الصين اضطرت للرد بفرض رسوم جمركية مقابل الرسوم الأمريكية
عقب ساعات من توجيه الإدارة الأمريكية أول ضربة يوم الجمعة، أعلنت الصين تعريفات جمركية إضافية على البضائع الأمريكية مماثلة للتعريفات الأمريكية، ومن المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في التوقيت ذاته.
تأتي إجراءات الصين المضادة استجابة للإجراءات الأمريكية وردا عليها.
إن الإعلان الأمريكي بفرض تعريفات جمركية إضافية على بضائع صيينة تقدر بنحو 50 مليار دولار أمريكي، تأتي عقب شهور من دبلوماسية مكوكية بين واشنطن وبكين.
وأظهرت الصين أقصى قدر من الصدق والأمانة في جولات المفاوضات مع خطط لزيادة كبيرة في مشتريات البضائع والخدمات الأمريكية، للوفاء بمعايير مستوى معيشة أفضل للشعب الصيني ومساعدة الولايات المتحدة في تعزيز التوظيف.
واعترف الجانب الأمريكي أيضا بإحراز تقدم ملموس، وتم التوصل إلى توافقات مهمة خلال الجولات السابقة من المحادثات، حيث تعهد الجانبان خلالها بعدم شن حرب تجارية.
لكن سرعان ما ثبت أن التوافقات لم تدم طويلا بعد أن أظهر الجانب الأمريكي تغير مفاجئ بنية واضحة لديه لتصعيد الخلاف التجاري.
إن الصين لا ترغب في الحرب التجارية ولكنها تواجه واشنطن المتقلبة، فليس أمام الصين أي خيار سوى المقاومة بقوة للدفاع عن مصالحها الوطنية، والدفاع عن اتجاه العولمة والنظام التجاري العالمي متعدد الأطراف.
وفي الحقيقة، كانت بكين مستعدة لمواجهة واشنطن المتقلبة. ففي بيان أصدرته الصين في أعقاب جولة المحادثات الأخيرة في بكين في وقت سابق هذا الشهر، شددت الصين على أن النتائج التي خلُصت إليها المحادثات يجب أن تقوم على شرط التقاء الطرفين في منتصف الطريق وعدم الدخول في حرب تجارية.
ولن تدخل جميع النتائج الاقتصادية والتجارية التي خلُصت إليها المحادثات حيز التنفيذ إذا فرض الجانب الأمريكي أية عقوبات تجارية بما في ذلك زيادة التعريفات الجمركية. ولكن من الواضح أن واشنطن لم تستمع بعناية لهذه الرسالة الجادة من قبل الصين.
فعندما يتعلق الأمر بالدفاع عن المصالح الوطنية، فإن الصين تعني الأعمال.
وأعلنت الصين أنها ستفرض تعريفات جمركية إضافية بنسبة 25 بالمئة بداية من 6 يوليو على 545 منتجا من الولايات المتحدة، بما في ذلك فول الصويا والسيارات الكهربائية وعصير البرتقال والويسكي والسلمون والسيجار.
وانتبهت الصين إلى أن الجانب الأمريكي هدد بفرض رسوم جمركية إضافية إذا اتخذت الصين إجراءات انتقامية. فهذا المنطق الذي يتسم بالبلطجة لن يجعل الصين تتوانى عن موقفها. فالصين على استعداد لاتخاذ تدابير مماثلة.
في هذا اليوم وهذا العصر، يعد شن حرب تجارية أمرا متخلفا عفا عليه الزمن ويولد كراهية بين الشعوب. ففي وقت سابق هذا العام، فرضت إدارة ترامب تعريفات جمركية من جانب واحد على واردات الصلب والألومنيوم، ما أثار معارضة قوية حتى من قبل شركائها التجاريين الرئيسيين.
وفي ظل رفض أقرب حلفائها للحمائية، هل تستطيع الولايات المتحدة السير بمفردها؟
إن تبادل فرض رسوم جمركية يعد دائما الملاذ الأخير. ولكن إذا كانت واشنطن غير قادرة على وقف نزواتها التي تكلّف مصالح شعبي البلدين، فإن التعريفات المتبادلة هي الوسيلة التي لا تملك الصين خيارا سواها لتستخدمه.