الصين تطمح لقيادة صناعة البيانات الضخمة في العالم
عارضون يعرضون منصة تحليل البيانات البصرية الضخمة خلال معرض الصين الدولي لصناعة البيانات الضخمة 2018، في مدينة قوي يانغ التابعة لمقاطعة قويتشو جنوب غرب الصين، 26 مايو 2018. افتتح المعرض في قوي يانغ السبت، واجتذب أكثر من 40 ألف مشارك من قرابة 30 دولة.
صحيفة الشعب اليومية أونلاين:
يرى مراقبون صينيون إن الصين تسابق منافسيها في الوقت الحالي لتصبح إحدى الدول الرائدة عالميا في مجال صناعة البيانات الضخمة، والتي من المتوقع أن تسهم في تحسين حياة الناس، لكنهم في ذات الوقت حذروا من أن حماية البيانات لاتزال تمثل مشكلة بالنسبة لهذه الصناعة الناشئة.
“من المتوقع أن تصبح الصين أكبر منتج للبيانات في العالم، حيث ستستأثر بحوالي خُمس البيانات العالمية بحلول عام 2020، مع مضيها قدما في دمج تقنيات المعلومات المتطورة في الاقتصاد الحقيقي” ذكر تشن تشاو شيونغ، نائب وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، في إفتتاح معرض الصين الدولى لصناعة البيانات الضخمة 2018 بمدينة قويانغ يوم السبت 26 مايو الجاري.
وأضاف تشن قائلا، “لقد حققت البلاد تقدما كبيرا في صناعة البيانات الضخمة، مع ظهور منصات البيانات الكبيرة التي أنشئت في مجال التصنيع والتجارة والتمويل والنقل والرعاية الطبية”.
في ذات الصدد، يقول شيانغ يانغ، المحلل الصناعي بشركة “سي سي إي دي” للاستشارات ببكين إنه مقارنة بالدول الأخرى الرائدة في هذه الصناعة، تتمتع الصين بقدرات كبيرة في جمع البيانات وإدارتها، بفضل وفرة الكفاءات والدعم الحكومي.
تستخدم تكنولوجيا البيانات الضخمة التي شهدت تطورا سريعا في الصين خلال السنوات الأخيرة في الغالب لتحسين حياة الناس ومساعدة الحكومة على اتخاذ القرارات، حسبما قال تشين آن، مدير استراتيجية الصين في الفضاء الإلكتروني ببكين، لصحيفة غلوبال تايمز يوم الأحد.
من جهة أخرى، أفادت وكالة شينخوا أن مركز قويتشو بيركلي لبحوث الابتكار في البيانات الضخمة قد أطلق خلال المعرض حملتين للرعاية العامة باستخدام تكنولوجيا البيانات الكبيرة لفائدة أطباء العيون في المناطق الريفية.
قال المركز إن البرنامج الذي يمتد لثلاث سنوات يأمل في التعويض عن عدم وجود أطباء عيون محترفين في المناطق النائية والفقيرة في المقاطعة، من خلال جمع تحاليل بيانات 100 ألف مصاب بمرض الساد على الإنترنت بمقاطعة قويتشو.
في المجال الأمني، “ساعد نظام التعرف على الوجه مكتب الأمن العام المحلي على حل أكثر من 90 % من الحالات الجنائية، بعد أن أسست المدينة مركز قيادة البيانات الضخمة،” يقول مسؤول من قسم الدعاية بمكتب الأمن العام في قوييانغ. ويضيف ذات المسؤول أن “النظام قادر على مسح الوجوه ومقارنتها مع قاعدة البيانات الخاصة بالمشتبه فيهم جنائيا. حيث يقوم النظام بإخطار الشرطة فور التفطن للمشتبهين.”
ويرى تشن أن الصين لا تزال بحاجة ماسة للقوانين المنظمة لصناعة البيانات الضخمة. حيث يجب على المشغلين أن يتعاطوا بأكثر شفافية بشأن الكيفية التي يتم من خلالها جمع وتبادل وإدارة البيانات لتبديد المخاوف العامة بشأن الخصوصية.
وتطبق الحكومة الصينية في الوقت الحالي، لوائح صارمة لحماية الخصوصية، حيث يُسمح فقط للموظفين على مستوى معين بالوصول إلى البيانات، لذا يجب على مشغلي البيانات الخاصة أن يكونوا أكثر حذراً. كما قامت الشرطة الصينية بضبط أكثر من 11 ألف شخص مشتبه بهم في 3700 حالة إنتهاك للمعلومات الشخصية للمستخدمين خلال العامين الماضيين.
ينتظر أن تضع الصين قوانين لحماية البيانات الشخصية وحقوق المستخدمين القانونية خلال السنوات الثلاثة القادمة. ومن المتوقع أن توضح القوانين الجديدة طرق الاستخدام المشروع للبيانات الضخمة والجرائم الإلكترونية، حسبما قال تشو وي، الأستاذ بجامعة الصين للعلوم السياسية والقانون ببكين.