر الفضيل.
لذلك نرى كيف يحتفل عدد كبير من الصينيين بشهر رمضان سوياً مع العرب في الصين، وبخاصة في المدن التي تشهد وجوداً كبيراً لهؤلاء العرب، فهم إذ يَعيشون في دولة تحترم الإنسان، بغض النظر عن دينة وقوميته ولغته وعاداته وتقاليده، تقدم للجميع خدماتها بمساواة بين الكل، لذلك يقضي المسلمون في الصين شهررمضان المبارك بكل حرية في ظل الصورة الحقيقية للصين الحاضرة، والتي قد توسّعت وتعمقت في مختلف المجالات، بكثير من الإنجازات والأفكار الخلاقة، وفي مجتمع الهمة والنشاط والاهتمام بالإنسان وراحته وتنميته مادياً وروحياً، وكل ذلك ساهم وساعد في تشكيل لوحة رمضانية إسلامية متميزة بألوان صينية ومبتكرة، بالرغم من ارتفاع عدد سكان الدولة بشكل كبير في السنوات الاخيرة، لكن الصين بقيت تجمع تحت جناحيها العديد من اللغات والقوميات والأديان والأعراق والشعوب الصغيرة والمتوسطة، وكلهم ينضون تحت لواء دولة واحدة ويتوحدون في مجتمع يُمثّل التواضع الذي هو أحد أهم سمات الشخصية الصينية.
ومع انقضاء شهر رمضان الكريم، يستقبل المسلمون في جمهورية الصين الشعبية عيد الفطر المبارك بعادات وطقوس دينية للعديد من القوميات المسلمة هناك، لما للأمر من أهمية بالغة بالنسبة للمسلمين أجمعين.
ففي الصين اهتمام كبير بالأمور الدينية للمسلمين من جانبهم هم، ومن جانب المنظمات الإسلامية والإيمانية المرخصة رسمياً، فالدولة الصينية التي تنظم عملية تمتعهم، كما وتمتع غيرهم من المؤمنين بالأديان الاخرى، بالقانون وحماية معتقداتهم ومساجدهم ومواقعهم الدينية وعائلاتهم وشبابهم العامل في مختلف مواقع العمل والانتاج، ليشعروا بأن لا فرق بينهم وبين غيرهم من أبناء الوطن المترامي الاطراف.
ومن المُلاحظ أيضاً أن أعياد المسلمين في الصين عديدة، وصلواتهم يومية، لذلك يُشكِّل هذا أولوية واضحة لدى الدولة وأجهزتها للعناية بهم، خصوصاً في شهر رمضان الكريم، وعيد الفطر السعيد، وعيد الأضحى المبارك، والمناسبات الإسلامية والدينية الاخرى.
…
*#السفير عبدالحميد_الكبي. مرشح لمنصب مستشار لرئيس الاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء #الصين ورئيس رابطة الصداقة اليمنية – #الصينية “تحت التأسيس”.