حضور ملفت للشركات الصينية الراعية في كأس العالم 2018
ينطلق مونديال روسيا 2018 غدا الخميس، وبالمقارنة مع كأس العالم 2014 بالبرازيل، شهدت سوق المبيعات الرياضية في الصين تغيرات هائلة. حيث أصبحت الشركات الصينية عنصرا مهما في مونديال هذا العام، إذ زاد عدد الرعاة الصينيين من شركة واحدة في مونديال البرازيل، إلى 7 رعاة في مونديال روسيا.
ليس ذلك فحسب، بل أبدت الفيفا إهتمامها بالسوق الصينية، ما مثّل فرصة جيدة لدخول المزيد من العلامات التجارية الصينية إلى عالم التسويق الرياضي.
835 مليون دولار، إنفاق صيني على الإعلانات
يعد كأس العالم الحدث الرياضي العالمي الأكثر إثارة للإهتمام. ووفقًا للبيانات الصادرة عن شركة نيلسون، فإن حوالي 73٪ من الأشخاص مستعدون لدعم العلامات التجارية الراعية لكأس العالم؛ ويعتقد 60٪ من المستطلعين أن العلامات التجارية الراعية لكأس العالم تمتلك قوة تأثير كبيرة؛ بينما قال 55٪ من الأشخاص المستطلعين أنهم على استعداد لشراء المنتجات الراعية لكأس العالم. ولذلك، فإن كأس العالم لا يقتصر على مشجعي كرة القدم في جميع أنحاء العالم، بل يعد أيضا ساحة للمنافسة بين العلامات التجارية الكبرى.
مع ذلك، وبسبب تغيب عدة منتخبات عريقة في كرة القدم عن مونديال روسيا، وقضية الفساد داخل الفيفا التي تم الكشف عنها في عام 2015، تراجع عدد الرعاة المتحمسين لكأس العالم هذا العام. فإلى غاية أسبوع على انطلاق منافسات كأس العالم، مازال هناك 15 مقعدا شاغرا. كما أن عددا من الرعاة التقليديين لكأس العالم مثل سوني والخطوط الإماراتية وكاسترول، لم يجددوا عقودهم مع الفيفا.
في الوقت الذي يتراجع فيه حماس العلامات التجارية العالمية لكأس العالم، دخلت سبعة شركات صينية قائمة رعاة كأس العالم، وهي على التتالي: واندا، هيسنس، منغنيو، فيفو، يادي للدراجات الكهربائية، وفي آر للواقع الإفتراضي، وديباي للملابس الرجالية. ويذكر أن شركة واندا قد أنفقت 150 مليون دولار أمريكي في عام 2016 للفوز بموقع الراعي من المستوى الأول، في دورات كأس العالم الأربعة المقبلة (2018، 2022، 2026، 2030). مايمنحها جميع حقوق الإعلان وحقوق التسويق في جميع الفعاليات. أما كل من شركات هيسنس، منغنيو وفيفو، فحصلت الدرجة الثانية من الرعاية، وهو ما يمثل 60 ٪ من العدد الإجمالي للرعاة من هذا المستوى.
وتشير أحدث البيانات الصادرة عن شركة أبحاث السوق زينيت، إلى أن تكاليف إعلانات الرعاة التجاريين من مختلف البلدان في كأس العالم 2018، قد ناهزت 2.4 مليار دولار. أنفقت الشركات الصينية منها 835 مليون دولار، أي ما يعادل ضعفي أنفاق الشركات الأمريكية، البالغ 400 مليون دولار أمريكي. وأعلى بكثير من إنفاق شركات الدولة المضيفة روسيا، البالغ 64 مليون دولار.
وذكرت زينيت بأنه رغم عدم مشاركة المنتخب الصيني في المسابقة، إلا أن كأس العالم يبقى فرصة مهما بالنسبة للشركات الصينية.
في هذا السياق، قالت الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم فاطمة سامورا “ان الصين تلعب دوراً رئيسياً في استراتيجيتنا لتطوير كرة القدم العالمية. ومشاركتها تعد ضرورية.” وأضافت بأن الفيفا قد طرحت في رؤيتها المستقبلية 2.0، هدفا لتمكين أكثر من 60٪ من سكان العالم من المشاركة في كرة القدم بحلول عام 2026. ولتحقيق هذا الهدف، يجب أن نركز على الصين ونركز على المجموعة الضخمة التي تضم 1.4 مليار من عشاق كرة القدم والمشجعين المحتملين “.
عائدات ضخمة
أتاح الموقف الإيجابي من الفيفا فرصة للعلامات التجارية الصينية لتسويق نفسها، وفي ذات الوقت باتت الشركات الصينية والسوق الصينية جزءا لايتجزأ من الفيفا. ولا شك في أن مشاركة الشركات الصينية كرعاة رسميين لكأس العالم، سيسمح لها بالتواصل عن كثب مع المستخدمين في مختلف أنحاء العالم، ويقدم لها إحدى مفاتيح فتح السوق العالمية. وتطمح شركة دي باي للملابس الرجالية، إلى مضاعفة عائداتها في غضون عام، بعد الحملة الإعلانية التي ستقوم بها خلال كأس العالم.
أما شركة يادي للدراجات الكهربائية، فقد تمكنت في الفصل الأول من العام الحالي من تحقيق نمو في المداخيل بـ 59% على أساس سنوي، بعد أن أصبحت في فبراير الماضي، راعيا رسميا لكأس العالم.
وفي صيف عام 2016، حصلت شركة هيسنس على عائدات بـ 57 مليون يوان من إعلاناتها التجارية في مسابقة بطولة رابطة الأبطال الأوروبية. كما إرتفعت شهرتها في الأسواق الأوروبية، الأمر الذي انعكس بشكل إيجابي على حجم مبيعاتها، حيث تضاعفت مبيعاتها في السوق الفرنسية 3 مرات. يذكر أن هيسنس قد أنفقت 100 مليون دولار أمريكي لتصبح الراعي الرسمي لكأس العالم روسيا 2018. وفي ظل الانكماش العام الذي تشهده صناعة التلفزيون في الصين، بلغت مداخيل أعمال هيسنس 7.811 مليارات يوان في الربع الأول من هذا العام، بزيادة سنوية بلغت 16.54٪.
تغيير قواعد الرعاية في اتحاد كرد القدم الدولي
تجدر الإشارة إلى أن عدد الشركات الصينية الراعية لكأس العالم 2018، قد ارتفع بشكل ملحوظ. وهو ماغير خريطة توزيع موارد صناعة كرة القدم، التي كانت تحتكرها شركات بعينها.
في النصف الأول من العام الماضي، أطلقت الفيفا لأول مرة صنف الرعاة الإقليميين، حيث وسّعت مجال الداعمين من الدول المنظمة إلى المنطقة بأكملها. إلى جانب تقسيم القارّات الخمس إلى خمس مناطق، حيث يسمح لأربع رعاة كحد أقصى من كل منطقة بالمشاركة.
ومع إنطلاق كأس العالم روسيا 2018، ستبدأ الإستعدادات لمونديال قطر 2022. في هذا الصدد، كشف رئيس إحدى شركات التسويق الرياضي الصينية، بأن الشركة قد بدأت التفاوض مع الإتحاد الدولي لكرة القدم بشأن حقوق الرعاية لمونديال قطر.