“شي” يرفع سقف منظمة شنغهاي
موقع الصين بعيون عربية ـ
الدكتور سمير حمدان:*
لم يَعد خافياً على أحد، أن العالم يتشكّل من جديد على إيقاعات القوى الصاعدة في العالم، والفشل الذريع لكثير من المنظمات الدولية في المجالات السياسية والاقتصادية.
لقد أدركت الصين منذ سنوات طويلة أهمية بث الحياة في منظمة دولية جديدة تسهم في أن تكون بديلاً واقعياً لِمَا هو موجود من منظمات، حيث جاء الإعلان في العام 2001، عن إطلاق منظمة شنغهاي في الصين بستة أعضاء.
وقد وضعت المنظمة نصب عينيها تحقيق النمو الاقتصادي في دول أعضائها، وكذلك تحقيق الأمن والسلام ومكافحة الارهاب. وبعد سنوات من العمل توسّعت المنظمة في العام الحالي لتضم الهند والباكستان. ويشكّل هذا التوسع دلالة كبيرة تتمثل في أنها تقترب من أن تشمل نصف سكان الكرة الأرضية.
ومما يلفت الانتباه الخطاب الذي ألقاه الرئيس الصيني والمُستند إلى النهضة الصينية العميقة ثقافياً واقتصادياً، وبالتالي فإن الخطاب يُشكّل رافعة للمنظمة ويضعها أمام مهمات كونية تسهم في إعادة تشكيل العالم. لقد ركّز الخطاب على جملة من القضايا، أهمها شعار الصين المركزي المتعلق أولاً في الفوز المشترك. هذا الفهم يجعل من الدول سواسية ولا يقسّمها لصغيرة أو كبيرة أو قوية أو ضعيفة، بل يسعى إلى شكل من التعاون يستثمر عناصر القوة في كل دولة ويضعها في خدمة الجميع. الكل في نفس الفريق، والكل يصل بر الأمان في نفس الزمان.
والمبدأ الثاني يتمثل في التناغم بدل الصراع، وهذا مبدأ كوني جديد تسهم الصين في صياغته ليكون ركناً من أركان العلاقات الدولية، ويسهم في حل الصراعات الكونية ضمن سياسة الفهم المشترك.
والمبدأ الثالث يتمثل في الربط بين مستقبل المنظمة وخطة الطريق والحزام التي ضخت الصين فيها المليارات، للإسراع في إنجاز البُنية التحتية لانطلاقها كرافعة اقتصادية عملاقة تعود بالخير على الجميع.
ومع انضمام الهند وباكستان للمنظمة تصبح مبادرة الطريق والحزام واقعاً مُعاشاً في السنوات القليلة القادمة. لقد وفّرت منظمة شنغهاي فرصة للكثير من الدول للخروج من عباءات منظمات دولية لم تسهم سوى في إفقارها وربطها بسياسات اقتصادية، تعمّق التبعية وتشوه إقتصاداتها وتزيدها فقراً وإملاقاً.
ولعل المنظمة في مؤتمرها القادم تشهد انضمام إيران وتركيا ومصر وسوريا، وتتطلع إلى انضمام بلدنا الأردن لها. وبذلك تكون الروح قد عادت لطريق الحرير ليصبح طريقاً للتعاون وطريقاً للفوز المشترك. وهذا ما سيشجع مزيداً من الدول للالتحاق بها، وبذلك تكون الصين قد وفّرت منصة دولية لدول العالم لاستثمار السلام والاقتصاد، ولعلّهما وجهان لعملة واحدة، إذ لا تطوّر ونمو اقتصادي في ظل الحرب الباردة أو الساخنة.
كلنا ثقة أن قيادة الرفيق “شي جين بينغ” للمنظمة ستفتح أفاقاً لعالم جديد يُبنى على التعاون والمنافع المتبادلة، ويَنبذ العنف والإرهاب والقوة العسكرية في حل النزاعات والصراعات الدولية، وإن غداً لناظره قريب.
…
*الدكتور #سمير_حمدان: رئيس فرع #فلسطين للاتحاد الدولي (الضفة الغربية وغزة) والنائب الثاني لرئيس #الاتحاد_الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب #العرب #أصدقاء (و #حلفاء) #الصين، ورئيس رابطة الاكاديميين الاردنيين أصدقاء وحلفاء الصين التابعة للاتحاد الدولي، وصديق قديم للصين وروسيا، وعضو عامل في قيادة #الاتحاد الإلكتروني الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتَّاب العرب أصدقاء (و#حُلفاء) #الصين و #رابطة القلميين الإلكترونية مُحبي #بوتين وحلفاء #روسيّه للاردن والعالم العربي؛ وناشط اجتماعي وثقافي، ومتخصص بارز باللغة الانجليزية وعلومها – الاردن.